كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار مع الشاعرة والأديبة والشاعرة السورية زينب رمانة، والتي تتصف شخصيتها بالذكاء، وسعة الاطلاع، والجد والاجتهاد، والمثابرة، وعمق ثقافتها، ووعيها الاجتماعي، وأفكارها المنفتحة، وأحلامها الوطنية والقومية المميزة، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو: @الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ، جنسيتك ومكان إقامتك وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟ زينب رمانة سورية، مقيمة في دمشق، احمل شهادة ماجستير- آداب جغرافيا، غير عاملة، حالياً نمتزوجة..وأم لثلاثة أبناء، أحب الكتابة بكل أنواعها..ولكن حالياً، اكتب الشعر، هوايتي المفضلة المطالعة والرسم والسفر. @ما اسم المدينة التي تقيمين بها، واهم معالمها التاريخية إن وجد، والهامة التي تميزها ؟؟؟ أقيم في العاصمة السورية دمشق، يميزها الجامع الأموي، وقصر العظم، والمتحف الوطني، والتكية السليمانية، واهم معالمها على الإطلاق، نهر بردى وجبل قاسيون، لأنها اقترنت بهما. @ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟ أومن بالإنسان، لأنه صانع التاريخ والحضارة..باني صرح القيم الإنسانية، بكل أبعادها، من سمو ورفعة، وعلم وثقافة، وتجدد وانفتاح، هو الإنسان الذي انتمي إليه، فكراً وقيما، أحب الصدق والوفاء، أكره الغدر والتملق، أحب الصداقة واحترمها، وأعمل على بناء صداقات أممية، بين شعوب أجيد لغتها، أملك القدرة بشخصيتي، على التكيف، مع كل الأوضاع، الجرأة، هي طبع مميز بشخصيتي منذ طفولتي. @هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟ أحب أن يكون للمرأة شخصية منفردة، عمن حولها، لها استقلالية مادية، واستقلالية بالرأي، والفكر، ولكني اكره المرأة السياسية، أرى أن السياسة، خلقت للرجل، وللمرأة مجالاتها الاجتماعية التي تصلح لها. واليك هذه القصيدة من أشعاري، وهي بعنوان:لعل قلبي يغفر يوماً: لا تعد أدراجك، حبيبي، ولا تهرول بعيدا، تروم نسياني ،لا تحمل هداياك، بأصبعيكَ، وبالأخرى بقايا عنواني ..كنسمة صيف حيرى، كنت ترشفني، تنشر الهمس، في شجني، وهذياني كغيث تموز، تروي أرضي، العطشى، بوابل النجوى ،وبسرعة البرق تأويك أحضاني، دعني أقف اليوم على أعتاب تمردك، أعيد تكويني وأُنهي آلام، لن أسمح لعينيَّ، غداة اليوم، رؤيتك، ولن تلامس كفيكَ، بعد اليوم أحزاني .سأَنوء عن درب أنت تسلكه، ولن أدعك تغفو، سحراً بوجداني .سأروض الروح على هجران، لمستك، وتحرق ناري، ما تبقى من سفنٍ بشطآني، وأعلمُ النورس، تراتيل فرقتنا ،وأعزفك ذكرى على أوتار أشجاني ..وأنهي شهب، الوداد، من سما مودتنا، وأُحذف الليل من قاموس أيامي ..حتى المراسيل، التي كنت تزينها، بهمس الروح، أو عذبُ ألحاني، سأحرقها حبيبي .وأُنسي العصافير، تغريدي وأشجاني .لن أدعك بعد اليوم تكتبني، أو حتى تكشفني .وتعلم الحب، الذي عرفته أيامي، سأنسى على شفتي، دفء قبلتك، علها تجدي، إذا حل الصقيع، يوماً بشرياني .