واجهت المعارضة الليبية المسلحة عقبات جديدة في سعيها للتقدم صوب العاصمة طرابلس بعد أن أصيبت مصفاة نفط قصفتها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بأضرار عطلت خط الإنتاج ، إلا أنها فى الوقت ذاته بدأت تدفع بخط المواجهة بضعة كيلومترات غربا صوب مشارف زليطن وهي بلدة تسيطر عليها قوات القذافي فيما يعد اقترابا أكثر من قوات المعارضة المسلحة من العاصمة الليبية معقل القذافي الواقع على بعد 200 كيلومتر إلى الغرب من مصراتة. وقال طبيب في مستشفى ميداني في الدافنية غربي مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية إن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب 12 على الأقل في قصف مدفعي كثيف متبادل. ويقول مقاتلون معارضون من مصراتة إن الحساسيات القبلية تمنعهم من مهاجمة زليطن وإنهم ينتظرون بدلا من ذلك أن يهب السكان المحليون. من جانبه أعلن حلف شمال الأطلسي أنه قصف -الثلاثاء- عربة مدرعة بها مدافع مضادة للطائرات شرقي طرابلس كما قصف منصة لإطلاق الصواريخ ونظاما آخر مضادا للطائرات. وجاء في بيان للحلف أن طائراته ضربت أيضا شاحنة صغيرة ودبابة ومنصة لإطلاق الصواريخ وعربة مدرعة في مصراتة ليلة الثلاثاء. وقال اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد مهمة حلف شمال الأطلسي "مثل هذه المعدات استخدمت لاستهداف السكان المدنيين في أنحاء ليبيا بشكل عشوائي." وجاء القتال الجاري إلى الشرق من طرابلس خلال توقف في قصف طائرات حلف الأطلسي للعاصمة الليبية وهو توقف استمر يوم -الثلاثاء- وإن كان التلفزيون الليبي قال إن الحلف قصف أهدافا في الجفرة بوسط البلاد. وقد أعلن شهود عيان أن القوات الليبية أطلقت عددا من صواريخ جراد من مواقع تسيطر عليها قوات القذافي عبر الحدود مع تونس يوم -الثلاثاء- دون أن تقع أي أضرار. وتسيطر المعارضة الليبية منذ فترة على معبر وازن الحدودي مع تونس مما خفف وطأة المعاناة الإنسانية على منطقة الجبل الغربي. وتسعى كتائب القذافي لاستعادة هذا المعبر. وكانت تونس قد حذرت في 17 مايو ايار الماضي من أنها قد تتقدم بشكوى ضد ليبيا لدى مجلس الأمن الدولي إذا واصلت ارتكاب "أعمال عدائية" ضدها. وقالت إن القصف ينتهك سيادة أراضيها ويعرض مواطنيها للخطر. وفى بلدة ككلة الليبية أعلن شهود عيان -الثلاثاء- أن قوات القذافي انسحبت من البلدة الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب غربي طرابلس مضيفا أن المعارضة تسيطر على البلدة الآن. وتابع الشهود قولهم إن قوات القذافي تراجعت إلى مواقع على بعد نحو تسعة كيلومترات من البلدة وإن المعارضة تقيم مواقع دفاعية تحسبا لهجوم مضاد. واندلع القتال في مطلع الأسبوع في بلدة الزاوية على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب من طرابلس وقال قادة المعارضة إن قوة الدفع في الصراع المندلع منذ أربعة أشهر تتحول إلى صالحهم. لكن أحد سكان الزاوية عرف نفسه فقط باسم محمد قال لرويترز في اتصال هاتفي يوم -الثلاثاء- إن القتال توقف وإن أيا من الجانبين لم يتقدم كثيرا عن مواقعه الأصلية. ويقول القذافي إن المعارضين ما هم إلا مجرمون ومتشددون من القاعدة ويصف تدخل حلف شمال الأطلسي بأنه عمل عدواني استعماري القصد منه هو الاستيلاء على نفط ليبيا. وتقول حكومات غربية إن انتهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما تحت ضغط حملة حلف شمال الأطلسي والعقوبات والانشقاق داخل النظام مجرد مسألة وقت. واعترفت ألمانيا بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ممثلا شرعيا للشعب الليبي يوم الاثنين مما يعطي دعما كبيرا لقادة المعارضة الذين يستعدون لإدارة البلاد إذا سقط القذافي. ويعتبر اعتراف وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله بالمجلس الانتقالي أثناء زيارة لمعقل المعارضة في بنغازي خطوة مهمة لأن المانيا نأت بنفسها عن الانزلاق في الحرب الليبية ورفضت المشاركة في العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي. واعترفت كل من فرنسا وقطر وإيطاليا ودولة الإمارات العربية المتحدة بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض. وقال فسترفيله في مؤتمر صحفي في بنغازي بعد الاجتماع مع أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الذي ينظر إليه كثيرون على أنه الحكومة القادمة "هدفنا واحد.. ليبيا بدون القذافي."** كما اعترفت كندا الثلاثاء بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا باعتباره ممثل الشعب الليبي. وقال وزير الخارجية جون بيرد امام مجلس العموم بينما كان يسعى لتمديد أجل مساهمة بلاده في مهمة حلف شمال الاطلسي في ليبيا "ستعترف كندا من الان فصاعدا بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي