في ظل التحديات الحالية التي تواجهها المجتمعات خلال أزمة جائحة كورونا (كوفيد- 19 ) سواء من الناحية الصحية، الاقتصادية أو الاجتماعية، تسعى الحكومات إلى إتخاذ الإجراءات الضرورية للتخفيف من آثار هذه الأزمة على قطاع الأعمال والأفراد، ويجب على مقدمي خدمات التأمين الصحي دعم وتعزيز هذه الجهود الحثيثة من خلال توفير المبادرات الفعالة مثل زيادة خدمات الرعاية الصحية للأعضاء المؤمن لهم ومساعدة الشركات وأصحاب الأعمال في ظل التأثيرات الاقتصادية لهذه الأزمة لتمكينهم من تلبية الاحتياجات الصحية لفريق العمل. ومع التأثيرات الاقتصادية لهذه الأزمة على قطاع الأعمال فقد إتخذت بعض المؤسسات عدد من الإجراءات مثل تقليل عدد العاملين أو تخفيض الرواتب، وفي الوقت نفسه تسعى الشركات إلى دعم من مقدمي الخدمات مثل التأمين الصحي لتخفيف الأعباء المادية الحالية، ولذا يجب أن تعمل شركات التأمين جنباً إلى جنب مع الجهود الحكومية المبذولة لدعم قطاع الأعمال لتجاوز هذه الفترة الصعبة، وقد يكون ذلك من خلال تقديم الخصومات على الأقساط التأمينية لهذا العام أو تعديل نظام الفوترة وتوفير حلول مرنة للدفع، بالإضافة إلى العمل على تسريع عملية تسوية المطالبات والسداد لتعزيز التدفقات النقدية المحلية. كما تشمل سبل دعم قطاع الأعمال توفير الدعم النفسي للموظفين خلال هذه الأزمة والذي يمثل أهمية كبيرة حيث يعاني الكثير من القلق أو المخاوف أو الضغوط النفسية الناتجة عن التباعد الاجتماعي، ولذا يمكن لمقدمي خدمات التأمين الصحي العمل مع الجهات الصحية والشركات لتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية لتشمل “برامج الدعم النفسي للموظفين” وتوفير خطوط التواصل مع الاستشاريين المتخصصين، والمبادرات الأخرى للحفاظ على الصحة النفسية والعافية مثل التفاعل مع الاستشارات النفسية عبر الإنترنت من خلال تطبيق myStrength ، والذي يوفر الاستشارات على مدار الساعة ضمن برامج دعم الموظفين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمقدمي خدمات التأمين الصحي دعم الأعضاء من خلال توفير الفحص والعلاج بدون رسوم أو السداد الكامل لرسوم الجهات الصحية للمرضى الداخليين المصابين بفيروس كوفيد 19، أو إصدار حزم رعاية تشمل المتابعة مع الطبيب عبر الرعاية الصحية عن بٌعد وتوفير وسائل الرعاية للمرضى في المنزل مثل العلاجات والعناصر الشخصية لحماية أسرة المريض من الإصابة، علاوة على ذلك، يمكن أن تلعب شركات التأمين دوراً هاماً في توفير الحقائق والمعلومات الموثوقة للأعضاء عن أخر المستجدات حول فيروس كوفيد 19 ، من خلال إطلاق مبادرات لتقديم ندوات عبر الإنترنت يشارك فيها أطباء متخصصين أو نشرات إلكترونية دورية، أو آى وسائل أخرى للعمل كمصدر لجمع البيانات الحيوية من الجهات المعنية مثل منظمة الصحة العالمية أو ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ وتوفيرها للأعضاء. ولضمان توفير خدمات الرعاية الصحية بشكل سهل وفعال للمجتمع وخاصة خلال فترة وباء كوفيد 19، يمكن لشركات التأمين الصحي تمكين الأفراد من الوصول لمنصات الرعاية الصحية عن بُعد من خلال الأجهزة الذكية، والتي تلبي الاستشارات الطبية للمصابين المحتملين أو سبل الدعم والوقاية من الفيروس، بجانب الاستشارات الطبية والعلاج من قبل الأطباء المتخصصين للذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، ودون الحاجة للذهاب إلى المستشفى لضمان الحفاظ على سلامتهم بالبقاء في المنزل، ما يدعم أيضاً الجهود الحكومية المتخذة لتوفير احتياجات المجتمع مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي للحد من الإصابة بفيروس كورونا. أن قدرة المجتمعات على الصمود في وجه هذه الأزمة لا تعتمد على كفاءة القطاع الصحي فقط، بل لابد من إيلاء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أهمية كبرى، وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يواجهها العالم بسبب أزمة كوفيد 19 تظهر حاجة ملحة إلى تكاتف الجميع من أفراد ومؤسسات من أجل حماية المجتمع، وهناك دوراً هاماً لشركات التأمين للمساهمة في تضافر جميع الجهود من أجل اجتياز هذه الجائحة العالمية، إنطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية والدور الحيوي الذي تلعبه للمساهمة في تلبية احتياجات الرعاية الصحية للمجتمع.