اخترنا لكم : قطر " زعيمة الثورات .. مجلس الشورى بها معين ..تناقض بين الداخل والخارج د. رفعت سيد أحمد ( مصر ) الجمعه 3/6/11 م ... يقول المثل (إن فاقد الشىء لا يعطيه) ، إلا أن إمارة قطر ، صاحبة قناة (الجزيرة) تزعم غير ذلك بشجاعة لا تحسد عليها ، لقد أشاعت (الإمارة) عن نفسها ، وعبر بعض من تستضيفهم فى قناتها المذكورة من سياسيينا ومثقفينا ، أنها زعيمة ربيع الثورات العربية الجديدة (والتى بالمناسبة نصفها ثورات أمريكية زائفة صنعها الموساد وال C.I.A) ، وأن أداتها فى ذلك هى (الجزيرة) ؛ وشرعت (قطر) تمارس تخريباً معنوياً وسياسياً هائلاً تجاه أغلب البلاد العربية المستقرة منها وغير المستقرة ، وكله باسم (الثورة) رغم أن الثورة بريئة من كل ما تقوم به هذه (الإمارة بالسوء) حول هذه الظاهرة الخطرة والأدوار المشبوهة ، دعونا نسجل ما يلى لعل من استهوتهم شياطين قناة الجزيرة من سياسيينا وثوارنا ، أن يستفيقوا ويدركوا أن كل ما جرى هو استخدامهم بذكاء وخبث إعلامى ، للعب دوراً ما ، فى استراتيجية أمريكية / قطرية أكبر مما يتصورون : أولاً : يعلم الخبراء السياسيون أن قطر التى تزعم قيادة ثورات الربيع العربى ، ليس بها مجلس شعب أو شورى منتخب ، ولكن بها مجلس (شورى معين) من قبل أمير (حاكم الإمارة) جاء أصلاً إثر انقلاب مسلح على والده المسكين ، ولم يكتف بالانقلاب عليه وإهانته بل طرده خارج البلاد شر طردة ، ويعلم الخبراء أن ثمة صراعات مشتعلة الآن على الحكم فى تلك الإمارة (زعيمة الثورات العربية الجديدة) ، هذا هو تحديداً الواقع القطرى الديمقراطى المزعوم ، فهل يجوز عقلاً وأخلاقاً أن يقود (ربيع الديمقراطية) فى العالم العربى ، من يفتقدها أصلاً وواقعاً فى بلاده ؟ ولماذا صمت كل من استضافتهم قناة الجزيرة من مثقفينا وثوارنا على هذه الحقيقة، وعن مجرد التلميح لها ؟ هل هو النفاق السياسى لقناة مشبوهة وذات صلة بالمخطط الأمريكى لتفكيك مصر وليس لإسقاط النظام فحسب ؟ لماذا لم يجرؤ أحدهم على مجرد المقارنة والتساؤل بين واقع قطر اللاديمقراطى المعين فيه مجلس الشورى ، وبين ما نطالب به حكام سوريا وليبيا واليمن ، ومصر وغيرها ؟! . ثانياً : تزعم قناة الجزيرة ، وشقيقتها قناة (العربية) أن لهما دوراً كبيراً فى تثوير الناس فى مصر وتونس وباقى البلاد العربية التى تشهد اضطرابات وثورات ، وهذا رغم كونه غير صحيح ويهين الثوار ويفقد الثورة أسبابها الحقيقية ليحيلها إلى أسباب زائفة ، ويثير تساؤلاً : لماذا إذن لم نر هذا الدور لهاتين القناتين داخل قطر والسعودية خاصة والشعوب هناك مقهورة ومظلومة ؟ وهذا سؤال له احتمالين : الأول أما أن من يتبنى فكرة الدور الإعلامى المؤثر لهذه القنوات فى الثورات، لا يريد كشف المستور فى بلاد الأمراء ونظام الكفيل العبودى ، والفساد المستشرى (هل بلغتكم أحدث الفضائح : فضيحة الفيفا وبن همام) ، أو أنهم يكيلون بمكيالين ؛ مكيال للدول الأخرى التى يريدون تفكيكها وليس إسقاط الأنظمة بها ، ومكيال لمماليكهم التى تصغر إلى جوارها فى مجال الحقوق والديمقراطية (جمهوريات الموز) الشهيرة ، إنه التناقض البين الذى يحتاج إلى ضمير مهنى وسياسى وأخلاقى تتصف به عادة الوسيلة الإعلامية الجادة ؛ ولكن أين نجد كل هذا فى (جزيرة) قطر أو (عربية) السعودية ؟ . ثالثاً : إن الحقائق الجديدة القادمة من قطر الزعيمة المدعاة لثورات الربيع العربى (الفشنك) ، تقول أن ثمة صراعات سلطة وحكم بين الأمير وزوجته وابن عمه (حمد بن جاسم) وأن ثمة مطالبات حقوقية واسعة للعمالة الأجنبية خاصة الآسيوية بعضها رُفع إلى المنظمات الحقوقية الدولية ، وأن هناك أيضاً تذمر واسع لدى قطاعات من الجيش والمثقفين ورجال الدين (من غير عينة شيخ قاعدة العديد الذى بلغ من العمر أرذله ولكنه لايزال ساكت عن الحق ولا يفتى إلا بأمر الأمير ولصالحه ولصالح واشنطن !!) وهذا التذمر جاء بسبب الوجود الإسرائيلى والأمريكى الواسع فى الإمارة ، ولكنه مكتوم ويبعد عن وسائل الإعلام المحلية والعالمية ، ترى أين ديمقراطية قطر ، وإعلامها و(جزيرتها) ، لإبراز كل هذه التناقضات والصراعات ؟ وهل التكتم عليها سيكفى لكى لا تنفجر يوماً ما ؟ التاريخ يقول لنا ، أن الأمر غير ذلك ، وأن هذه الإمارة كما هى مملكة آل سعود (أصحاب الأدوار الخبيثة فى تفجير وليس تثوير) المنطقة لصالح تل أبيب وواشنطن ، سوف تنقلب عليهما قريباً ، وساعتها ستكون ليس مصداقية (الجزيرة) و(العربية) وحدها على المحك ، بل تلك النوعية من مثقفينا وسياسيينا وشيوخنا وثوارنا الذين سكتوا ولم يسألوا – مجرد سؤال – عما يجرى فى (ممالك العبيد) تلك من انتهاك للحريات ، ومصادرة للحقوق ، وتبعية للإسرائيلى والأمريكى وقديماً قالوا : إن غداً لناظره قريب .. والله أعلم !! E – mail : yafafr@hotmail . com مقتبس من الاردن العربي وفاء الزاغة