ارتفاع أسعار النفط بعد هبوط مخزونات الخام الأمريكية    نقيب الصحفيين المصريين: اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح "خرق" لاتفاقية كامب ديفيد    لوكاشينكو: يحاولون عزل دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ولكنها تمضي قدما    غيابات بالجملة بين صفوف الزمالك قبل مواجهة نهضة بركان    ضبط شخصين بقنا حاولا غسل 40 مليون جنيه حصيلة اتجار بالمخدرات    نقابة الموسيقيين تعزي كريم عبد العزيز في وفاة والدته    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    أحمد موسى : مصر لا تتحمل أي مسؤولية أمنية في غزة    «المحاربين القدماء وضحايا الحرب» تُكرم عدداً من أسر الشهداء والمصابين    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    جدول امتحانات الصف السادس الابتدائى 2024 بالجيزة .. اعرف التفاصيل    10 توصيات في ختام المؤتمر الثالث لمبادرة اسمع واتكلم بمرصد الأزهر    الثقافة جهاز مناعة الوطن    أولادكم أمانة عرفوهم على ربنا.. خالد الجندى يوجه نصائحه للأباء والأمهات فى برنامج "لعلهم يفقهون"    بعد قرار "أسترازينيكا" سحب لقاح كورونا.. استشاري مناعة يوجه رسالة طمأنة للمصريين (فيديو)    أسعار الأضاحي في مصر 2024 بمنافذ وزارة الزراعة    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    لفترة ثانية .. معلومات عن سحر السنباطي أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة    السجن 5 سنوات لنائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة بتهمة الرشوة    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    محلل سياسي: «الجنائية الدولية» تتعرض للتهديد لمنع إصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    أمين الفتوى يوضح حكم وضع المرأة "مكياج" عند خروجها من المنزل    «التجارية البرازيلية»: مصر تستحوذ على 63% من صادرات الأغذية العربية للبرازيل    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    تقديم رياض أطفال الأزهر 2024 - 2025.. الموعد والشروط    "عليا الوفد" تلغي قرار تجميد عضوية أحمد ونيس    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    دعاء للميت بالاسم.. احرص عليه عند الوقوف أمام قبره    «تويوتا» تخفض توقعات أرباحها خلال العام المالي الحالي    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    «الجيزة التجارية» تخطر منتسبيها بتخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية    «القاهرة الإخبارية» تعرض تقريرا عن غزة: «الاحتلال الإسرائيلي» يسد شريان الحياة    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    يوسف زيدان عن «تكوين»: لسنا في عداء مع الأزهر.. ولا تعارض بين التنوير والدين (حوار)    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    تعرف على التحويلات المرورية لشارع ذاكر حسين بمدينة نصر    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    محافظ كفر الشيخ: نقل جميع المرافق المتعارضة مع مسار إنشاء كوبري سخا العلوي    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صابرحجازي يحاور الشاعرة السورية سوسن شتيان
نشر في شموس يوم 24 - 11 - 2018

في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 85 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س1:- من خلال العديد من المقالات والحوارات عبر الشبكة العنكبوتية يعرف الكثير عن مسيرتكِ الادبية – ولكن هذة المرة نريد ان يطلع القارئ علي الاستاذة الكاتبة سوسن شتيان الانسانة ؟
مابين عتم الليل والأرق و نور النهار وما يغلفه من تعب ..مابين ثلج كانون وارتجاف القصب و احتراق الزيت والورق رماد الحطب وما ينشره من دخان و اختناق ..
ولدت فمنحني الثلج بياض القلب و نقاء الروح و وهبني الحطب رقصة احتراقه وهسيس النار ..
ككل الأزهار البرية التي تنمو بين الصخور أقاوم رياح التصحر وانثر غبار الطلع على أجنحة الفراشات ..
ولأنني من فصيلة الزنبق أتكور على عطري وأجمع دمع الندى بأكمامي ..أسكب رحيقي فقط لنحل يقيم خلية عسله في قلبي ..لان أبلغ المقال ما لم يقال أحتفظ بعطري في قارورة الحبر الروحي لأسكبه مطرا في تربة الفكر لتورق الصفحات بلون البحر والغابات وتصير الحروف موجا يحمل الأشرعة نحو جزر الشعر التي دقت مسامير جبالها في عمق المحيط ولم تغادرها يوما نوارس الدهشة وعصافير المحبة ..
