قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، إن مصر وفي القلب منها دعوة الإخوان المسلمين مرت بعدة أطوار وتحديات واستحقاقات، ونتج عنها العديد من النتائج المؤثرة في مسيرة الثورة، بل البلاد كلها، مضيفًا «نحن اليوم نقف على أعتاب مرحلة جديدة بعد إقرار أول دستور يكتبه المصريون بأيديهم ويُقِرُّونه بأغلبية طيبة». وأضاف المرشد، في رسالته اليوم تحت عنوان «رسالتي إلى الإخوان»، أنه لا مكان في مصر الثورة للتخوين أو الإقصاء، وهذا اعتقادنا الجازم وعملنا الواقعي مهما حاول البعض تشويه الصورة أو الادعاء بخلاف ذلك، أو سعى بالفتنة والوقيعة بين مكونات هذه الأمة المتماسكة بفضل الله تعالى، أو استفزَّنا بالإساءة لنغيِّر المنهاج والأسلوب، فمصر أكبر من الجميع ولن يبنيها أحد بمفرده، وتحتاج منا جميعًا للتكاتف والوحدة وسلامة الصدر والجهد المخلص الوفير. وطالب المرشد الإخوان، في رسالته، أن يمدوا أيديهم للجميع، ويتسامحوا، ويجادلوا بالتي هي أحسن، وأن يخلصوا أعمالهم وحركاتهم وسكناتهم مؤكدًا أن الإخلاص خير ونجاة في الدنيا والآخرة. وقال المرشد محذرًا الإخوان: «إياكم والانزلاق لمعارك جانبية يحاول البعض جرَّكم إليها ليبعدكم عن أهدافكم العليا ورؤاكم المستقبلية التي تخدم دينكم وبلدكم ومواطنيكم، ولتنبذوا الفرقة والشقاق فهما أساس الفتن، وأصل الداء» مضيفًا، «كونوا دائمًا جزءًا من الحل ولا تكونوا جزءًا من المشكلة، وكونوا دائمًا كالغيث أينما حَلَّ نَفَع، وجمِّعُوا القلوب حولكم قبل الأبدان، ولا تُضخِّموا الصغير ولا تُصغِّروا الكبير من الأمور، وتوازنوا في كل أعمالكم تنالوا رضا الله وحبّ الناس، واحذروا الجدل وحب الظهور». وأوضح المرشد قائلا: سيحاول البعض عرقلة جهودكم وإفشالها وتسفيه ما تقومون به، إما عن جهل منه بحقيقة ما تعملون أو عن حقد ورغبة في إفشال الانتقال والتحول الديمقراطي لحاجة في نفسه، وعلى أي حال لا تُقابلوا الإساءة بالإساءة، ولا تقفوا كثيرًا على ما يُردِّدونه من اتهامات باطلة أو حجج واهية، واجعلوا أعمالكم وأخلاقكم هي التي تتحدث وتعبِّر عنكم. وأشار إلى أن ذلك كله جزء من محاولة تشتيت جهودكم في معارك جانبية لا يُبْنى عليها عمل فهي تضر ولا تنفع، فكونوا حذرين غاية الحذر من تلك المحاولات وأَفشِلُوها في مهدها، وأشغلوا أنفسكم بما ينفع الناس في دينهم ودنياهم. وأكد بديع أن الشعب المصري الكريم أثبت مرارًا وتكرارًا أنه في قمَّة الوعي السياسي، وأنه أوعى بكثير من بعض من يُسمُّون أنفسهم بالنخبة، وأنه يُحسِن الاختيار بين البدائل والأشخاص في الأوقات الحاسمة المعبِّرة عن هوية الأمة ومشروعها الحضاري. ولفت إلى أن مصر تمرّ الآن بمرحلة تاريخية فاصلة، مطالبًا الإخوان أن يُروا الله خيرا من أنفسهم خيرًا في نهضة مصر وتقدمها واستعادتها لمجدها، وأن يكونوا من الصنف الذي يقلُّ عند الطمع ويكثر عند الفزع، وأن يسابقوا في تقديم النفع والخير لأهلها وشعبها طاعة لله تعالى وحبًّا لهم.