واليوم قبل أن أودعك، دعني حبيبي، أكتب على جبين الكون عنواني، لعل قلبي الذي أهداك وردته، يغفر لك يوماً، وينسى آلامي .ويفتح لك أبواباً، يشرعها، وتعود بسمتك شمساً لأيامي. @ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم??? القراءة هي هوايتي المفضلة، منذ بواكير الشباب، قرأت اغلب مؤلفات نجيب محفوظ، وطه حسين والعقاد، وهناك كاتب سوري اعشق أسلوبه الروائي، قرأت كل إنتاجه اسمه..الأستاذ حنا مينة ،قرأت لميشال زيفالكو، وارنست همنغوي، والكاتبة فرانسوا ساغان، ن الشعراء، أحب شوقي ونزار قباني، عندي الأثر الكبير في كتاباتي، ليس لدي دواوين، لأن اغلب شعري اتلف بحريق التهم منزلي، وأنا الآن أعيش مرحلة متجددة من كتابتي، أعددت ثلاثة دواوين للطباعة، ولكن ظروف البلد، وما يعتريها من العنف، حال دون ذلك، ومنذ أيام ،تقدمتُ بطلب لإصدار ديواني الأول . @هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ومن ضربك على خدك الأيمن، فحول له الأيسر؟؟؟ الديمقراطية، هي هدف لكل إنسان، يسمو لحياة كريمة، أسوة بغيره من بني البشر، يشعر من خلالها بقيمته كفرد، له مكان تحت الشمس، ينعم به بالأمان، ويتحقق له العدل والمساومة، أنا مع حرية التعبير، لأنها تعطينا الفرصة لبناء الرأي الصائب، من غير قيود أو ممارسة أي ضغوط سياسية، أحب أن اتركها للرجل، لأني أشعر هو الأقدر على ممارسة العمل السياسي، أحترم الحرية السياسية، وتعدد الأحزاب، واحترم التعبير عن الرأي للناس، على حد سواء، لأني اكره التعنت في الرأي، والاستئثار بالمناصب وكراسي الحكم، أحب أن يأخذ كل إنسان فرصته بالحياة، لأنها من مبدأ التجديد المجدي والمفيد. @ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟ الصداقة، هي شيء راقي، لأنها تحقق للإنسان التواصل، والتعاون، وهي غريزة عند الإنسان، هو محب للاجتماع، وكل وسيلة تحقق هذه الغاية، هي نعمة، لو استخدمت بطريقة صحيحة، الحب والزواج عن طريق الشبكة، هو اكبر خطأ، لو تم، لأنه عاري عن المصداقية بالتعارف، ليس هناك مجال لكشف الحقيقة، مهما توخينا التحري، وبالتالي سيكون للفشل الباع الأكبر، أنا أرى ألنت هو نعمة لو استخدم لأغراض إنسانية، وعلمية، وحتى التواصل المجدي لانتشار المعرفة، والثقافة الأممية بين شعوب الأرض. @ما هي في رأيك مشاكل الشباب في سوريا، وخاصة الشابات التي يعانون منها، وما هي طموحاتهم وأحلامهم، التي يبحثون عنها بشكل عام؟؟؟ مشاكل الشباب هي واحدة في مجتمعاتنا العربية، هو عصر الانفتاح والعولمة، وتعدد الثقافات والأطروحات المعيشية، سبب تعقيداًً في الحياة، وبالتالي، كان عبءً على جيل الشباب، من حيث بناء أسرة، والتبعات المالية التي تحتاجها. واليك هذه القصيدة من أشعاري: لن أخبره يوماً، أني مازلت أهواه، ولن ترتعش القوافي على شفتيَ، وأكتب بسحر الحرف نجواه..لن أبحر في موج يرسو بوجنته .وأرسم هناك فرحاً بلقياه .سأبقى أميرة القلب رغم تعنته..ورغم ما يبكي شوقاً لعيناه..رسمت بالحرف ورد سلوته، ومن دمع عيني دماً، ذاك الورد، رويناه .لا تبكي يا عين على من أبكاكِ يوماً، هو حال غدر يغتال الحنين، حين جنينا..