نصف امرأة وثلاثة أولاد ورجل يتيم .. أنا .. هكذا تكونت على هيئة بيت ودخلت بقدمي اليمين بابه .. على أرضه العارية تمددت كسجادة لأواري خجل الأرض المعقورة .. فتحت بابي للناس لم ينتبهوا للوردة المرسومة على صدري فداسوها .. سكبوا فناجينهم علي تبللت بفالهم السيء .. كي لا تلازم جسدي البقع غسلت صوفي بالمطر والندى تشمست ثماني عشر عاما استعرت مجموعة شعرية بادلتها بمحبسي ..حين دخلت المدرسة وقفت كسارية علم أنشد الجميع حماة الديار وألقوا التحية .. لم ينتبه أحدهم لخفقات قلبي .. في الصف المغلق كنت النافذة وعلى الجدار الأمامي سبورة بيضاء وقلما ملونا وقصيدة .. في الباحة كنت المرمى الذي يدخل فيه كل الأطفال كأهداف لصالحي ويسجلون أسماءهم على لوح روحي ويطيرون إلى بيوتهم مسرورين .. هكذا بنصف امرأة و ثلاثة أولاد و رجل يتيم وسجادة وسارية ولوح وتلوين وقصيدة أكمل حياتي كعكاز لعمر يعرج ..!
أنا الكاتبة السورية الهوية العربية الانتماء سوسن شتيان
متزوجة وأم لثلاثة أولاد (أغيد وآية وعبد السلام ) وهم ثروتي ..اعمل في مجال التربية والتعليم و دراستي الترجمة قسم اللغة الفرنسية عضو مجلس إدارة في جمعية أهلية بمدينة سلمية تعنى بالمسنين ولي ميول للعمل الطوعي والأهلي وخصوصا الأطفال وكبار السن …
وككل أبنائها أحمل بداخلي طفلة بكامل براءتها وصدقها و فضولها ..أحب الحياة رغم قسوتها ..وأكافح لكسب الثقافة والعلم لأتركها وقد تركت على صفحتها بصمة على هيئة إنسان ..
س2 : ما هي مشاكل الكاتب العربي في الوقت الراهن ؟ وما هي العاراقيل التي تواجهه في نشر كتاباتة والتواصل مع القارئ ؟
حين يموت الكلام
ويصير العمر ضيقا كما الوريد .. فلنهجر معا فضاء الأمنيات ونضع وردة على نعش القصيد ..
ماعاد للحروف وطن
في زمن الرصاص ..
القلب من خشب
والرأس من حديد
هات صوتك قبل أن يغتصب
ولنذهب لموتنا المشتهى الوحيد..
نمدد جسد الكلام
في قبر من حناجر
نطمر كل ما فيها من حبال
بحت من صراخ
وننام ملء الموت ونحلم بالحياة ..
من ديواني جسد الكلام
أحببت أن أبدأ إجابتي بنص شعري يعبر في مضمونه عما يواجه الأدب والأديب من مشاكل و صعوبات
حيال حالات الصراع التي يعيشها الإنسان العربي من بؤس و حروب و تهجير وتدمير ممنهج لكل مظاهر الحياة وأهمها الثقافة إذ تتوجه الشعوب لتلبية احتياجاتها اليومية والحياتية الأساسية وتتخلى عن الثقافة التي ترى أنها مظهر من مظاهر الترف الإنساني وشيء ثانوي كما و تلعب العولمة دورا كبيرا بذلك..
أيضا عملية الإقصاء من قبل القائمين في مواقع المسؤولية للمبدعين الآخرين وحالة الشللية والعلاقات الشخصية وعدم تطور ومواكبة العملية النظريات النقدية التي لا تقل أهمية حالة الإبداع ..
