وظيفة جديدة أم دعوة لتوعية الطلاب؟ حقيقة تعيين الفنان سامح حسين بجامعة حلوان    أسعار اللحوم في أسواق محافظة أسوان — يوم الثلاثاء 2 ديسمبر 2025    عيار 21 يسجل 5650 جنيهًا.. انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب بمصر اليوم الثلاثاء    سعر صرف الدولار في البنوك المصرية ببداية تعاملات الثلاثاء    2 ديسمبر 2025.. استقرار أسعار النفط في التعاملات الآسيوية    طن عز بكام ؟ اسعار الحديد اليوم 2ديسمبر 2025 فى محافظة المنيا    الاحتلال يقيم بؤرة استيطانية جديدة ببلدة مخماس في القدس المحتلة    الذئب الصيني المقاتل مفاجأة معرض إيديكس الدولي للصناعات الدفاعية 2025 (فيديو)    الاحتلال يمنع طواقم الهلال الأحمر من الوصول لأحد المصابين شمال رام الله    واشنطن لا ترى ضرورة لحضور روبيو اجتماع وزراء خارجية الناتو    وسط موجة من عمليات الخطف الجماعى.. استقالة وزير الدفاع النيجيرى    رغم دعوات ترامب للتهدئة.. توغل إسرائيلي بريف القنيطرة السورية    موعد مباراة المغرب وجزر القمر في كأس العرب والقنوات الناقلة    منتخب كأس العرب ومهمة لمرموش.. مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء    الحالة المرورية اليوم في محاور وطرق القاهرة والجيزة    الأمطار تتواصل على السواحل الشمالية.. والحرارة فى القاهرة 18 درجة    المطاردة الأخيرة.. الداخلية تنهى أسطورة بؤر السلاح والمخدرات.. مقتل 4 عناصر شديدة الخطورة.. استشهاد شرطى وإصابة ضابط فى ليلة الرصاص.. تحريز ترسانة مخدرات بقيمة 91 مليون جنيه.. صور    تراجع أسعار الذهب مع جني المستثمرين للأرباح    الليلة .. منتخب مصر الثاني يستهل مشواره في كأس العرب بمواجهة الكويت    من أوجاع الحرب إلى أفراح كأس العرب.. فلسطين تنتصر وغزة تحتفل.. فيديو    بدء تصويت الجالية المصرية في الأردن لليوم الثاني بالمرحلة الأولى    وزير الخارجية يثني على العلاقات المتميزة بين مصر وألمانيا بمختلف المجالات    حدث تاريخي في كأس العرب 2025، أول إيقاف لمدة دقيقتين في كرة القدم (فيديو)    "إعلام القاهرة" تناقش الجوانب القانونية لريادة الأعمال في القطاع الإعلامي    طقس اليوم: معتدل نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 23    محافظ البحر الأحمر ووزيرا الثقافة والعمل يفتتحون قصر ثقافة الغردقة وتشغيله للسائحين لأول مرة    البديل الألماني يطرد عضوا من كتلة محلية بعد إلقائه خطابا بأسلوب يشبه أسلوب هتلر    الحكم بحبس المخرج الإيراني جعفر بناهي لمدة عام    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    ما حكم الصلاة في البيوت حال المطر؟ .. الإفتاء تجيب    بنصف مليار دولار وإلغاء أكثر من 18% من الوظائف، جوتيريش يقترح خفض ميزانية الأمم المتحدة    أصل الحكاية | «تابوت عاشيت» تحفة جنائزية من الدولة الوسطى تكشف ملامح الفن الملكي المبكر    المخرج أحمد فؤاد: افتتاحية مسرحية أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي.. والغناء كله كان لايف    أصل الحكاية | أوزير وعقيدة التجدد.. رمز الخصوبة في الفن الجنائزي المصري    سر جوف الليل... لماذا يكون الدعاء فيه مستجاب؟    خمسة لطفلك | ملابس الشتاء.. حماية أم خطر خفي يهدد أطفالنا؟    تعيين رئيس لجنة اللقاحات في منصب جديد بوزارة الصحة الأمريكية    مصرع طفلين في حريق شقة بطنطا بعد اختناقهم بالدخان    شيري عادل تكشف كواليس تعاونها مع أحمد الفيشاوي في فيلم حين يكتب الحب    لغز مقتل قاضي الرمل: هل انتحر حقاً المستشار سمير بدر أم أُسدل الستار على ضغوط خفية؟    