للخط العربى جماله ورونقه وقدرته على التعبير عن هويتنا العربية ولكن المشكلة التى يقع فيها معظم الخطاطين المعاصرين أنهم مستمرون فى تجويد القديم والاكتفاء به وتوقفوا عن الابتكار وآخر تطوير تم ابتكاره فى مجال الخط كان منذ أكثر من 300 عام ولايزال الفنانون الخطاطون المعاصرون على تلك الوتيرة باستثناء القليل من الفنانين الذين يحاولون الاستفادة من طاقة الخط فمثلما يقول الصوفيون وعلماء الكلام أن للحرف طاقة ولكل حرف مراتب ومقامات يمكن استغلالها وعمل إبداعات لا حصر لها منه. ومن هؤلاء الفنان الشاب سامح إسماعيل خريج كلية الفنون الجميلة وأيضا دارس لجميع أنواع الخطوط بمدارس تحسين الخطوط، وهو يجمع بين الفن التشكيلى وفنونه والخط العربى وقواعده وقد استطاع سامح إسماعيل فى سنوات قليلة أن يصبح واحدا من الفنانين التشكيليين الذين يستخدمون الخط فى أعمالهم بطريقة مختلفة وجديدة، وفى معرضه الجديد الذى نظمته له قاعة الفن بالزمالك يعكف سامح على تقديم عشرات الأعمال الفنية التى تستلهم شكل وروح الخط العربى دون أن تتقيد بالشكل التقليدى للخطوط العربية المتعارف عليها وتصور أعماله أجواء تجريدية ملونة بشكل جيد وتستفيد هذه اللوحات بصورة متميزة بتجريد الحروف ومعظم اللوحات غير مقروءة باستثناء لوحات قليلة مقروءة مثل اللوحة التى تتحدث بشكل غير مباشر عن أجواء ثورة 25 يناير وتقرأ فيها بوضوح عبارة «الدستور أولا» على جدران أحد المقاهى. ويقول سامح أنه يتعامل مع الخط كموضوع ومضمون للعمل التشكيلى الذى ينتجه وهو عبارة عن لوحات فنية تتناول الخط العربى بأسلوب مختلف وأغلب اللوحات غالبا مستطيلة أو مربعة لتتيح له حلولا غير تقليدية خاصة بالكتلة والفراغ، ويضيف أن دراسته للفن التشكيلى وقواعد الخط العربى جعلته قادرا على تطوير رؤيته الفنية لمراحل أبعد، حيث بدأ العمل على فكرة الكتلة والفراغ اللذين يوفرهما الخط العربى بأبعاد تشكيلية فيها حرية أكبر ويسعى من وراء ذلك إلى اكتشاف مناطق جديدة فى الخط العربى تتيح له فنا تشكيليا يوازى ما يقدم من فنون تشكيلية لا تستفيد من الخط العربى. ويؤكد سامح أنه بدأ يتحرر فى أعماله من قواعد الخط العربى ويذهب بها إلى قواعد الفن التشكيلى ويتعامل مع الخط باعتباره موضوعا مثل المناظر الطبيعية والموديل ويحاول توظيف هذا الخط مع قواعد العلاقات التشكيلية كالنسب والتوازن والتكوين فينتج عن كل هذا رؤية تشكيلية بصرية. وهو يريد من المتلقى أن يتعايش فى أعماله مع الخط والتشكيل وأن يبتعد عن فكرة اللافتة أو محاولة التعامل مع اللوحة على أنها لوحة خط عربى فقط خاصة أنه يستفيد من جميع أنواع الخطوط العربية وغير العربية لأن هدفه هو جماليات هذا الخط والاستفادة من قواعده الجمالية والتشكيلية وهو هنا غير مقيد بأى شىء مادام يخدم العمل الفنى مبتغاه الحقيقى.