........ رحل في 21 مايو سنة 1983 في الثانية والأربعين من العمر وترك كلمات تفيض عذوبة ووطنية وستبقي كلماته معبرة عن زمن جميل مضي ومضي كل رموزه وبقي حسن الأثر!!.......أتحدث عن الشاعر (أمل دنقل) صاحب (لاتصالح) و(الكعكة الحجرية) و(كلمات سبارتاكوس الأخيرة) وغيرها مما بقي من كلمات صادقة لاتفارق الخاطر. ......من يتابع أشعار أمل دنقل يجد أن قصيدته ( الكعكة الحجرية) التي كتبها أثناء مظاهرات الطلبة سنة 1972 حيث كانت مصر تعاني من حالةاللا سلم واللا حرب وتبغي الخلاص لأجل تحريرأرضها و محو آثار نكسة يونيو سنة 1967 بعد ان تأخر عام الحسم في العهد الساداتي الي السادس من أكتوبر سنة 1973!وكانت أجواء ظهورها أشبة بمسببات ثورة 25 يناير المجيدة ....... يبقي أمل دنقل هو الغائب الحاضر وقد رحل بعد أن كتب قصيدته الرائعة (لاتصالح) وكأنه كان مطلعا علي الغيب فليس لاسرائيل عهد وقد صدق عندما قال( لاتصالح ....ولو منحوك ذهب!....أتري حين أفقأ عينيك...ثم أثبت جوهرتين مكانهما ...هل تري؟....هي أشياء لاتشتري!! *** هو أمل دنقل الذي رحل وترك كلمات معبرةلاتفارق الخاطر!! *** في ذكري رحيل (امل دنقل) أتذكر قصائده الحزينة التي كتبها في المستشفي حيث كان يعالج وحملت رقم غرفته التي كان يعالج فيها وتحمل رقم 8....وتبقي اوراق (الغرفة رقم 8 )أليمة وهو ينعي فيها نفسه وقد كان يشعر بدنو أجله! *** في ذكراه سيبقي أمل دنقل -حيا في قلوب محبيه-وسيبقي في مصرالأمل لحين بلوغ مرادها فهي مصر التاريخ والحضارة التي لن ولن يتعكر صفوها أبداوسوف تنل ماتستحق وان طال الانتظار! **** أختتم بأروع ماكتب أمل دنقل-أوراق الغرفة رقم 8وقصيدة(ضد من؟!) ----ضِّد من ؟ --في غُرَفِ العمليات, -كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ, -لونُ المعاطفِ أبيض, -تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات, الملاءاتُ, -لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن, -قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ, -كوبُ اللَّبن, -كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ. -كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ! -فلماذا إذا متُّ.. يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ.. بشاراتِ لونِ الحِدادْ? --هل لأنَّ السوادْ.. هو لونُ النجاة من الموتِ, لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ, *** ضِدُّ منْ..? ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?! *** بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء.. الذينَ يرون سريريَ قبرا --وحياتيَ.. دهرا وأرى في العيونِ العَميقةِ --لونَ الحقيقةِ لونَ تُرابِ الوطنْ! **** في ذكري رحيله رقم 28 سيبقي (أمل دنقل) حيا فينا ماحيينا!!