وسائل الاتصال والتواصل رغم أنها فسحت مجالا للكاتب العربي المبدع لينشر أفكاره على منبره الخاص وبكل حرية لكن هذه الوسائل أيضا لها سلبياتها حيث اكتظت الصفحات بالكتاب السطحيين والغير كفوئين و تم تعويمهم و تلميعهم بطريقة تصيبك بالقرف ..و تجاهل الإبداع الحقيقي و تكسير أجنحة بعض المبدعين فبدلا من تبني الكتاب الشباب يتم إقصاؤهم والاستخفاف بما تصوغه أقلامهم ..و قد تناولت هذا الموضوع في نص شعري أقول فيه للحبر أن يعتذر
على ما اقترفه بحق البياض
وللكلمات مالها من موت جميل
حين يطفو اللون الأحمر
على أشرعة الرحيل
تشرب الشمس كل المحيطات
وتنتشي بالملح هذي الرمال
في أرضنا تنحر الأقلام
كالأعناق على سطح الأبجدية
ويستمر التصفيق
كلما انتحر شاعر
على شفرة قصيدة عرجاء هنا يصير الكلام جدارا عليه نصلب
ونجز كالأنعام
ولا نعمة إلا بالصبر العظيم
كل صبر فيه نموت هو شيطان رجيم وكل صمت هو طعنة في الظهر ورجم للغة ..
للناهد المستدير يزهقون الحروف
يستبيحون المحابر
يقامرون حتى النخاع
والأدب آخر من يرى سجلوه غياب ..
ينتهكون حرمة المنابر
على شرف العتمة
والعقول الغائبة
يذبحون الشعر .. للحبر حرمة أيتها الأصابع الراعشة للصوت مقام لا يدانيه جبناء الدوائر المغلقة
الحبل على الغارب
يسحب جثث الكلمات من المقابر الجماعية أياد زانية تلعب في أقبية الخمر والسنة نافرة تستذئب حول الطاولة
كالحجارة العاقرة وتثور عواصف الركام
تدور كؤوس جف ماء الحس فيها
ملطخة بدم الشعر القتيل
اصرخ أيها الشعر يا سليل الإنسان
فالبصمات ما تزال على السكين
والذائقة ذبيحة والله يشهد !!
س3:- الكتابة النسوية – مصطلح منتشر – ما رايكِ ؟ وهل هو تصنيف..- اما توصيف ..اما تميز عنصري ..؟
– ليس هناك شيء اسمه أدب أنثوي أو نسوي وأدب ذكوري فالأدب أدب ولا يمكن الفصل في جسد الكلام بين عين و عين أخرى ولو فعلنا ذلك لأصاب الرؤية انكسار وجاءت الصور مشوهة عرجاء ..لكن قد تتميز الكتابة عند بعض الأديبات بشيء من الرقة والعفة والشفافية بسبب طبيعة الأنثى التي تطغى عليها هذه وطبيعة مجتمعاتنا التي تفرض على الأنثى القيود بسبب الأعراف والتقاليد السائدة .. مع إن هناك كاتبات أبدعن أكثر من الرجال.. لايمكن أن نحكم على النص من خلال صاحبه وإنما من خلال مضمونه ومقدار ما جاء به من أفكار إبداعية و جمالية و تكامل في الصوغ الشاعري أو الأدبي ليس هناك كاتب عظيم بل هناك نص خالد وعظيم ..والتصنيف هذا هو إجحاف في حق الكاتبة الأنثى وتمييز عنصري ..الكتابة عملية خلق وإبداع والأنثى هي عبر العصور من
تخلق وتبدع الحياة وان لم تكن كاتبة فهي
ملهمة في هذا المجال ..
