ولقد كان الملاحظ في النوبة الغريقة ان الارض الطيبة كانت ايضا تنتج ماكنا نقتات منه وبدون تدخل بشري فمثلا لم نكن اطلاقا نقوم بزراعة الملوخية وكانت هذه النباتات تكتسي الاراضي الزراعية وذلك فور انحسار مياه النيل عنها بعد فتح ابواب خزان اسوان لدرجة اننا كنا نعاني منها وكنا نتخلص منها ونحتفظ ببعض اوراقها بالتجفيف ويبدو ان بذورها لا تتلف وتبقي في الارض سنة كاملة حتي لو كانت مغمورة بالماء ولا تنبت الا في موسمها ..سبحان الله .. وتلك البذور تشبه الحبة السوداء او بذور البصل ..وكذلك الرجلة وبالنوبية (كللانج) والرجلة كانت تطبخ وكذلك وبدون طبخ كنا نعد منه السلاطة باضافة اللبن الرايب (سوو نارري) وقد لاحظت وجود الرجلة في سوق الخضار بالخليج ويقبل عليها الخليجيون وكنا نزرع كعلف للمواشي نوع من انوع اللوبيا وكانت ذات حبوب صغيرة بنية اللون (ديغنتي) ومن اوراقها كان يطبخ نوع من انواع (الاتر) … وبدون اضافة مسحوق البامية كان يعد منها ما يعرف (الجاكود) وكانت ثمارها مثل الفاصوليا الخضراء ولكن رقيقة كنا نطلق عليها (كاششي) وكانت تطبخ مثل الفاصوليا تماما وايضا كنا نأكله طازجا وكان طعمه مقبولا اما الحبوب او البذور فكنا نطبخ منها ما يسمي (أرجيه).. وفي المشروع المشترك بين توشكي وارمنا كان هناك نبات شبيه بالجرجير وكنا نطلق عليه (اوكي نارري) حيث كان طعمه حار بعض الشئ عن طعم الجرجير ..وايضا كان هناك ما ينبت مع البرسيم والذي يسمي في الفلاحين بالجعضيض وهو نبات يشبه الخس وايضا طعمه كذلك ..وكانت هناك اشجار مثل شجر السنط حيث يفرز الصمغ المسمي بالعربي زورا وبهتانا وايضا كانت اخشاب تلك الاشجار صلبة قوية لا يرعي فيها السوس يصنع منها الفحم وأيضا ابواب البيوت والسراير النوبية التي تسمي (عنغريب) واعواده الرفيعة يستخدم كحطب وكنا نطلق عليه (سينتي) وثمار هذا النبات اسمه القرض تستخدم في دباغة الجلود وكان هناك ايضا نباتات صحراوية كنا نطلق عليه (اباد) وفي السودان يطلقون عليه العشر اوراقها غليظة وممتلئة بسائل لبني لزج كان الاهالي يحذروننا من ملامسته للعيون وثماره شبيه ثمار المانجو وفور النضج كانت البذور تتطاير منه وتنتشر (سبحان الله ) وكان سيقان هذا النبات مكسو بعازل شبيه للفلين ومن الداخل مخوخ ولا ادري لماذا كان الاهالي يستخدمون الارفع من سيقان هذا النبات كعقد لمرضي الغدة لدي الاطفال !! والذي كان يطلق عليه (دوويه) اي الزاحف وكان هناك نبات العاقول الشوكي وكان مرعي للابل وكان ايضا هناك نبات كنا نطلق عليه (هسن شبكي) لأن ثمار هذا النبات مكسو بالشوك وكان يلتصق بجرجار الزي الرسمي لسيداتنا حينما كان الجرجار جرجارا بالفعل حيث كان يجر في الارض لاتظهر الارجل!!…الأرض الطيبة تعطي في كل مكان وكل زمان لمن يفلحها ويهتم بها حتي ولو لم تضع بذرة فالرزاق الوهاب يزرعها (ءأنتم تزرعونه ام نحن الزارعون …الاية )… #يحيي_صابر