أهم ظاهرة تجلت بعد هذه الثورة هي استبداد المصرين والتأسد على بعضهم البعض بعد أن كانوا يشكون استبداد الحكومة والنظام السابق . لتتحقق مقولة أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة . فالمصرين بصفه عامة يسمعون ويرون منذ أكثر من نصف قرن منهج واحد رافضاً كل المناهج الموازيه عن طريق آله إعلاميه حكوميه رهيبه والتي تدور في فلك الغرب وأمريكا ولا تقبل أي راي أخر وهذا بقوة الإعلام تارة وبقوة الأمن تارة أخرى ولهذا أفاق الشعب المصري بعد الثورة على فئات من الشعب المصري لم يكن متعوداً على رؤيتها على الساحة السياسية ولا حتى الساحة الإعلامية بهذه الصورة . ومن هنا نرى معظم فئات الشعب المصري عموماً والشباب خصوصاً يرفضون التيارات الإسلامية التي يرون أنها ظهرت فجأة رغم وجود هذه التيارات بل هذه التيارات هي أصل المجتمع المصري منذ مطلع القرن السابع الميلادي تقريباً في أعقاب الفتح الإسلامي لمصر . حتى أنهم نسوا في غمرة هذا التناحر قواعد الدوله اللبرالية والعلمانية وهي الديمقراطية والرأي والرأي الأخر لطالما تشدق منظرين هذه الدوله بهذه القواعد التي بالمناسبة يقرها الإسلام قبل هذه الدول العلمانية بزمن طويل . ووصل بهم الأمر أنهم لا يقبلون هذه التيارات في الحق وفي الباطل وحتى دون إبداء أي سبب وبدون أي منطق . حتى أن شباب الثورة أو بمعنى أدق شباب شرارة الثوره تخيلوا أن هذه الثورة ثورتهم ولا يحق لأحد أن يستفيد منها أو حتى يفتح فمه بمنجزات الثورة رغم أن الحقيقة التي يعرفها كثيراً مما شاركوا في الوقفه الأولى منذ 25 إلى 28 أن أحداً لم يتفوه بكلمه تعني من قريب ولا من بعيد بكلمة ثورة ولا أسقاط النظام وأن الوقفة لم تتحول إلى ثورة إلا عندما انضم إليها جميع شرائح الشعب المصري وجميع التيارات والتنظيمات على اختلاف ألوانها إلى المظاهرات . بدليل أنهم حتى ينكرون على من شاركوا أو صنعوا فعلاً هذه الثورة في الأسكندرية والسويس بقيادة بطل الثورة الحقيقي الشيخ حافظ سلامه وفي جميع مدن مصر من شمالها إلى جنوبها ويخيل لهم أن من صنع هذه الثورة هم من كانوا في ميدان التحرير فقط رغم أن من المشاركين في صنع هذه الثورة فعلاً ناس كانوا خارج البلاد بالمرة . ولذلك نرى من بعضهم هذا التعالي والشوفونيه التي تصل بهم لرفض كل ما هو إسلامي على اعتبار أن من قاموا بالثوره هم من شباب الفيس بوك من وجهت نظرهم طبعاً حتى أنهم يمارسون الاستبداد في أقبح صوره تصل إلى قبح غير معقول . والسبب الأخير في هذه النتيجة المحزنه هو الجهل بأبسط أمور دينهم الإسلام الحنيف وقبلوا على أنفسهم أن يكونوا بغبغوات يرددون ما يتشدق به الغرب بل يتبنون ما هو أقبح ما يتبناه الغرب نفسه . ولكن الحقيقة الثابته هي أننا سوف لن نكف أبدأ ما حيينا عن الدعوه بالتي هي أحسن والأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر مهما كانت النتيجة فنحن لسنا طلاب دنيا ولكن نعمل في الدنيا ما يوصلنا إلى مرضات ربنا والله الموفق والهادي وندعوا الله أن يحفظ مصرنا وسائر بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن ويهدي شباب المسلمين ويولي علينا من يصلح .