س4:- لماذا تكتب الاديبة سوسن شتيان …؟
أنا لا أكتب الشعر
عن ترف في الحروف
أنا فقط أرتق قلبي
كي لا يتعرى دمي
فيبان جسد الملح
و لأن الحزن عورة
أدفن وجعي
أحاول أن أنسج
لهذا العالم الغارق في خطاياه
كفنا من الكلمات
ثوب السماء سحب منه خيط نور
فثقب قلبها
وسقط في البحر كل هذا الملح
للجمال والاطفال
اكتب للوطن والبلاد وللأاشجار التي تموت واقفة خلف الشمس ..أغصانها تعانق السحاب
أستعير الاجنحة كي أحلق في رياض غرست أشجار دهشتها بيدي وبساتين أزرعها حولي و من رحيق الحرف أصوغ عسل الفكرة بلون وطعم يشبهني
ربااه لا تكلني لأرقي .. أغنني عمن سواك ..عمن يرش الملح في جرحي ويمتص صمتي وصوتي بضجيج مزاميره .. رباااه ..أتمسك بمجازك وألتمس بديعك وسحر الصور .. باسم الشعر بعيداً عن الشريعة ..باسم شجر زرعته على الورق و ياسمين ضاقت به الشرفات فارتمى على أرصفة العابرين وسفكت الريح عطره .. الدخان في أعلى الجبل رائحة أنثى تحترق .. وهناك في السفح من يرمي بعصاه .. صارت النار أفعى تسعى
على الصفحات .. كل يشرع على ليلاه وأنا على ليلي أغني .. أبتاه إني رأيت في الحياة أبواباً كلها مغلقة وجدران تحف بي فرسمت على الجدار نافذة مفتوحة علي أهرب من وحدتي و ضجري .. ركضتُ ولحق بي الظلام و النار ..فقد قميصي و ترمد قلبي .. رباه أنا ما قصصت رؤياي على إخوتي ولا على أبناء جلدتي .. أنا الأنثى التي كظمت غيظها ورسمت على صفحة قلبها بئراً ودلواً ثم غرفت منه ماءً علّها تطفئ ناراً كادت تحرق النافذة والأبواب والجدران ..
أكتب سطوري لأضيف لأساطير العالم ممحاة وقلما
أكتب لوجه الله الذي رسمه الأولين بلا ملامح وتركوا له أذنا تصغي وعيونا ترى ويدا تأخذ بيدي لأركض إليه بكامل دمعي كنبية لم يبح لها برسالته ..
س5:- اصدراتكِ الادبية – نبذة عنها -… ثم كيف كان ميلاد الاصدار الاول ..؟
لي ديوان ورقي مطبوع يتيم بعنوان (جسد الكلام) صادر عن دار سوريانا للنشر والإعلام وديوان إلكتروني يضم قصائد هايكو بعنوان أتنفس البحر صادر عن نادي الهايكو العربي وعدة دواوين إلكترونية تنتظر الطباعة كما انتظر تيسير الله كي ترى كتاباتي النور وتصل مكللة بالجمال للقراء المهتمين الذين يستحقون أن اقدم لهم أفضل مالدي
س6 :- بماذا يميز الشعر السوري عن غيره من الوطن العربي؟
-للشعر السوري خصوصيته فمن سورية خرج الحرف الأول وكانت الأبجدية التي صاغها الإنسان السوري وأبدعها كوسيلة للتواصل والتعبير ومن هنا نجد أن الإنسان السوري بطبعه الإبداع وبطبيعته الخلق والتجديد فمن سورية انبثقت أهم الأسماء في مجال الشعر كنزار قباني ومحمد الماغوط وأدونيس وهي اسماء أبدعت وأدخلت الحداثة كصفة للشعر وقصيدة النثر .. وقد تميزت على مستوى العالم وليس على مستوى سورية أو الوطن العربي وحتى في زمن الأزمة والحرب قاوم الكتاب السوريون الرصاص بالكلمات حيث الكلمات أشد تأثيرا في المتلقي وأوسع انتشاراً من رصاصة وقد تطيب جرحا أو تشد أزارا لثكلى أو حزين ..نكتب لنسور الوطن ونمد جسور المحبة فيما بيننا فالكلمة الطيبة صدقة ..علنا نعيد بنيان ما دمرته الحرب فينا ونرمم قلوبنا التي كسرتها قذائف الحقد وشظايا التطرف والإرهاب
وهي مهمة الكاتب أو الشاعر السوري الذي يلعب دور الريادة في مجتمعنا السوري ..وفيما يلي أحد النصوص التي كتبتها حول هذا الموضوع
لعيدٍ يلهو في شوارعنا البائسة
أتصدق بابتسامة وأمنية
من رصيد أيامي الآفلة ..
للدراويش المنتشرين كزبد وموج
على الأرصفة اليابسة
للمترفين بأوجاع الحياة
ملح هذي البلاد وسكرها
أقدم قلبي هدية فاخرة
أعلقه على الأبواب الموصدة
حرزاً للفرح . ..
لقبور تناطح السحاب
في بلاد الغربة
أتلو حنين الأمهات
وأجثو تحت غيمة شوقهن
يا رب أمطر بركات اللقاء
حين الطرقات تتطاول كبحر
وتتسع ثم تضيق عن عناق ..
