لقد تعرضت القدس إلى هجمة مسعورة منظمة تقودها عصابات الاحتلال ومؤسساته المختلفة سواء العسكرية أو الأمنية والمدنية التي أعدت الخطط المسبقة بالتنسيق مع وحدات جيش الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين من أجل السيطرة علي القدس والعمل علي تهويدها وفرض سياسة الأمر الواقع علي أهلنا المرابطين الصامدين في القدس الشريف .. إن المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى المبارك مستمرة في التصاعد وتطال كافّة المعالم العربية والإسلامية بالقدس، ومعاول الهدم الصهيونية ماضية في تخريب المدينة بشكل شرس سواء تحت الأرض أو فوقها وبحسب مخططات طويلة الأمد وجدول زمني مدروس آخذة في التسارع لتحقيق الأطماع اليهودية في اختطاف القدس من أهلها وتحويلها إلى (أورشليم ذات الطابع الغربي) مدنياً واليهودي عقائدياً. القدس قوة الحضارة وعبق التاريخ تنادي وتصرخ اين انتم ياعرب .. اين انتم يا مسلمين .. القدس تحترق .. وتنادي وتهتف أغيثوني.. أين أنتم يا عرب من قضية القدس .. ارحموا القدس .. القدس بحاجة إلى دعم صمود أهلها ومناصرتها حيث تعمل حكومة الاحتلال وتستمر في سرقة القدس والعمل علي تهويدها بدم بارد حيث يقتلون الحياة فيها .. يدمرون كل كائن حي بالقدس دون رحمة .. يوميا يجتمع قادة الاحتلال الإسرائيلي في القدس ويحيكون المؤامرات من أجل سرقة القدس وتغير ملامحها العربية والإسلامية .. القدس هي ضمير الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وهي صوت العروبة والإسلام وجوهر ( الصراع العربي الاسرائيلي) حيث لا سلام دون القدس .. ولا دولة فلسطينية دون القدس.. وإن روح العمل الوطني الفلسطيني وجوهره المقاوم ينطلق من أجل القدس محور نضال شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية.. إن أكبر مخطط يستهدف مدينة القدس تمارسه الآن العصابات الإسرائيلية حيث الأخطار التي تحدق بالمسجد الأقصى ومحاولة السيطرة عليه من قبل إسرائيل، تهويدا لمدينة القدس . ولمواجهة المخاطر التي تلحق بمدينة القدس اليوم لا بد من وقفة جماعية وجهود مشتركة لحماية المدينة من الأخطار والمخططات التي تستهدفها، وهناك حاجة وطنية ملحة لإعادة تفعيل المؤسسات الفلسطينية العاملة بالقدس وإعادة الحيوية لها وضخ دماء جديدة فيها ولا يجوز أن تبقى المدينة على حالها مغيبة عربيا وإسلاميا دون أن تتحمل الدول العربية والإسلامية المسؤولية تجاه ما تعانيه المدينة من مخاطر تستهدف الوجود الفلسطيني فيها ودون أن تتحمل أي جهة المسؤوليات تجاه المدينة المقدسة التي تئن تحت سطوة الاحتلال وسياسته العنصرية . إن المسؤولية تقع على العرب والمسلمين، فالقدس ليست للفلسطينيين بل للمسلمين جميعهم وهي أمانة في أعناقهم لا يجوز التفريط فيها وأن الصمت العربي والإسلامي والدولي أضر بالمدينة وفتح المجال لتهويدها والاستيلاء عليها . إن معركة القدس هي المعركة الكبرى والقدس أكبر من الجميع ولا يمكن لمن كان أن يتجاهل المدينة المقدسة ونحن بحاجة إلى تجميع الجهود وتوحيد الطاقات لدعم الصمود الفلسطيني بالقدس والمحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، من أجل الحيلولة دون تسريب أية ممتلكات مقدسية لأيدي المحتلين، ومحاربة جدار الضم والفصل العنصري، الذي تقيمه إسرائيل في عمق الأراضي الفلسطينية، والعمل عل السماح للمواطنين بالوصول إلى القدس . والمسؤولية بهذا المجال تقع علي عاتق السلطة الوطنية الفلسطينية، فيجب دعم صمود أبناء شعبنا ومؤسساتنا العاملة بالقدس لتوحيد الإمكانيات في مواجهة سياسة الاحتلال التصفوية والتي تستهدف تهويد المدينة واتخاذ موقف عربي وإسلامي جاد وحازم، للحفاظ على عروبة وإسلامية القدس والأقصى . بات من المهم اليوم تدويل قضية القدس وفضح مخططات الاحتلال وكشفها للرأي العام العربي والدولي من أجل التصدي لمخطط تهويد القدس التي تعمل حكومات الاحتلال علي ممارسته فتدويل القدس يعني أن يتحمل كل العرب والمسلمين المسؤولية المتكاملة من اجل حماية القدس والوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين الصامدين في القدس الشريف والتضامن معهم بدعم صمودهم اليومي في مواجهة مخططات تهويد القدس وتهجير ما تبقي من سكان عرب ومسلمين فيها .. إنها معركة البقاء .. إنها معركة القدس .. نكون أو لا نكون لا خيار أمامنا سوى أن تكون القدس أسلامية عربية فلسطينية فهي التاريخ والحضارة والقوة والكرامة والعزة والشرف والفداء .. القدس أغلي ما نملك والقدس هي عربية فلسطينية أسلامية كانت وستبقي عبر التاريخ.. ولن ينالون من القدس .. ولن يهزم شعبها الأصيل فهم الصامدون المرابطون المتحدون والأوفياء للقدس ولفلسطين التاريخ والأصالة والحضارة ..