رئيس قضايا الدولة يؤكد تعزيز العمل القانوني والقضائي العربي المشترك | صور    حرب الوعي.. كيف يواجه المجتمع فوضى الشائعات الصحية على السوشيال ميديا؟    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الثلاثاء 2 ديسمبر    ثقّف نفسك | أهمية مشاركتك في الانتخابات البرلمانية من الجانب المجتمعي والوطني والشرعي    كيف تكشف المحتوى الصحي المضلل علي منصات السوشيال ميديا؟    بالأدلة العلمية.. الزجاجات البلاستيك لا تسبب السرطان والصحة تؤكد سلامة المياه المعبأة    أول ظهور لأرملة الراحل إسماعيل الليثى بعد تحطم سيارتها على تليفزيون اليوم السابع    تقرير الطب الشرعي يفجر مفاجآت: تورط 7 متهمين في تحرش بأطفال مدرسة سيدز    أتوبيس يسير عكس الاتجاه يتسبب في مأساة.. إصابة 12 في تصادم مروع بطريق بنها– المنصورة    سيد منير حكما لمباراة كهرباء الإسماعيلية وبيراميدز المؤجلة بالدورى    مدرب منتخب الناشئين: مندوب برشلونة فاوض حمزة عبد الكريم.. واكتشفنا 9 لاعبين تم تسنينهم    جيمي فاردي يسقط بولونيا على ملعبه في الدوري الإيطالي    شاهد، مكالمة الشرع ل بعثة منتخب سوريا بعد الفوز على تونس بكأس العرب    أمن الغربية يحبط عملية نصب بتمثال آثار مزيف ويضبط تشكيلا عصابيا بالمحلة    بيان جديد من المدرسة الدولية صاحبة واقعة اتهام عامل بالتعدي على تلاميذ KG1    أقوى 5 أعشاب طبيعية لرفع المناعة عند الأطفال    موعد صلاة العشاء.... مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 1ديسمبر 2025 فى المنيا    انطلاق المؤتمر التحضيري للمسابقة العالمية للقرآن الكريم بحضور وزير الأوقاف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الأستاذة العراقية فتوش الجنابي عن العولمة: الأسباب، والأهداف، والنتائج
نشر في شموس يوم 22 - 11 - 2013

السيدة فتوش الجنابي، شخصية بلجيكية الجنسية، وعراقية الأصل، تتمتع بالذكاء، والهدوء والرزانة، ومتفهمة تماماً لحياتها ومعيشتها، ما تريده، وما لا تريده، شخصيتها صريحة وجريئة، ومنفتحة اجتماعياً ومتفهمة جداً، متسعة الاطلاع، ثقافتها عميقة وواسعة، تهوى الكتابة، والقراءة كثيراً، تكتب للمرأة، التي لم تملك فرصة التعبير عن نفسها، تؤمن بأن على الفرد حب الآخرين، كما يحب لنفسه، تؤمن بالصدق والبعد عن الأنانية، هي مع كل ما يكفل كرامة الإنسان في أرضه، دار بيني وبينها حوار متخصص، يختلف عن كل حواراتي السابقة، يتعلق بجانب واحد من القضايا الاجتماعية الهامة، وكانت موضوعية جداً في إجاباتها، ودقيقة أيضاً، كعادتي مع كل من أحاورهن من ضيفاتي، كان سؤالي الأول لها هو:
@الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ; جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك، والعمر والحالة الاجتماعية، والمستوى التعليمي، وهواياتك المفضلة؟؟؟
اسمي: فلسطين إسماعيل الجنابي، عراقية الأصل، وحاملة للجنسية البلجيكية، أقيم في بروكسل منذ ثمان سنوات، أعمل بين الإعلام والتعليم، عمري ثمان وثلاثون عاماً، أرملة، منذ تسع سنوات، بدون أولاد، تحصيلي أدب عربي، أكثر هواياتي التصاقاً بي، هي القراءة، وأبعدها، هي ركوب العجلة الهوائية، ربما بسبب نوع الطقس هنا في بلجيكا، وبينهما تكون الموسيقى، والكتابة، والقليل من الرياضة.
