الكثير من البعض يظنون أنهم عباقرة حين يفلسفون الذل ، وحين يمنطقون الخنوع ، وهم يفعلون ذلك بقدر كبير من العنجهية تدفع للتساؤل : إلى أي درجة من درجات الذكاء (أو الغباء) ينتمون ؟! فتعليقاً على أوضاعنا السياسية في الوطن العربي – : تمتع بالسيئ ، فالقادم أسوأ !.. فإذا رأيت صخرة ضخمة تتدحرج من أعلى شاهق ، فلا شك أنها ستواصل تدحرجها إذا لم يقف أمامها عائق ، ولا يحق لك أن تعتبر نفسك عبقرياً إذا أستنتجت هذه النتيجة ! يحق للآخرين أن يعتبروك ذكيا إذا أرشدتهم كيف يمكن إيقاف تدحرج هذه الصخرة ! من هذا المنطلق يصغر في عيني كل من يبرر للناس التخاذل ، وكل من يشرعن للناس الخوف ، وأعتبر كل الكتاب الذين يقعون في هذا الفخ يعانون من خللين ، أولهما : فكري ، فهو يتعامل مع قضية جادة ، مصيرية ، بأسلوب ساذج سطحي ! والخلل الثاني : أخلاقي ، فليس من المروءة أن تكون طبيباً ثم تترك جل مرضاك للموت دون محاولة أبتكار علاج للمرض أو المريض بل إنك تحاول أن تقنعهم بأن المرض قدر ، وأن تعلمهم السلوك الذي يساعد على ألتقاط العدوى ، بدلا من أن تعالجهم ، أو على الأقل تعلمهم كيفية الوقاية من المرض ! إن جميع الكتاب والإعلاميين العرب الذين يرون أن تخلف الأمة أمر حتمي ، وأن نهضتها ضرب من الخيال كتاب مأزومون فكرياً وأخلاقياً ، ويعانون عقدة نقص تضعهم في قفص أتهام أمام التاريخ ، بتهمة خيانة الأمانة القومية والفكرية ….!. من قال إن التخلف قدر مكتوب ؟ للتقدم سنن يعرفها كل أهل النهى ، ووصفة التقدم نجحت في عشرات الدول التي تعاني مما نعاني منه نحن العرب ، فقد تقدمت دول تعاني من الأستبداد ، والقمع ، والجهل ، والمرض ، والفقر ، وكان ذلك في ظرف أزمنة قياسية ، فمنها تركيا والبرازيل وتشيلي وأسبانيا وإيطاليا وماليزيا وأندونيسيا والهند … ألخ. إن الوصفة العبقرية الحقيقية التي ينبغي على الكتاب والمفكرين والإعلاميين أن يكتبوها ويظهروها للناس هي كيفية التقدم ، لا حتمية التخلف !. يقولون : تمتع بالسيئ ، فالقادم أسوأ ! وأنا أقول : تمرد على السيئ يأتك الجيد ! كيف نتمرد ؟ تمرد أنت وكل الساخطين في بلدك ، بشكل سلمي ، وأبتكروا وسائل التمرد الحضارية التي تثبت أنكم أصحاب حق . أخترعوا ألف طريقة لكلمة لا ، وأبتعدوا عن العنف ، لأن كل الأنظمة المستبدة مدربة على العنف ، وإذا دخلت معها في معركة عنيفة سوف تهزم بلا شك ، لأنك تحاربهم من ميدان يتفوقون عليك فيه مهما فعلت . فجميع الأنظمة المستبدة تراها مركزية ، لذلك لا بد أن يحاول الناس أن يقوموا بأنشطة لا مركزية تشتت الخصم ، وتستغل كل نقاط ضعفه من بيروقراطية وبطء في أتخاذ القرار . ويجب أن تكون كل الأنشطة – كما قلت – سلمية متحضرة ، لا تخالف القانون . ويقولون : تمتع بالسيئ ، فالقادم أسوأ ! إن التعبير الصحيح عن هذه الحكمة الكاذبة التي يروجها البعض : أستسلم للسيئ ، يأتك الفناء ! من قال إن دور الإنسان هو الأستمتاع بالوضع الحالي ؟ ومن قال إن الأمم التي تقدمت كل ما تفعله الآن هو (الأستمتاع) بالوضع الحالي ؟ إن الأمم التي أنجزت تقدما ما تصارع من أجل الحفاظ على ما أنجزته ، وتصارع من أجل أن تنجز المزيد ، ونحن … يتفلسف علينا هؤلاء المنهزمون ، ويطلبون منا أن نستمتع بالسييء ، لأن القادم أسوأ …! لا شك أننا لو أطعناهم ، وأستمتعنا بما نحن فيه (سواء كان جيدا أو سيئا) فلا شك أن القادم أسوأ . إن الحكمة الصحيحة : تمرد على الشر ، يأتك الخير ! تمرد على الظلام ، يأتك النور ! تمرد على الظلم ، يأتك العدل ! وتكملة كل هذه الحكم : تمرد على الجيد ، يأتك الأجود ! وعلى قدر تمرد الأمم … تحظى بما تستحقه ! صدق أبو الطيب حين قال : على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم. #سلام_يا_بلد_الكلام. #تامر_جلهوم.