العالم دائما على موعد مع العديد من الأوبئة التي تعصف لتحصد آلاف الارواح غير مفرقة بين دول غنية واخرى فقيرة .. وكم عانت دول الفقيرة من مرض حمى التيفوئيد الذى يسفر عن وفاة العشرات والعشرات سجّل التاريخ خلال القرن الماضي حادثة فريدة من نوعها ارتبطت بحمى التيفوئيد، كانت بطلتها امرأة إيرلندية الأصل عرفت بماري مالون كانت ماري مالون تعمل طباخة لدى إحدى العائلات الثرية المقيمة ببلدة أوستر باي قرب نيويورك والتى اصيبت بالتيفوئيد فى صيف عام 1906، لينتشر فى البلدة كلها قرر طبيب البلدة جورج سوبر دراسة هذه الظاهرة ومسبباتها ومع إجرائه لجملة من الأبحاث، شكك الطبيب في مثلجات الخوخ التى تصنعها مارى من مكونات غير مطبوخة . بعد فترة انتقلت مارى للعمل لدى عائلات اخرى فانتشر التيفوئيد بجميع المنازل التي عملت بها ماري مالون وفي مقابل ذلك لم تبد الأخيرة أية أعراض للمرض. بعد عام انتقلت مارى للعمل فى نيويورك التى انتشر فيها المرض بأكملها تزامنا مع دخولها المدينه فاصدر الطبيب جورج اوامره بإرسال مارى الى المعامل لإجراء عدد من التحاليل ليتوصل الى أن ماري مالون ناقل عديم الأعراض لمرض حمى التيفوئيد، لانها تحمل بجسدها البكتيريا المسببة للمرض دون أن يكون لذلك أي تأثير على صحّتها. عرض الأطباء على ماري استئصال مرارتها ومع رفضها لذلك فضّل الجميع إرسالها نحو الحجر الصحي بمستشفى محلي صغير بجزيرة نورث براذر آيلند بنيويورك. مكثت ماري مالون نحو 3 سنوات بهذه الجزيرة الصغيرة تعرضت خلالها لهجوم شرس من الصحافة الأميركية التي لقّبتها ب”ماري تيفوئيد” وشبهتها بالساحرة الشريرة . رفعت مارى دعوى قضائية اتهمت خلالها المسؤولين بمدينة نيويورك بإجبارها على المكوث بالحجر الصحي فصدر الحكم لصالحها بعد ان تعهدت بالابتعاد عن مهنة الطبخ وغسل يديها بشكل مستمر. لم تف ماري مالون بوعدها وعادت مرة ثانية لمهنة الطبخ منتحلة اسم ماري براون، فألقي القبض عليها بعد 5 سنوات أثناء عملها كطباخة بأحد أقسام التوليد بمانهاتن عقب تسجيل العديد من حالات حمى التيفوئيد و3 وفيات بالمنطقة. أرسلت ماري مالون مجددا نحو الحجر الصحي بالجزيرة، لتمكث هنالك حوالي 23 سنة إضافية قبل أن تفارق الحياة عام 1938 عقب إصابتها بسكتة دماغية … وقانا الله واياكم شر الامراض ……… وليه كدا يا ست مارى تيفوئيد اميمه حسين