ولد هذا الرجل في المدينهالمنوره وتربي في كنف ابيه العباد الزهاد صوام الهواجر قوام الاسحار وباخلاق جده تخلق وراي فيه ابوه علامات التقي والهدي واخلاق القرآن فاحبه حبا جما وانشد فيه شعرا ردا علي من يلومه في حب ابنه صاحب هذه الحلقه فاخذ الاب يعلم ولده ويفقه في الدين ويمليه من كتاب الله ثم دفع به الي الحرم الشريف فتعلم وتفقه في الدين تحت رايه علماء وصحابه وتابعين وكان ولاه الامر يامرون القضاه اذا عرضت عليهم القضايا ان يدفعوا بها الي هؤلاء العلماء وكان اسعد القضاه حظا واطيبهم حديثا واقربهم الي قلوب الناس واوثقهم عند الخلفاء من ياخذ بمشوره هذا الرجل الذي نتحدث عنه.كان زاهدا في الدنيا وزينتها ولقد جرب خلفاء بني اميه ان يغدقوا عليه الخير كما فعلوا مع غيره ولكنهم وجدوه زاهدا بما في ايديهم...مستصغرا للدنيا وما فيها...جاء سليمان بن عبد الملك خليفه المسلمين مكه ليحج البيت ولما اخذ في الطواف راي الرجل الذي نتحدث عنه يجلس قباله الكعبه في خضوع ويحرك لسانه بالقرآن في خشوع ودموعه تسح علي خديه..فلما فرغ الخليفه من طوافه وصلي ركعتين توجه حيث يجلس الرجل وافسح الناس للخليفه حتي وصل وجلس بجوار الرجل حتي كاد يمس بركبته ركبته فلم ينتبه له الرجل لانه كان مستغرقا في ذكر الله والخليفه يرقب بطرف خفي ويلتمس فرصه يتوقف فيها الرجل عن التلاوه ويكف عن النحيب حتي يكلمه ..فلما جاءت الفرصه مال عليه وقال السلام عليك يا ابا عمر ورحمه الله...فقال وعليك السلام ورحمه الله وبركاته.. فقال الخليفه بصوت خفيض ..سلني حاجه اقضيها لك ياابا عمر...فلم يجبه الرجل بشيء. فظن الخليفه انه لم يسمعه فمال عليه اكثر وقال رغبت بان تسالني حاجه لاقضيها لك. فقال الرجل للخليفه..والله اني لاستحي ان اكون في بيت الله عز وجل ،ثم اسال احد غيره.. فخجل الخليفه وسكت ،ولكنه ظل جالسا في مكانه،،ولما قضيت الصلاه ونهض الرجل ليلحق برحله لحقت به جموع الناس هذا يساله عن حديث لرسول الله عليه افضل الصلاه والسلام...وهذا يستفتيه في امر من امور الدين،،،وثالث يستنصحه في شان من شؤن الدنيا..ورابع يطلب منه الدعاء...وكان في جمله من لحق به خليفه المسلمين سليمان بن عبد الملك فلما رآه الناس وسعوا له حتي حازي منكبه او كتفه كتف الرجل فمال عليه وهمس في اذنه قائلا..ها نحن اولاء قد غدونا خارج المسجد فسلني حاجه اقضيها لك...؟ فقال الرجل ..من حوائج الدنيا ام من حوائج الآخره..؟ فأرتبك الخليفه وقال ..بل من حوائج الدنيا... فقال له الرجل.انني لم اطلب حوائج الدنيا ممن يملكها،، فكيف اطلبها ممن لا يملكها..؟ فخجل الخليفه منه وحياه،وانصرف عنه وهو يقول..ما اعزكم آل الخطاب بالزهاده والتقي..؟ وما اغناكم بالله عز وجل...... بارك الله عليكم من آل بيت. امضي عزيزي القاريء متعجبا مره ومندهشا مره وباكيا مره وانا سائحا في بستان وسيره هذا الرجل الذي يشبه جده في الاعراض عن الدنيا والزهاده وكان يشبهه ايضا في الجهر بكلمه الحق مهما كانت ثقيله شديده التبعات،،وحتي لا اطيل عليكم وتكون الحلقات مقبوله وخفيفه ومفيده اختم سريعا..ذهب هذا الرجل الذي نتحدث عنه للحجاج لقضاء حاجه من حوائج المسلمين فرحب به الحجاج في مجلسه،، وبالغ في اكرامه.وفيما هم كذلك اذا اتي الحجاج بطائفه من الرجال شعث الشعور صفر الوجوه مقرنين في الاصفاد اي القيود والسلاسل فالتفت الحجاج للرجل وقال..هؤلاء بغاه مفسدون في الارض ،،مستبيحون لما حرم الله،، من الدماء..ثم اعطاه سيفه واشار الي اولهم وقال عليك به ...فقم واضرب عنقه.... فاخذ الرجل السيف من يد الحجاج ومضي نحو الرجل...وقد شخصت ابصار القوم نحوه تنظر ماذا يفعل...؟ فلما وقف امام الرجل قال له ..أمسلم انت...؟فقال نعم..ولكن مااانت وهذا السؤال...امض لانفاذ ماامرت به. فقال صاحبنا للرجل المقيد في السلاسل..وهل صليت الصبح...؟ فقال الرجل.. قلت لك اني مسلم،ثم تسالني ان كنت صليت الصبح..وهل تظن ان هناك مسلما لا يصلي..؟ فقال صاحنبا..اسالك أصليت صبح هذا اليوم....؟فقال الرجل..هداك الله قلت لك نعم..وسالت ان تنفذ ماامرك به هذا الظالم والا عرضت نفسك لسخطه..فرجع صاحبنا الي الحجاج ورمي السيف بين يديه وقال..ان الرجل يقر بانه مسلم ويقول انه صلي صبح هذا اليوم،وقد بلغني ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال(من صلي الصبح فهو في ذمه الله) واني لا اقتل رجلا دخل في ذمه الله عز وجل...فقال له الحجاج..اننا لانقتله علي ترك صلاه الصبح وانما نقتله لانه ممن اعان علي قتل الخليفه عثمان بن عفان.. فقال له صاحبنا..ان في الناس من هو اولي مني ومنك بدم عثمان..فسكت الحجاج ولم يرد جوابا.. عاش صاحبنا الذي تحدثنا عنه عمرا مديدا حافلا بالتقي..عامرا بالهدي واعرض فيه عن زينه الدنيا واقبل خلاله علي مايرضي الله..عزيزي القاريء الرجل الذي نتحدث عنه هو سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب