وكان من الضروري البحث عن ظاهرة كانت منتشرة في قريتنا في النوبة الغريقة وقد تكون ايضا في النوبة كلها حيث كان يكني البعض باسم أمه وليس باسم ابيه فكان عاديا ان ينادي علي احدهم حتي لو كان رجلا باسم امه ولم يكن ذلك يشكل عيبا او خجلا وكانت هناك امثلة كثيرة في قريتنا ومنهم من كانوا من اقرب الاقارب مثل عمنا المرحوم محمد عبده الشهير بمحمد دارية وكذلك عمنا صالح عثمان الشهير بصالح أسيا رحمه الله .. وحتي في قري النوبة الاخري وجدت تلك الظاهرة حيث كان يزاملنا في مدرسة ارمنا الاعدادية زميل كان يكني ايضا باسم امه وكان اسمه محمد نبره ..وقد يكون سبب ذلك حب النوبي للموسيقي الذي ينبع من السلم الخماسي فلو كانت الكنية باسم الام اعطت رنينا موسيقيا يمكن ان تكون سببا والتصقت بالشخص.. وقد يكون السبب ايضا عدم وجود الاب الذي قد يكون غائبا لسفره الي المدن الكبري طلبا للرزق وبالتالي لا يكون معروفا لدي الاطفال اقرانهم الا من خلال امهاتهم فيلتصق الاسم واذكر ان معظم اقراني الذين كان اباؤهم يعملون في المدن الكبري كانت كنيتهم بامهاتهم ومع الوقت التصق بهم ويبقي علي الدوام وكان احد اقاربنا وهوالاخ والاستاذ عثمان معروف بكنيته باسم امه وحتي الان يطلق عليه عثمان امنه وهو لايتحرج من ذلك وحينما هاجرنا من النوبة الغريقة كان والده العم عبده عثمان رحمه الله قد وصل الي القرية في النوبة المستنسخة حيث كان يعمل في القاهرة وبيتهم قريب من بيت احد ابناء الصعيد الذين عاشوا معنا ولاول مرة يتعرف علي والد الاستاذ عثمان الذي كان مشهورا بكنيته وحتي الان اطال الله في عمره فلم يكن رأه من قبل وفي الصباح الباكر حينما وجده خارجا من المنزل قال له صباح الخير يا عم أمنه !!....وايضا التاريخ العربي والاسلامي لايخلو من ذلك فهناك محمد بن الحنفية وهو ابن سيدنا علي بن طالب كنيته باسم امه الحنفية التي تزوجها سيدنا علي بعد وفاة ستنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها.....#يحيي_صابر