تباينت المواقف الدولية بشأن الغارة الجوية الإسرائيلية التي قيل إنها استهدفت مركز أبحاث عسكرياً وقافلة تحمل أسلحة موجهة إلى حزب الله في لبنان، حيث التزمت كل من والولاياتالمتحدة واسرائيل الصمت، فيما أبدت روسيا قلقها الشديد واعتبرت أنه في حال صحّتها فإنها «غير مقبولة»، في حين اتّسمت مواقف الدول الأوروبية بالحذر حيال العملية التي لم تتضح بعد تفاصيلها الدقيقة والهدف الذي دمرته، غير أن تقارير إعلامية ذكرت أن تل أبيب أبلغت واشنطن بالغارة قبل تنفيذها. ورفضت كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة توضيح موقفهما أو إيراد تفاصيل حول العملية التي استهدفت موقعاً داخل الأراضي السورية. ورفضت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي الادلاء باي تعليق ردا على اسئلة وكالة «فرانس برس». وردا على سؤال من الاذاعة العامة، قال وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتاينتز انه على علم بالموضوع «من الاعلام» مضيفا:«بعبارة اخرى لا تعليق». وقالت تقارير إسرائيلية وغربية إن الغارة استهدفت قافلة كانت تحمل أسلحة متطورة متوجهة إلى لبنان، فيما ذكرت وسائل الإعلام الموالية للنظام أن الغارة استهدفت مركزاً للبحوث العسكرية في جمرايا بين العاصمة والحدود القريبة من لبنان، بينما أفادت تقارير أخرى أن الغارة شملت الهدفين معاً. وأكد البيت الأبيض ان الولاياتالمتحدة تراقب بشكل مستمر انتشار المواد الحساسة وبخاصة الأسلحة الكيميائية في سوريا. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني خلال مؤتمر صحافي عقده رداً على سؤال عن قلق إسرائيل بشأن الأسلحة الكيميائية ووضع الأسلحة الكيميائية في سوريا: «نحن نراقب باستمرار انتشار المواد الحساسة السورية ومن بينها الأسلحة والمنشآت الكيميائية». وأضاف: «نعتقد ان مخزون الأسلحة الكيميائية لا يزال تحت سيطرة الحكومة السورية». واستدرك كارني: «تلك المعلومات لا تستند إلى تقارير حديثة وإنما إلى تقارير سابقة». لكنه تابع قائلاً: «أستطيع أن أقول إنه لم تردنا معلومات تؤكد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا إلا أننا نراقب الوضع باستمرار». روسيا قلقة واعربت روسيا عن «قلقها الشديد»، مؤكدة ان مثل هذه الغارات «غير مقبولة». واعلنت وزارة الخارجية ان «روسيا قلقة للغاية ازاء المعلومات بشان ضربة شنتها القوات الجوية الاسرائيلية على مواقع في سوريا قرب دمشق». وتابعت الوزارة انه «في حال تاكدت صحة هذه المعلومات فهذا سيعني اننا امام عملية اطلاق نار من دون مبرر على اراضي دولة ذات سيادة، في انتهاك فاضح وغير مقبول لميثاق الاممالمتحدة، ايا كان المبرر». واضافت: «نتخذ تدابير عاجلة لاستيضاح هذا الوضع في ادق تفاصيله». حذر أوروبي كما أبدى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل رد فعل حذرا إزاء التقارير حول قصف إسرائيلي على سوريا. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحافيين :«ليس لدي أي معلومات إضافية». وأضاف: «بالطبع ، هناك مخاطر كبيرة للاضطرابات السورية». أما وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، فقال: «مادمنا لم نحصل على أي معلومات بأنفسنا.. ما دمنا لا نملك أي معلومة مؤكدة حول ما وردت تقارير بوقوعه هناك، فلن أدلي بأي بيان». إبلاغ واشنطن من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إسرائيل أبلغت الولاياتالمتحدة بالغارة الجوية، وأشارت إلى أنه يعتقد أن الهدف كان قافلة تحمل أسلحة في ضواحي دمشق موجهة إلى حزب الله في لبنان. وقال مسؤول أميركي إن القافلة المستهدفة يعتقد أنها كانت تحمل أسلحة متطورة مضادة للطائرات من نوع «أس أي 17». هجوم تحذيري وفي سياق متصل، قال مسؤول أمن إقليمي أيضا إن الهجوم استهدف أسلحة قدمها الجيش السوري لحزب الله حليف إيران المتحالفة مع سوريا أيضا. وقال المصدر: «هذا الهجوم بمثابة تحذير من إسرائيل لسوريا وحزب الله من الانخراط في نقل أسلحة حساسة». وتابع: «الأسد يعرف أن بقاءه يعتمد على قدراته العسكرية وإنه لا يريد تحييد هذه القدرات على أيدي إسرائيل، وعليه فإن الرسالة هي أن عمليات نقل السلاح هذه ببساطة لا تستحق العناء سواء بالنسبة له أو بالنسبة لحزب الله». وقالت مصادر دبلوماسية من ثلاث دول لوكالة «رويترز» ان من المعتقد ان هناك اسلحة كيماوية مخزنة في جمرايا وان من المحتمل ان القافلة كانت قرب الموقع حين تعرضت للهجوم. لكن لا توجد تلميحات الى ان العربات نفسها كانت تحمل اسلحة كيماوية. في هذه الأثناء، قدمت المعارضة السورية رواية مناقضة تماماً لما يتم تسريبه من خبراء أمنيين ومصادر استخباراتية، حيث أكدت مصادر من الجيش الحر، ومنها قائد في منطقة دمشق، ان الهجمات الوحيدة في جمرايا كانت هجمات ب«المورتر» من جانب مقاتلي المعارضة. وقالت الهيئة العالمة لأمن الثورة، وهي مظلة واسعة تضم شبكة واسعة من الناشطين على الأرض، إن الغارة هي «تبادل قذر للأدوار بين حليفين»، متهمة إسرائيل بالتنسيق العسكري العلني مع النظام. وأضافت أن «مقاتلي الجيش الحر هاجموا المفرزة الأمنية لمركز البحوث العلمية في بلدة جمرايا بريف دمشق تمهيداً للاستيلاء على هذا المركز، وعندما شعر النظام بقرب استيلاء الثوار على الموقع أعطى أوامره بتدميره كاملا بواسطة اللواء 105 حرس جمهوري والذي يبعد عن مركز البحوث حوالي ستة كيلومترات». المصدر: البيان