العاصمة البلجيكية بروكسل، والتي أقيم بها منذ ثمان سنوات، يميزها عدة معالم مهمة، مثل ساحة الميدان، التي حازت على تصنيف أجمل ساحة تراثية، من قبل منظمة اليونسكوا لعام 1998م، كما يوجد هناك معلم الاتوميوم، وهو عبارة عن مجسم الذرة مكبر 150 مليون مرة، كمعلم يدل على أن بلجيكا، بارعة في العلم النووي، والصناعات التي تتطلب يورانيوم مخصب.
@ما هو المقصود بالعولمة سيدتي؟
عولمة الشيء، هي جعله متداول، ومعروف عالمياً، والعولمة، هي مفهوم اقتصادي بالمنطلق الأول، مفاده بالمختصر، هيمنة اقتصاد الدول القوية، على اقتصاد الدول الضعيفة، وليست الفقيرة، فالدول القوية، لا تهتم بالدول الفقيرة، ولا شأن لها باقتصادها، إن عولمْ أو ظل محصوراً في دكان الحي.
@ ما هي مظاهر العولمة في رأيك الشخصي سيدتي؟
مظاهر العولمة كبيرة، وكثيرة في الوقت الحاضر، حيث انتهت بمواقع التواصل الاجتماعي، ولا نعلم إلى أين ستصل بنا بعد ذلك، لا ننس، كيف تسلَّلتْ إلينا من مطاعم المأكولات السريعة، وحتى ماركات الملابس، وتقليعات الشعر، منتهية، بطبيعة الأفلام المشاهدة، وحتى استخدام بعض المصطلحات، العولمة باتتْ تطغي على كل مظاهر الحياة تقريباً، مذَّوِبة خصوصياتها، ومطفأة لذة الاكتشاف، والاختلاف، والتمايز بين المجتمعات المختلفة.
@هل للتقدم التكنولوجي ووسائل الاتصالات الدافع الأساسي للعولمة؟
إن وسائل الاتصال والتكنولوجيا، التي تطل علينا كل يوم، باختراع جديد، يخترق خصوصية الفرد، ويعمل جاهداً على تجميع أكبر قدر من بيانات الأفراد، إنما هو يعمل لخدمة العولمة، وليس سبباً في ظهورها، إذ لتدعيم، وتثبيت سوق الدول الكبرى، والرأسمالية اقتصادياً، يتطَّلب معرفة ذائقة البشر، ونوعية السلعة التي تروج لهم، ويمكنها أن تلقي القبول لديهم، وأبسط مثال نجده، هو أن العالم الثالث، بات سوقاً مفتوحاً لكل ما تنتجه الدول الكبرى، من سلع ومن خدمات، ومن ثقافات أيضاً، وهنا بات التلاعب بعوالمنا النامية، الرامية الصعود إلى رخاء اقتصادي، سهلاً، بسبب إقبالها غير المدروس على كافة منتجات الدول الكبرى، والمقتدرة اقتصادياً، سواء بالسلعة او بالثقافة، مما يجعلها دوماً ضعيفة المنتج، كونها جاهلة بأساليب اللعبة، وحديثة العهد بها، إن وجدنا عندها نوع من الوعي بها.