للذين غيبهم الموت
فصاروا خالدين
أتسامى كشجرة نخيل
وأفرد عناقيد الغصة
وأتلاشى سعفة ..سعفة ..
للبلاد التي كلما أردت عناقها
تمنيت لو أن ذراعي بطول قامتها
أنحني بكلي واختفي
كجرس في كنيسة وحيدة
أو مئذنة تتهاوى
ليسمع صوتها الله
وهي تتلو آلام الوطن …..
س 7:- برأيك هل هناك حركة نهضة بالشعر العربي – وهل أنت متفائله بهذا الشأن؟
حركة الشعر العربي تشهد نهضة ملحوظة وخصوصا بعد الانفتاح الثقافي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة حيث لم يعد الإنتاج الأدبي رهين الصحف المحلية و المنابر الحكومية التي تتبع سياسة الحكومة وتمنع نشر ما يخالف تطلعاتها إذ صار بإمكان الكاتب أن ينشر كتاباته بحرية أكبر وحدثت حالة من تمازج الثقافات وبإمكان القارئ الواعي أن يختار وان يتابع ما يلائم توجهاته و يمس وجدانه وعقله وما يلبي تطلعاته ..والدليل على هذه النهضة تميز الكتاب العرب في دول الاغتراب وحصولهم على جوائز عالمية في بعض المسابقات على مستوى كتابة الرواية أو القصة أو قصيدة النثر العربية كما وتشهد أيامنا هذه حركة أدبية دؤوبة لنهضة الشعر العربي وخروجه عن التقليد والمتداول وخصوصا في الترجمة ونقل النتاج الشعري العربي من المحلي إلى العالمي بعد الاطلاع على تجارب الأمم الأخرى وتعدد دور النشر وكثرة الصحف التي تنشر ما ينتجه المبدعون العرب ..أنني متفائلة رغم وجود بعض العراقيل ومن أهمها عدم وجود داعم أو ناشر يأخذ على عاتقه تكاليف النشر والطبع الورقي لنتاج الشعراء المبدعين وهذا ما جعلني أتأخر في طبع دواويني التي وثقتها الكترونيا فقط ..
س8 :- القصيدة ليست أوزانًا وقوافي مجردة، بل هي تعبير عن معاناة إنسانية تتوفَّر فيها الفكرة
والصورة والانفعال والايقاع فما هو معيار الشعر الحقيقي ؟
-الشعر هو قبل كل شيء وحي وإلهام وموهبة من الله والشاعر الذي ملك زمام الحرف والفكرة هو المبدع الذي يصوغ أفكاره ويعبر عن معاناة مجتمعه ومعاناته بطريقة مميزة تمكنه من أن يطرحها بشكل شاعري يحرك الوجدان ويخلق الدهشة ومن أهم ما يميز الشعر هو الصور الإبداعية والرمز القريب للمتلقي والذي يفتح باب التأويل فيشارك المتلقي أو القارئ في إكمال القصيدة كما أن للتكثيف وعدم الإسهاب والتكرار والابتعاد عن السجع واختيار اللغة المناسبة والمتقنة والجرس أو الإيقاع الداخلي للكلمات دور في جمالية النص وأنا ككاتبة أكثر ما يشدني هو كمية الجمال المسكوب بين السطور والتي تدفعني للإبحار في الخيال ورسم الصورة بطريقة لافتة ..على الشاعر أن يمسك زمام لغته و يكثر من القراءة لأنها تغني محصوله اللغوي وتجعله أكثر تمكنا وبلاغة وقدرة على وصف ماهو سيء أو قبيح بطريقة محببة وجميلة ..
إن الشاعر العظيم هو قارئ عظيم قبل كل شيء ..
س 9:- متى بدأتٍ كتابة الشعر وهل من شاعر معين تأثرتٍ به في بداياتك؟
بدأت الكتابة في مرحلة الدراسة الثانوية بعد فترة من التأني والصبر و المطالعة والقراءة للكثير من دواوين الشعر والكتب الفلسفية والروايات
تأثرت بالكثير من الشعراء و منهم بدر شاكر السياب ومحمود درويش ..نازك الملائكة وجبران خليل جبران ومحمد الماغوط حيث ولدت في بيت لا تخلو زواياه من الكتب ولا رفوفه من الدواوين والروايات وخصوصا أن والدي كان معلما وشغوفا بالشعر العربي الفصيح و قارئا مثقفا ووالدتي من محبي الشعر والرواية كنت أستعير دواوين الشعر لأقرأ في أوقات فراغي و لا أنام قبل أن أنهي قراءة الكتاب وتبلورت تجربتي الشعرية في مرحلة الدراسة الثانوية وخصوصا بعد حالة الفقد التي عانيت منها اثر وفاة والدي ولا زلت أذكر ذلك الألم والفراغ والحرمان واليتم الذي غلف روحي في غيابه
لذلك يلاحظ القارىء أن كتاباتي لها طعم الدمع والملح جراء تلك المعاناة ..
س10 :- الكاتبة سوسن شتيان ..حلم انساني تتمني تحقيقة ؟، وحلم ادبي تسعي الية؟ ، وحلم شخصي تجتهدى من أجلة …؟
أتمنى على صعيد الكتابة أن أتمكن من طباعة كل دواويني الالكترونية ورقيا حيث للورق رائحة الأرض ونكهة القمح والخبز وما للكتاب وكاتبه من أثر في الحياة بكامل جوانبها .. وأن أصل إلى قلب القارئ وأقنعه بكتاباتي وألامس همومه وتطلعاته وطموحاته في التعبير عن معاناته على جميع الصعد و لي حلم بترجمة نتاجي الأدبي للغات أخرى كي أتمكن من نقل أفكاري إلى العالم الكبير ليعرف القارئ الأجنبي أن سورية مازالت بخير وما زالت تحمل الرسالة والحضارة وتصدر الحرف والفكر والثقافة وان كاتبة سورية اسمها سوسن شتيان جديرة كلماتها أن تقرأها شعوب العالم
حلمي الشخصي أن أنال شهادة الدكتوراه في الترجمة للغة الفرنسية ..أما حلمي الإنساني فهو أن يعم السلام العالم وينتهي الظلم والفقر والبؤس والاستغلال وتعود بلادي أقوى و أجمل مما كانت عليه قبل الأزمة والسنين العجاف ..كما أسعى أنا وبعض الأصدقاء لإقامة دار مميز للعناية بالمسنين كوني أحد أعضاء مجلس إدارة جمعية سلمية للمسنين حيث سيتم تقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي ولدينا برنامج ثقافي واجتماعي ورياضي منوع ليشعر المسن أنه مازال فعالا قادرا على العطاء ولم تنتهي حياته بمجرد بلوغه سن الكهولة ..
س 11:- ما هي أول قصيدة كتبتيها وترى أنها أول قصيدة أبدعتي فيها – مع ذكرها
كل كتاباتي أحبها ومقتنعة بكل حرف فيها لأن الشعر ليس كلاما وأوزانا فقط بل هو حصيلة تجربة ومعاناة إنسانية هو اللقى الأثرية في خزائن الروح منقوش عليها بحبر الدم والدمع صور لما عاناه الشاعر وما عاشه وما أبدع في صياغته انه التبر الذي خلط بتربة الإحساس وزينته أزاميل الوجع ..لكن هناك قصيدة أحب أن أسمعكم حيث أرى أنها تتكلم عني لتعرفوني أكثر أتمنى أن تنال إعجاب القراء وهي بعنوان
صدري طيور الحجل
هذا الليل الخديج في داخلي يكبر..
أنا مذ ولدت وفي دمي شيخوخة القمر ..
أنام ألاحق الأغطية
نهاري أحلام يقظة ورغيف راكض
احتاج لجيش من السكينة يضبط جموح نبضي
يحتل عدم استقراري
أومن بالقضاء لا استسلم للقدر
أبي يا أبي.. لماذا رحلت ؟
قبل أن يكتمل قلبي
وتنمو على صدري طيور الحجل
لماذا تركت لي كل هذا الفراغ
و هذا العطش..
وأمي التي ترقع وحدتها بنا
وتخيط لنا ثياب العيد من الستائر..
هي كخيطها تنفذ من خرم إبرة و تبتسم
كي لا ندفن
أبي.. أما زلت تقرأ الشعر للموتى
قل لهم أني أكره المنابر
وأكره الخطابات التي لاتطعم جائع..
