ما يحزن ويدمي القلب الفهم العقيم للأمور عامة والسياسة خاصة وخصوصاً هذه الأيام التي كثر فيها الكلام في شيئين السياسة والدين . فأصبح الدين والخوض فيه متاح لكل شرائح المجتمع وهذا ليس عيباً ولكن العيب أن يتعصب كل فصيل لرأيه وكأننا في دوري مصري لكرة القدم وفيه يكون المرء متعصبا لفريقه في الحق وفي الباطل وهذا ينطبق أيضا على السياسه فالكل يرى أنه على حق ولا يريد حتى سماع الرأي الأخر والمخالف له وكأن الموضوع هو ساحة معركة يرفض كل فريق حتى مجرد التفكير في ما يطرحه الخصم وبالتالي وكما يفهمها لا يقبل الهزيمة وهذا شيء غريب جداً فالموضوع ليس هكذا أن أنتصر لفكرتي مهما كانت العواقب فعندما يتعلق الأمر بالعقيده والدين يجب على الكل أن يسمع ويفكر ويراجع نفسه ويطيع ولو أنه لابد أن يسمع ويطيع فوراً ولكن لهذا اللغط في الساحة نقول أن لهذا سبب واضح وهو أن الناس في معظما لا تعي أمور دينهم فضلاً عن أمور دنياهم فمثلاً عندما تكلم أحداً عن الدوله الإسلاميه فيقول لك مش عاوزين نخلط الدين بالسياسه وهو لا يفهم أن الدين جاء ليسوس الدنيا وفي الإسلام جاء القرآن ليكون دستوراً للحياه ولو أن الناس أرادت الفلاح والتقدم في الدنيا والأخرة لتخذوا من هذا الدين وهذا القرآن دستوراً أساسياً ولسوف يرون أن فيه حلاً لكل شيء . ولكن للأسف مفهوم الناس بالدوله الإسلامية أو الدينيه كما يحبوا أن يسموها هو المفهوم الغربي للدوله الدينية اللاهوتيه التي سادة في القرون الوسطى في أوربا وهذا يا خلق هوووو ليس هو المقصود من الدوله الإسلامية فالدوله التي نقصدها هي دولة مدنية بكل معنى المدنية من مؤسسات وقوانين مدنية ولكن تحرص هذه الدوله الشريعة الإسلامية وهذا موجود في الماده أثنين فعلاً والمطلوب هو تفعيلها فقط ولا أدري ما الضرر في هكذا دوله التي تضمن كل ما يتمناه المرء من عداله إجتماعية وحريه منشوده وثواب للمحسن وعقاب للمسيء والمقصر وحاكم غير معصوم وخاضع للمحاسبة وتحت طائلة القانون وطبعاً هذا لن يعجب الغرب ولا أمريكا وهذا مفهوم ولكن العجيب ألا يعجب بني جلدتنا وأخوانا لنا في الدين وفي الوطن وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم