عندما كنت في السادسة من عمري ولا أفقه شيئا في السياسة كانت أحب الخطب إليّ خطب الرئيس السادات، وإذا سمعته يتحدث أترك كل شيء لأنصت له بل كانت أمتع لحظات حياتي، وحاولت عندما كبرت أن أفسر ذلك فلم أجد سوى سبب واحد أني كنت أرى فيه مصر العزة ومصر القوة ومصر الشجاعة. وعندما قامت الثورة كان قبلها اليأس أحاط بنا، وتحول إلى قيود حديدية لا تنفك حول عقولنا، وعميت أبصارنا من الإحباطات المتكررة من النظام الفاسد حيث أفسد كل شيء جميل، فإذا نظرت يمينا وشمالا لا تجد سوى اليأس، فمنّ الله علينا بثورة مباركة ففتحت باب الأمل لكل مواطن شريف حريص على تقدم بلده. ولكن مع إنجازات الثورة المباركة بزغ نجم آخر بضياء متميز وطاقة مبدعة، هو نجم العلم المتمثل في أحمد زويل، عندما تنصت لمحاضرته في الجامعة الأمريكية تجد نفسك أمام أعذب لحن تسمعه في حياتك، يكفينا من هذا اللقاء كم الأمل الذي ملأ القلوب، وسيطر على العقول، تجد نفسك أمام أمل يحقق الأحلام إلى واقع، ينقلنا من التخلف إلى التقدم ومن الفقر إلى الغنى ومن الكسل إلى العمل ومن الذل إلى العزة ومن الضعف إلى القوة ومن الاحتقار إلى الرفعة، أمل متجدد مشرق تكلم به أحمد زويل فمكث الملايين ينصتون إليه كأن على رؤوسهم الطير. ثم يتولد أمل من أمل وتشرق سعادة أخرى عندما ترى هؤلاء الشباب المبدع المتحمس المفعم بالأمل وهو يعرض مشروعاته ومقترحاته لتحقيق التقدم العلمي لمصر وانتشالها من ظلمات التخلف وغيابات الجهل، فلا تكاد تفعل شيئا سوى أن ترفع قبعتك تحية لهم، وتتمنى أن تكون واحدا منهم، وتشكر الله عز وجل أن هؤلاء أبناء وطنك. د.أحمد زينهم [email protected]