وابكي يا عين على من كان لك أملاً، وكم يسعد القلب، سكون العين بهواه. @هل أنت مع هذا القول: من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر، ولماذا؟؟؟ ومن ضربك على خدك الأيمن فحول له الأيسر???. أكيد أنا مع التسامح، واكره العنف بكل أبعاده، ولكن، ليس لدرجة التنازل عن حقي، أو التعرض لإهانة مستهدفة، لأني سأسامح كما العادة، السماح بحدود المعقول. واليك هذه القصيدة من أشعاري أرجو ان تنال إعجابك: لن أخبرهم، أين حط بك الترحال، في شدو القمر..ولا كيف هامت، بك الأنواء، والعطر انتثر، ولا كيف غرد الشادي، بظعن الغروب، يزف لعينيك صدق، الخبر، لن اخبرهم، كيف اعتراك ذهول، حين احتواك، رمش عيني، الهاجرة، إلى محرابك، ولا كيف وقفت، دقيقة صمت، في أعتابك، وكيف ذرفت لدمع، كانثيال شمعة، أبغي رضاك، ولا كيف تعمدت، بشهد رضابك وكنت أعلم انه ماء الحياة، لن أخبرهم برحلتك، السرمدية، بأوابد شرياني، وكيف لمْلمكْ الشوق بشغف، إلى أحضاني، بلحظة انسجام، حبيبي، كنت أعلم أني منك، خلية هاجرة.. دع عنك هذياني، وعانق خصري، النحيل، وارشف الشهد من شفتيّ،َ وانسي الزنجبيل.. واترك التفاح يحلو..في محطات الوصال..نم هانئاً، بين الجفون، ودعني أغفو، على زند القدر,, أراود الحلم، الجميل، دعني، وتغريد السهر، فقد أتعبني المسير. @ ما هو في رأيك، أسباب ارتفاع نسبة العنوسة، بين الشابات والشباب، في بلدك؟؟؟ وهل تؤيدي حق الرجل، بالزواج بمثنى وثلاث ورباع، وهل أنت مع الزواج المدني، وزواج المسيار، والمتعة، من اجل التقليل من العنوسة؟؟؟ ارتفاع نسبة العنوسة يعود للأعباء المالية الكبيرة، المترتبة على الزواج، من ارتفاع المهور، والانفصال الأسري بين الشباب والأهل، يعني حب الانفراد بمنزل مستقل، التعدد في الإسلام، له مبرراته إن وجدت، لا مانع عندي، ولكن أن يكون التعدد لإرضاء نزعة التغيير والتجديد...آسفة هو أمر يؤسفني أن أقول هو ضد مصلحة الأسرة، ومعول هدم لكل الأفراد، أرفض بشكل قاطع زواج المتعة والمسيار، لأنه إهانة للمرأة، ويفتقد للشرعية التي من أهم شروطها الاستمرار والإشهار، وبرأيي، زواج المسيار والمتعة، ممكن أن ينهي مشكلة العنوسة..لتبدأ مشكلة أخرى، هي ظاهرة المرأة المطلقة، أو أسرة المرأة بدون عائل، حيث يترتب عليها تربية الأولاد، والإنفاق بسبب رغبة الأولاد البقاء دائماً مع الأم. @ ما هي أسباب ظاهرة التحرش الجنسي، في سوريا، وهل أنت مع نشر وتعليم، الثقافة الجنسية، في المجتمعات العربية؟؟؟ ظاهرة التحرش الجنسي ليست مقتصرة على بلد بعينه، هي ظاهرة يعاني منها العالم بأسره، وسببها تدهور الأخلاق والفضائيات، التي تسوق لأفلام ساقطة، تنمي الجنس، وتقدمه على انه أمراً عادياً، بكل الظروف التي تحقق الهدف، مهما كانت الوسيلة. @ قناعاتي الشخصية تقول: وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ووراء كل رجل عظيم امرأة، ما هو تعليقك سيدتي؟؟؟ وراء كل عظيم امرأة، هي مقولة أثبتت صحتها، من تاريخ العظماء في العالم، وأنا أؤيدها، يوم زواجي، هتفت أمي في أذني: بنيتي لا تكوني مع الدهر على زوجك....