حياة النساء مع الرجال، تشكل لغزاً متعباً لكلا الطرفين. ففي الغالب لا يجد الطرف الأول ما يريده لدى الطرف الثاني و العكس إلا في حالات نسبيةو انا هنا أتحدث عن التوافق التام . لماذا هما مختلفان؟ .. هما مختلفان ليكتملا في النهاية، و لكن الأكتمال يبقى ناقصاً للكثير، مما يسبب ما يسمى بالفجوة في العلاقة بينهما. فلا يقوم الرجل بواجباته من تحمل مسئولية، و مراعاه لمشاعر زوجته على اقل تقدير، و رعاية أطفاله الذين في الغالب تتحملهم المرأة على عاتقها بجانب متطلبات المنزل، و ربما أيضاً متطلبات العمل . و ذلك ان كانت لا تعمل بالخارج، تجلس بالمنزل بدون فعل شيء، و لديها وقت فراغ كبير لا تعرف كيف و ماذا تفعل به؟ ، فعمل المنزل بسيط و غير متعب، و مشاغل الأطفال لا تكلفها ادنى مجهود، هكذا يقنعون أنفسهم و يجبرونها على ان تقتنع أيضاً . فأن حاولت المرأة الدفاع عن وقتها المقسم بين واجباتها كزوحة و أم و خادمة و موظفه أن كانت تعمل، باحثه عن القليل من الوقت لنفسها. يقف الجميع ضدها من الزوج حتى الأبناء، الذين يتحولون لأعدائها. لإان أردت مثلاً الذهاب إلى أي مكان، بكوا (و شغلوا السرينه)، فيكمل الزوج الخدمة بأن يأمرها بالبقاء في المنزل و عدم الخروج. و غيرها من الأفعال التي تفرض نفسها على المرأة، حتى كادت تشعر بأنها تغرق، و لا تستطيع التنفس، متمنيه أن تعود بالزمن إلى الخلف، لتقتل ذاتها القديمة التي تمنت الزواج يوماً. بالرغم من ان المرأة معطائه بطبيعتها، إلا أنها تحتاج إلى التقدير، و بعض الكلمات العاطفيه التي تداعب مشاعرها المرهقة. و لكن للأسف، عندما يسمع الكثيرين هذه المطالب البسيطة، يتهمونها بأنها رومانسية زيادة عن الزوم، تريد رجلاً متفرغاً لها، يجلس بجوارها يعزف لها من لحن الحب ألواناً و كلمات. و نسوا أنها قد ترضى بكلمة بسيطة ك(وحشتنيني) أو ضمة صغيرة لتزيح عنها عذاب اليوم كله، لتنام و على وجهها أبتسامة رضى. المرأة بطبيعه الحال لها اعداء كثر .. لحظة.. أقصد كل من حولها اعداء لها، مجتمعها .. جيرانها .. أهلها .. أهل زوجها .. زوجها .. أبنائها. فكل ما تفعله المرأة خاطئ و عيب، و كل مايفعله الرجل .. مممم .. لا أدري؟ .. هل هناك كلمة تصف ما يفعله الرجل من خطأ و عيب .. لا أعتقد. فالمرأة بالنسبة للرجل ناقصات عقل و دين، يعني مجانين .. ان كن كذلك.. لماذا تزوجتها و رضيت بأن تكون أم أطفالك مجنونه؟ .. لماذا تذهب لأستشارة والدتك، أن كانت لا تفهم؟ ما يثير تعجبي هو ان الرجل يكاد لا يشعر بالمرأة، فاصبحت المرأة تتسول كلماته و حتى عواطفه، التي يخاف عليها أن يصيبها الأرهاق من الحب. مسكينة أيتها المرأة، لن أخفي عليكم أن هناك نساء تستحيل عشرتهن، و لكن من جهه أخرى هناك رجال تستحيل الحياة معهم. أذاً نحن متساوون من حيث الحسن و السيء، و لكني هنا أتحدث عن الحسن من النساء الذي لا يقدره الرجال، فأن كانت صبورة معه و تحملته، فهذا لأنه قوي و هي ضعيفة، او لأنها تخشى الطلاق. ألم تفكر يوماً أنها بصبرها هذا ليست ضعيفة بل قوية لأنها أستطاعت السيطرة على مشاعرها دون أن تنفجر، في حين أن أقل شيء يثير غضبك و أستيائك. ألم تفكر أنها ربما تخشى الطلاق، ليس لشيء غير أنها ترغب بأن يتذوق أطفالها طعم الأستقرار الأسري، كي لا يكونوا عاله على المجتمع، أو يصبحوا صورة منك او منها. هناك سؤال يثير حيرتي، لماذا يستمع بعض الرجال لأمهاتهم و أخواتهم عندما يمائن رأسه بالخبث و السوء ضد زوجته و أولاده، او عندما يدافعن عن أنفسهن من مكرٍ ألصقنه بها، و يكاد يجزم بأن كل كلمة صحيحة، بينما لا يحاول الأستماع إلى زوجته المسكينة أن دافعت عن نفسها، و أن كان يعلم جيداً في بعض الأحيان انها بريئة. لماذا يضع الرجل خط احمر فيما يخص بعائلته، بينما يشعل الضوء الأخضر على زوجته و أهلها، و كأن زوجته لا تمت له بصلة، و ليست عضواً من اعضاء عائلته. الأنها ليست من دمك وهي غريبة عن العائله، لماذا أذاً أخترت أن تنشيء عائلتك معها أن كانت غريبه و بلا قيمة. أم أنك تحقق المثل القائل " أنا و أبن عمي على الغريب" .. ولكن بمعنى " أنا و اهلي على مراتي". حياة المرأة و الرجل كما يعلم الجميع تنقسم لقسمين، الأول في بيت الأهل و الأخر في بيت الزوجية، أي أنهما متساويان. و يعني أن الرجل يتملك عائلتين أهلك و زوجتك، و كرامه الأول من الثاني و العكس. أتمنى أن تفهم . أستعجب .. لماذا لا يتعامل الرجل مع المرأة على أنها أنسانه مثله، لها الحق أن تعيش ة تضحك و تشعر بكل المشاعر التي خلقت لتشعر بها. ألأنها خلقت من ضلع أعوج كما يقولون البعض، إذا هي عوجاء، أي بها عيب بالتصنيع. ألم تفهم أن الهه خلقها هكذا لحكمة، أم أننا نحب أن نتفلسف كالعادة حول كل شيء، بدون أن نتعلم و نعرف و نقراء. سيقول الكثيرين بأن القليل من الرجال هم من ذكرتي، و بأن الكثير منهم جيدين. ربما أوافقك الرأي في وجود هذه الأنواع التي تحدثت عنها في مقالتي، لكن قلتهم او كثرتهم تعتمد على من يتعايش مع هذه الأنواع ، أما بالنسبة للجيدين ، فبعض من أولئك الجيدين أن أهتموا بجانب أهملوا الأخر بينما يطالبون بأن تكون المرأة كاملة. و لكني أرى ان من هم جيدين بحق نادرون، و لذلك وجب التحية لكل رجل يمتلك من العقل، ما يعرف أستخدامه. و يمتلك من الرحمة و الحب، ما يستطيع به اسعاد الأخرين. و يمتلك من المسئولية ما تجعله يستحق لقب رجل. وفي الأخير أن كنت تحنو على اطفالك لأنهم جزءٌ منك، فالمرأة ايضاً جزءٌ منك (من ضلعك) يستحق أن تحنوعليه و تهتم به.