@ كيف ألغتْ العولمة الحدود المصطنعة بين الدول؟؟؟
لنقل أنها نجحتْ بإلغاء الحدود الاقتصادية من جانب واحد، إنها تلغي كل حدود تقف ضد مصلحة اقتصاد الدول القوية، فيما أنها، تضع حدوداً عالية، بل تفرض حصاراً على الدول، ذات المقدرات الاقتصادية، غير المستثمرة، وإن اضطرها الأمر، أن تشن حرباً، فأنها لا تتردد أبداً، إن العولمة، هي خدمة أحادية الجانب، إذ قلنا أنها تذوب حدوداً جغرافية، هذه كذبة، ويجب أن لا نسلم بالعولمة كفكرة، تسعى لرخاء البشرية، لأنه ليس ثمة رخاء يتحقق، بالرقابة وبتطبيق مبدأ الراعي أو الأخ الأكبر، لأن هذا النهج، بحد ذاته، يفقد الشعور بالأمان، في نطاقه الضيق، ويفقد الجدوى في الحياة، على نطاق أوسع، فلو تحقق شعار العولمة، بتوحيد العالم، وجعله قرية صغيرة، كما يدعون، فما بال العولمة التي غزت بيوتنا بأجهزتها الصغيرة، جعلتْ كل فرد منا لا يكاد يعرف أخبار شريكه في البيت، بماذا تهمني أخبار العالم الآخر، إذا كنت لا اعرف أخبار من يعيشون معي، إنها في الوقت الذي تسعى فيه لتوحيد العالم، نجدها زرعتْ قضباناً حول كل فرد، وحبسته جبساً انفرادياً داخلها.
@ما هي أسباب، ودوافع، وحيثيات العولمة، في رأيك؟؟
قلت فيما سبق، أن أسبابها اقتصادية بحتة، ثم صارتْ اقتصادية سياسية، بما أن السياسة بالدرجة الأولى غرضها حماية اقتصاد البلد، وبما أن اقتصاد البلدان، يقتضي معرفة بطبيعة الشعوب التي تحيط بهم، وبجغرافية بلدانهم، فاستفحلتْ وصارتْ عولمة اقتصادية سياسية، واجتماعية وثقافية، وأخيراً دينية، إنها عولمة الفرد، وصهره ضمن سياق مُعد سلفاً، تستفيد منه فئة معينة، تحتكم بمقدرات الشعوب، وتتسَّيدْ عليها، ربما يقودنا هذا الحديث، إلى مناقشة الوضع العربي، او الوضع في دول جنوب إفريقيا مثلاً، العولمة مارستْ تشويهاً لجغرافية الفرد، ولإنسانيته، التمايز والاختلاف مطلوب، لبيان الجمالية، وإلا لما يكون الحسن حسناً والقبيح قبيحاً، ولما وجدت الذائقة أصلاً.
@ ألا تعتقدي سيدتي، أن للدول الكبرى مصلحة أساسية بفرض العولمة على دول العالم؟؟؟
نعم، بالتأكيد، بل ولها كل المصلحة، تعال صنف معي كل ما هو معولم الآن، هل تجد شعوبنا ذات مصلحة بما هو موجود الآن، ومطروح ومروج ضمن سياقات العولمة؟؟؟ هل البيتزا ولماكدونالد والكوكولا وماركات الملابس الشهيرة، او الماركة الأشهر اديداس ونايك وغيرها، وحتى تشجع الفرق الرياضية، او كل صنوف الموضة، وصيحات الصحة، وحتى موديلات التجميل، هي من اختراعاتنا؟؟؟ او هي مما نطمح أن نروج له نحن؟؟ إن ترويج سلعة ما، هو ترويج لنمط معين، من الحياة المجتمعية، وتعميمه على شعوبنا، شعوبنا التي لا تملْ من فغر فاها، وتلقف كل ما يرمونه إليها.