الرجل جنة..من فعل يجني أي يحصل الرزق-والمرأة بُنى..من البناء-يعني هي من تساعد الرجل بتدبيرها، وحسن نظرتها، أما الرجل السلبي، فمن الممكن أن يكون مصدر تخلف للمرأة، بسبب التعنت والسادية التي تسيطر على البعض، ولا أعمم، لان هناك الكثير من الرجال، من يعمل على الارتقاء بالمرأة، بكل الأسباب، لأنه يعلم أنها نصفه، ويجب عليه الارتقاء بنصفه الآخر. @ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ???. الرجال قوامون على النساء، بما فضل الله به بعضهم على بعض (صدق الله العظيم)..أنا أعترف بفضل الرجل الناضج الحب، والمتعاون مع زوجته، على صروف الحياة، هو رجل جدير بالاحترام والتقدير، ولكني لست مع الرجل الظالم الجاحد لحق المرأة بالاحترام والحب والحنان والعناية. هناك شريحة من الرجال، جديرة بالاحترام، لأنها تتقن فن التعامل مع المرأة، وهذه الشريحة لها كل احترامي وعرفاني، ضعاف النفوس، يمارسون ساديتهم على كل من حولهم، وليس على المرأة بالتحديد. @ما هي طموحات وأحلام زينب التي تتمنى أن تتحقق؟؟؟ أتمنى أن أرى بلدي معافى مما هو فيه، أن يعود آمناً مزدهراً، ينعم بالرخاء، وأتمنى لزينب أن تدخل بيت كل أسرة بشعرها، أتمنى أن أرى شعري دواوين، يتداولها جيل الشباب، وأخيراً، إليك هذه القصيدة من أشعاري، أرجو أن تنال إعجابك واعجاب القراء، وهي بعنوان: لنرتحل نحو القمر قرارك في لمح البصر..لنرتحل نحو القمر..لله درك...ما أجرأك..ما اغرب..أفكارك..كيف السبيل حبيبي..ومن عشقنا نمتْ أزاهير هي ألوان حبنا...هي أرضنا...أمنا..وهل نرتحل من عشنا؟كيف السبيل حبيبي..وفي عينيك يحلو السهر، لنرتحل نحو القمر..هل سئمت أرضي؟..أم سما حبك..فوق السهل الممتنع..أهو ألق الحب لاح في سماوات من صنع الخيال، أم ناء القلب بهمسي، وأمسى فوق الاحتمال لنرحل..حبيب العمر..وكيف لا يكون ؟ كتبت ُ رضاك..قصائد عمر سلمتك أمري، كنت عصمتي، همسات عشق، أحلام من رسم الخيال..عشقتك...ولملمت شعث أيامي..وحبي فاق الاحتمال، ليكون القمر حبيبي. لنا وحدنا، هناك نبني قصوراً لحلمنا..نزرع وروداً..ما ألفناها..هي مزيج من روحنا..أتبني لي عريش اللقاء؟ وأرائك نور، من نجيمات المساء..تترنم على موائد عشقننا، تحفظ سرنا..هي غيرى حبيبي هزها سحر اللقاء....عصفتْ بقلبي شجون الهوى ألحان تتهادى على جبين القمر.. كتبت بوح العاشقين أنين المعذبين مثلنا. أتعبني حبي لك، حبيبي عمري لا ترسو على شط قرار، ولا تحملك عروش الاحتمال..هائمٌ في ملكوت المستحيل..أهو الارتحال حبيبي، وفي ضوء النهار؟ الليل َستارٌ غسق يتوارى به نور حبنا..لنرتحل نحو القمر..الحنين، زادنا همس أروحنا سينمو وروداً يحلو معها السهر، ولا تنسى أشجار ياسمين كنا نهيم في سحر أريجها..ولتحمل قصائد حب غنى العشاق لحنها..ترانيم بوح..يرددها رجع الصدى، هي أنين الريح على سطح القمر، لنرتحل حبيبي..هذي مراكب عشقي مزينة بنفحات روحي، ممهدة بأرائك قلبي، لنرحل حبيبي ناءت الأرض بحبنا ليكون الوصال سحراً يغمر واحات القمر..هذا أوان رحيلنا حبيبي.