تحت عنوان «حب على ورق»، كشفت الفنانة التشكيلية الأميرة وجدان الهاشمي عن تجربتها الابداعية الجديدة، وذلك عبر معرض فني ضم نماذج من نتاجها التشكيلي الجديد، وافتتح مساء أمس الأول في جاليري نبض بجبل عمان، وبحضور لافت لحشد من التشكيليين والنقاد الأردنيين. تكتنز اللوحات الجديدة للأميرة وجدان بطاقة تعبيرية مستمدة من روحانية الحرف العربي وجمالياته، وتجمع فيها بين الرموز التراثية والنفس الصوفي من ناحية وأساليب التشكيل ذات المنحى الحداثي والتجريبي من ناحية أخرى، فالصوفية تكمن في تكرار لفظ الجلالة والأسماء الحسنى والعبارات التي تمجد الخالق مبدع الكون ومافيه من جمال وحركة، أما الحداثة فتتجلى في التكوينات اللونية والمواد الأولية المستخدمة كالورق الياباني الأبيض ذات الميزات التصنيعية والجمالية الخاصة والذي يحتاج لحرفية خاصة من قبل الفنان للتعاطي معه تشكيليا عبر الألوان المائية والأحبار المختلفة ، وأساليب الرسم المتداخل وإدخال صفحات قديمة من مخطوطات عربية في صلب تكوين اللوحة مما يحيل المتلقي الى الأشكال المختلفة من فنون «الكولاج»، أما خلفيات وأطر اللوحات فهي من زجاج البليكسي المقوى وهو مصنوع من عدة مواد طبيعية وبلاستيكية وتتعدد استخداماتهحيث لجأ الكثير من الفنانون حديثا لتوظيفه فنيا في لوحاتهم وابداعاتهم البصرية. اطلعت الأميرة وجدان الهاشمي خلال مسيرتها الحياتية والفنية على العديد من التجارب التشكيلية العالمية لاسيما في الدول الغربية حيث دَّرست مادة الفن الاسلامي في العديد من الجامعات الاوروبية ومثلت الاردن ديبلوماسيا في ايطاليا مما شكل فرصة كبيرة للتعمق في الفن الاوروبي وتياراته المختلفة، لكنها بقيت وفيه لأجواء الشرق الساحرة ولذلك المنحى الصوفي الذي ينحاز للحب بمعناه الواسع حيث تذوب الفوارق بين كل الأجناس البشرية، وتقول حول ذلك «الموضوع الذي طغى على أعمالي منذ السبعينيات من القرن الماضي هو الحب. فنحن نغرق في عالم من الفوضى والكراهية والظلم والقبح حتى أن أشكال من الفن المعاصر باتت ضحية لتلك السلبيات. وبالتالي لابد من المحاولة الجادة لاعادة التوازن بحبث يعود الجمال والئام والروحانية والحب الينا من جديد. فالله محبة وحياتنا أثمن من أن نقضيها بدون حب». يقول مدير المتحف الوطني للفنون الجميلة خالد خريس حول تجربة الأميرة وجدان الجديدة: «يشكل (حب على ورق) نقلة نوعية كبيرة في مسيرة الاميرة وجدان الفنية، وفيه الكثير من التنويعات الفنية لاسيما استخدامها للورق الياباني، وهي تستكمل في لوحاتها الجديدة جهوده نحو توظيف الرموز والأشكال الخطية في أعمالها الفنية التي تقترب في أجوائها من أعمال الخطاطين الصوفيين، انما بجرأة كبيرة في صياغة وتكوين الألوان وبلمسات حداثية متعددة الوجوه». أما الناقدة مي مظفر فترى أن علاقة الأميرة وجدان بالحرف العربي واستخدامها لهفي التعبير الفني بوصفهمن عناصر تكوين اللوحة المرسومة له امتداد طويل في تجربتها الفنية، رغم أن التجريد كذلك كلغة وأسلوب لازال ملازما لتجربتها الفنية منذ أن استقرت هذه التجربة وأخذت تشي بملامحها الخاصة، وتضيف» تكاد لغة وجدان هنا أن تقترب من لغة الموسيقى، أو تحاكيها، بل توحي أحيانا بأنها صفحة من مسودة نوته لم تكتمل». وإضافة إلى كون الأميرة وجدان الهاشمي فنانة فهي أكاديمية بارزة وباحثة في تاريخ الفن، حصلت على درجة الدكتوراة في تاريخ الفن الإسلامي من جامعة لندن، ولها ثمانية كتب والعديد من الأبحاث حول الفنون التقليدية والمعاصرة. المصدر : جريدة الدستور الأردنية