@ألا تعتقدي سيدتي أن الدول الكبرى، المستفيد الأوحد، من العولمة ؟؟؟أم أنها معظم الدول؟؟؟
اشرنا إلى عولمة بعض النتاج الغربي، وتعميمه علينا، هل تجد ما يقابله منا عليهم؟؟؟ أبداً، هل تجد عولمة لمستهلك صيني مثلاً؟؟؟ او هندي؟؟؟ هل نقلد اللباس الهندي او الصيني؟؟؟ او نُعولمْ لغتهم؟؟ وطباعهم؟؟ شي من نمط حياتهم؟؟ أو حتى أخلاقهم؟؟ لكننا نفعل بكل دأب، على ما يصلنا من الغرب، من الدول المهيمنة علينا اقتصادياً، كي نظل سوقها المروجة، لكل ما تجود علينا به، ذلك يفسر، أن المستفيد من العولمة، هي الدول القوية والكبرى.
@هل اصطلاح عولمة البشر سيدتي، والنساء بالذات، اصطلاح موجود عملياً، أم انه تعبير غير واقعي وخيالي؟؟؟
عولمة البشر، هذا تعبير فيه تعقيد كبير، إذ نرى الآن، مدى الفجوات التي جرَّنا إليها نتاج هذه العولمة، التي فتحتْ الاحتكاك على مصراعيه، من دون وعي كافي لبشريتنا، أو تحديداً لحريتنا الإنسانية، فحين جرَّتْ العولمة ذيلها على المجتمعات البشرية، ومسَّتْ طبيعتنا الثقافية الفكرية، ومعرفة فكرنا الديني، أحدثتْ هيجاناً وفجَّرت براكين، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه، خصوصاً في عالمنا العربي، ألا ترى معي أن الانفتاح على طبيعة الشعوب، جعل مساحة الصراع أكبر؟؟ وأسبابه أكبر؟؟ فصار معرفة معتقد الآخر، وطبيعته الثقافية، والاجتماعية، سبباً في إنشاء صراعات، مفادها إخضاعه أو إقصاؤه، وهذا بحد ذاته، شيء غير مقبول.
من ناحية أخرى، نجد أن عولمة الفكر، أمر صعب جداً، وعولمة المعتقد، شيئاً أكثر صعوبة، ولكن هناك أنماط من العولمة، غلبتْ على الطبيعة البشرية، وكما ذكرتْ أشاعت استخدام بعض المصطلحات في التعبير، عن مفاهيم معينة، او أمور معينة، ونرى هذا واضحاً بين المراهقين، في حين، غلبتْ عولمة طبيعة العلاقات التي صارت تغزو بيوتنا، بسبب التقدم التكنولوجي، الذي أقتصد وقت الأسرة، وجعله محسوباً، وجامداً وبارداً، وغامضاً أيضاً، كذلك نمط المأكل، والملبس مثلاً، في حين أن عولمة النساء، أمر ليس دقيقاً، إنما له وجه من الصحة، فحسب ما رأيناه مثلاً، في طبيعة الألوان التي تنتقيها موديلات دور الأزياء، بين بلادنا، وبلادهم، ناهيك عن مقاييس الجمال، التي نتبناها بحسب مقاييسهم أيضاً، بغض النظر، عن ذائقة البيئة الاجتماعية، ونظرتها لهكذا مقاييس، نحن لا نجادل في أمر النحافة، بالنسبة للنساء، ولكن، هل ينبغي أن المرأة الجميلة، يجب أن لا يتعدى وزنها مثلا 55 كغم؟؟؟ في حين، أن معالم جسم امرأة من جنوب غرب آسيا، او شمال شرق إفريقيا، هي ليست ذاتها للمرأة الأوربية، او الأمريكية، فغالباً ما تكون بمعالم أضخم قليلاً، تتطلب زيادة في الوزن أكثر، لتعطيها جمالية أكثر، في حين، أن الثانية لا تناسبها هذه الزيادة، كما أن التقليعة الجديدة، هي استخدام مقاييس جمال في الوجه محددة، جعل من بعض سيداتنا الجميلات، دمى متشابهة، ومستنسخة، هذا بحد ذاته، جانب أيضاً، من جوانب العولمة.
@هل تعتقدي سيدتي، أن المواطن العادي في كافة دول العالم، قد استفاد من العولمة؟
دعني أقول لك، أني كمواطنة عادية، يمكنني فرز بعض الايجابيات للعولمة، مثل إنشاء المنظمات الإنسانية، التي تدافع عن الإنسان، كحقوق الإنسان، وصحفيون بلا حدود، وأطباء بلا حدود، والهلال والصليب الأحمر، وغيرها من المنظمات الكثيرة، المعنية بسلامة الإنسان، والاهتمام بالدفاع عن حقوقه، ومحاربة الجهل، والظلم، والتخلف، والفقر، والجمعيات المعنية بحماية الحيوان، والطبيعة، والمعنية بحماية التراث، والفلكلور، والآثار، إذ أنها جعلت الاتصال بينها سهلاً، ووثَّقته، وجعلتهم يستفيدون من تواصلهم، وتعزيز معلوماتهم، وجهودهم، ورغم أن هذا بشكل او بآخر، لإن تم، فهو يتم تحت رقابة الدول القوية، لكنه بشكل او بآخر، مُرضي وأنساني، ولا مفر من الاعتراف به، والارتقاء به، ومساندته، لأنه في اقل تقدير، يجمع بين مؤسساته، طاقات، هدفها نبيل وسامي، لكن للعولمة أضراراً، تلحقها بالمواطن العادي مثلي أنا تماماً، كمواطنة عادية، تجعلك عرضة لتلقي هجوم دون مبرر، وربما تهميش لهويتك، إن لم يكن إقصاؤها، وتذويبها، وازدراء لبيئتك الثقافية، والتقليل من شأنها، وأحيانا،ً يشكل مبرراً لشن حروب حقيقية، كانت لن تقوم، لولا أبواب العولمة، التي أعطتْ شرعية الاستباحة، ورخصَّتْ لحمل السلاح، وتحت تبريرات عديدة، وشواهد عصرنا الحديث، والحاضر كثيرة جداً.
@هل تعتقدي سيدتي، انه في ظل العولمة، وعلى المدى البعيد جداً، سيكون العالم شبه موحد، ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً وقانونيا؟؟
أن نقول موحد اقتصادياً، هذا أمر لا يمكن تحقيقه، لأن الوحدة الاقتصادية، بمعنى تحقيق رفاه اقتصادي، هو ليس من عمل العولمة بالتأكيد، إن العولمة، من شأنها أن تعزز تبعية اقتصادية بامتياز، هذا مؤكد، قد يمكن أن تؤسس العولمة، لتبعية ثقافية واجتماعية، وقانونية، بما يخدم الاقتصاد الأكبر بالتأكيد، العائد للدول القوية، وليس العكس أبداً، العولمة، هي أن يصير الشيء عالمياً، ولا شيء نراه صار عالمياً، غير ما يأتينا من الدول الرأسمالية الكبرى، هل يمكن أن يكون زِّينا العربي مثلاً زِيْ عالمي؟؟؟ او حتى أغانينا ومأكولاتنا عالمية؟؟؟ بل إنهم في عولمتهم لمنتجاتهم، فإنهم يحمونها ويتابعونها، هل السلع التي تصنعها الصين مقلدة المنتج الأصلي الألماني او الأمريكي يضر بالمنتج الأصلي؟؟؟ أبداً، انه يظل محتفظاً بسعره وبمميزاته، وبتسويقه، في حين، أنها حين تصنع عباءة، وعقالاً، وكوفية، فإنها تضر ضرراً شديداً بالمنتج الأصلي المغزول باليد، بل وتصيبه بالكساد في بلادنا، إذن، العولمة يا سيدي، تحقق تبعية، ليس إلا، تبعية قوية، ورصينة، وفق أسس متينة، لدول الاقتصاد الكبرى.
