هذا الشهر الذي يبدأ في ثلثه الأخير بداية فصل الخريف ونهاية فصل الصيف بأجوائه المتقلبه الغير مقبولة من بعض ..وكنت في مرحلة الصبا أترقب شهر سبتمبر بشئ من الحزن حيث العودة الي القرية لبداية عام دراسي جديد ..والدراسة رغم فائدتها الا اننا لم نكن نطيقها ليس كراهية في العلم ولكن كراهية للقيد حيث الإنسان بالفطرة لا يحب التقيد .. النوم بميعاد والاكل بميعاد والدراسة ثم حتي الاستذكار بميعاد حينما كنا في المدرسة الداخلية بارمنا الاعدادية الغريقة .. وبالعكس وبعد الاستقرار في الاسكندرية كنت احب شهر سبتمبر حيث يستمتع الاسكندرانية بشواطئها الجميلة بعد عودة المصطافين من خارجها الي بلادهم !! وابان عملي في القطاع العام كنت اذهب برفقة الصديق والزميل حسين فهمي رحمه الله الي شاطئ سيدي بشر بجوار نادي السيارات عند بير مسعود وكان ذلك يتم تقريبا يوميا بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية فيما عدا الايام التي كنت اتمرن فيها في نادي البنك الاهلي بفيكتوريا برفقة صديقي وابن قريتي المرحوم صابر كنوز .. وكنت اذهب الي بيت المرحوم حسين فهمي حيث نحمل الشمسية وعدد كرسيين بحر حيث سكنه كان قبلي السكة الحديد سيدي بشر ونقطع المسافة مترجلين حتي الشاطئ ونقوم بشراء كيلو تين بخمسة قروش نتقاسم ثمنها !!..وفي العودة كان ينشب خلاف بيني وبينه رحمه الله حيث كان يصر ان اقوم بتوصيله الي المنزل كي اساعده في حمل الشمسية والكراسي ..وكان يقول لي اوعي تعمل زي فلان اللي كان (بيستندل) عند العودة . وكان اول سبتمبر اجازة رسمية تسمي اجازة الفاتح من سبتمبر والاجازة كانت مدفوعة الأجر طبقا لأتفاقية دول اعلان طرابلس !! .وهي كانت اجازة بلا معني من مجمل الاجازات التي كنا بنسعد بها مثل الكثير من الاجازات التي لا معني لها. وفي سبتمبر كنا ننهي أعمال ميزانية الشركة وخاصة مراجعة مرفقات الميزانية التي كانت تمثل لنا عبئا نضطر السهر بعد مواعيد العمل الرسمية لمراجعتها . وفي شهر سبتمبر في النوبة الغريقة كان يتم اغلاق بوابات خزان اسوان حيث ترتفع مياه النيل وتغرق مزارعنا ..وفي ايام الفيضانات العالية كانت تغرق المحاصيل قبل جنيها حيث تلبس القرية حلة سوداء لضياع مجهود موسم كامل . يحيي_صابر