ولاتستر وطني العاري
وتزيد من عدد المقابر
وأني احبك…
س 12: ماهو أنسب الأوقات لكٍ لكتابة القصيدة؟
ليس لدي وقت محدد للكتابة و حين يهبط وحي الشعر أتلقاه وأغلفه بالورق أو أفرد له مكانا على صفحتي الشخصية ..
لكن أحب كثيرا أن أكتب في جو هادئ وأرى أن الليل أنسب الأوقات حيث لا ضجيج يمكنه أن يشوش أفكاري
وحين تتملكني الحالة الشعرية أغترب عن المكان والزمان وأغوص في أعماق بحر الحالة الوجدانية والروحية لأصطاد لآلئ الحرف وأكنزها في محارة القصيدة
ليلاً
أبادل العتم والصمت
بالعطر و الشعر
كصباح وليد
أترك الحرف يغرد
على نافذتي
لعصافير الوقت
أنثر قمح النبض
حقل العمر سنابل
يحصدها منجل شمس
أنا والقمح والعصافير
نرافق هلال القمر
نحو تغريد مكتمل
كرغيف ..
س 13-هل الكتابة الادبية والانفتاح على العالم من خلال الشبكه العنكبوتيه – هل صنع تواصل بين المبدع والقراء كذلك تجربتك في النشر الالكتروني والنشر المشترك ؟
من المؤكد أن الكتابة الأدبية هي إحدى أفضل حالات التعبير عن المعاناة الإنسانية وما يقاسيه الإنسان وخصوصا في وطننا العربي في ظل هذه الحالة من الصراعات و التشتت والضياع والاغتراب وهناك من يبحث عن الأدب والشعر عبر الشبكة العنكبوتية وصفحات التواصل الاجتماعي لذلك صار لدي الكثير من الأصدقاء والمتابعين والقراء ممن يهتمون بالكلمة والحرف الجميل وليس هدفي من النشر على صفحتي كسب الإعجابات بل أن يشاركني القارئ أفكاري ويتحول لناقد حقيقي وليس مصفق ومؤيد لكل ما أنشره الهدف الأسمى هو أن نحول الواقع الافتراضي إلى فضاء واقعي وننشر المحبة والإنسانية ..
بعض الأصدقاء على صفحتي لم أكن اعرفهم وصاروا فيما بعد أصدقاء واقعيين كما وقد حققت انتشارا لا بأس به وصار لي اسم في الساحة الأدبية من خلال مواقع التواصل والنشر المشترك وتوثيق بعض المجلات والجرائد الالكترونية لما اكتبه ..وهنا لا بد أن أشكر وأوجه تحيتي لكل من أضاء على حروفي ونشرها أو وثقها وحضرتك منهم ..
وللتواصل:-
س14:- مشروعك المستقبلي – كيف تحلمي بة – وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة ؟
سبق لي الإجابة على هذا السؤال مشروعي الأدبي هو أن تصل كلماتي لأكبر شريحة من المتلقين وأن تترك فيهم أثرا إيجابيا ..أريد من خلال كلماتي أن أحظى بمحبة القراء وتقديرهم ..
س15 :- واخيرا ما الكلمة التي تحب ان تقوليها في ختام هذة المقابلة ؟
كلمتي الأخيرة هي لك أيها الأديب المثابر والكاتب الراقي والصحفي المتمكن الأستاذ الاديب المصري صابر حجازي ..شكرا من القلب لك صديقي لأنك أفسحت لي هذا المجال شكراً لإضاءتك هذه و للقنديل الذي تحمله رغم ضبابية وعتم هذا العالم ..
وأحب أن أهدي لك هذه الكلمات مع عبق الياسمين
بيني وبينك
مساحة للشعر والكلمات ..
بيني وبينك عمر القصيدة
في وعي الطفولة والشباب
ومداد من حبر السنين الغافيات
على كتف المدى
والشوق يمطر في العيون صبابة
وتزيد في وجع الحنين القافيات …
بيني وبينك
نهر من الدمع في زمن تاه فيه الحرف
وغاب في وجع السكات ….
بيني وبينك
سرب الأماني تلفحه الرياح الهوج
وتقتص منه السنة نار
وسيوف مغمودة في القلوب النازفات ….
غرقى تمد جناحها الأحلام
لتبصر النور في زمن الضباب
والعيون الباكيات ..
*الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
– اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية
– نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.