@ هل تعتقدي سيدتي، أن العولمة، ثورة عالمية على الحدود، والقيود، والحواجز، والثقافات المتباينة، والعادات، والتقاليد، تمَّتْ بشكل عفوي، أم أن هناك من الدول من قامت بإثارتها، لأهداف بعيدة المدى؟؟؟
قلت أن العولمة، هي تطبيق لنظرية الرقيب، او الأخ الأكبر، وأنها أبداً، لم تكن عفوية، لا اعرف على وجه التحديد، إن كان يمكن أن نسميها بالثورة،، لأنها لم تخض صراعاً برأي، من اجل الإقبال عليها، كنا نتطلع إليها بكل صبر، وشغف، وما زلنا ننتظر، آخر ابتكارات الأجهزة التي تعمل على خدمتها، وتتبع احدث البرامج الخاصة بها، وتلقف كل ما يمكن أن يتساقط علينا، من رطبها، هل خاضتْ العولمة ثورة؟؟؟ هل تعتقد ذلك؟؟ نعم، نحاربها في الخطب الرنانة المكتوبة، على أجهزتها الحديثة، والمبثوثة ضمن اعقد برامجها، هل تعد تلك حرباً حقيقية؟؟؟ إننا نتخوف منها في ما يمس الخطاب الديني، نعم، لكننا في ذات الوقت، نحتضنها بكل شغف، العولمة لا تخيفني، بل ما يخيفني أن نظل هكذا مربوطين إلى هذا النظام العالمي، بحبل يجرنا وراءه، والأحرى، أن نسير معه، إننا نحتاج أيضاً العولمة، بقدر حاجتهم إليها وأكثر، ولكننا لا نحسن تصدير عولمتنا، إلا بما يسيء إلينا، ويعود علينا بالضرر والأذى، نريد أيضاً أن نعولمهم، كما عولمونا.
@ هل العولمة في رأيك سيدتي، أفادت المجتمع الإنساني؟؟ أم أضرته، وكيف ذلك؟؟
لو أحصينا محاسن ومساوئ العولمة، فسنجد أن فيها من المميزات الكثير، أهمها إشاعة المعلومة، وبيان أوجه الاختلاف، ومحاولة امتصاصها، ولعل من أهم مميزاتها، هو القدرة على التوجيه الخفي، تجاه سلعة، او نمط سلوكي، او ثقافة معينة، عن طريق الترويج لها، بطريقة عولمتها، والتركيز عليها، واعتبارها مثالاً عالمياً، ولا اعرف على وجه التحديد، هل يمكن أن اعتبر هذا مثلب أم حسنة؟؟؟ فهي بقدر ما تروج مثلاً، لمساعدة الفقراء، وجائعي إفريقيا، وإيقاف الحروب، نراها في ذات الوقت، تروج لثقافة العنف، والاستغلال، والترويج لأسلحة معينة، بنفس الكيفية، وبنفس الجهد والحيثية، من مساوئها الكبيرة، كما ذكرتْ سابقاً، هي التركيز على التبعية الاقتصادية، وتركيز الاقتصاد بجهة معينة، يتبعها العالم، وإغواء بقية الشعوب، باستهلاك ما ليس ضروري، في الحقيقة لحياتهم، وتعميم نمط من الثقافة، والسلوك، وربما يتعداه إلى المأكل والملبس، على أغلب الشعوب، والسعي إلى تعميمه عليها كلها مستقبلاً، ما من شأنه تضييع خصوصية الشعوب، ولذة اختلاف ثقافتها.
العولمة، يمكن أن تكون منصفة، لو أنها جاءتْ بحق من أجل تبادل الثقافات، وليس تعميم ثقافة، على حساب أخرى، وستكون أجمل، لو جاءتْ فعلاً، من اجل تعاضد الاقتصاد العالمي، بما يخدم رفاهية الإنسان، والعلو، بقيم وبفكر الإنسان، ولكنها للأسف، لا تصب في هذا المنحى، قد يتغير هذا النهج في المستقبل، وأتمنى أن يكون هذا المستقبل ليس بعيداً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.