انها لكارثة تلك التي تقوم بها الشعوب من تغيرات وتحولات داخل الوطن الواحد , بل واكبر كارثة عندما تتحول هذه التحولات والتغيرات الي العدول عن مبدأ الوطن الواحد والاتجاه الي تحويل الوطن الي دويلات او اوطان داخل الوطن الواحد الكبير . فما تشهده البلاد الان من انقسامات واختلافات بين ابناء بني الوطن الواحد سواء اكانوا مسلمين او اقباط , اخوان او سلفيين , معارضين او موالين للنظام السابق تعد في حد ذاتها كارثة حقيقية من اثارها ان تنقسم البلاد ويتحول الوطن الام الكبير الي عدة اوطان يمثل كلا" منها وطن بمبادئه وشعاراته وميوله الطائفية والسياسية . بل والاشد كارثة ان تظن كل دويلة من هذه الدويلات غير الشرعية انها هي المثلي وانها هي الاصح وانها علي صواب مع احقيته في عدم الاعتراف بالاخر بل وبمقاومته ومحاولة اخراجه من الهيكل الكلي للدولة الكبيرة وان يجعل من نفسه واصيا" علي دويلته وعلي باقي الدويلات الاخري ايضا" غير الشرعية وذلك بكل تاكيد من وجهة نظره المغلوطة . شيء مخزي ومحزن ان احدا" يتصور هذا السيناريو الدراماتيكي المشمول بالعار في جبين كل من يريد هذا. وللاسف هذا السيناريو تريد تحقيقه مجموعة من الاغبياء المحاطين بالافكار السوداء التي ستجعل منهم وباذن الله عبرة" لمن يعتبر . وما اريد قوله بل واشدد عليه اننا عشنا وسنظل وطنا" واحدا" اخوة" متحابين تحت راية" واحدة" داخل وطن واحد يحكمنا قانون واحد وتحكمنا تقاليد واحدة مهما ارادوا ومهما حاولوا . فما نراه الان من وقفات احتجاجية , ومن مطالب فئوية , ومن ممارسات فردية سواء اكانت طائفية او نوعا" من انواع البلطجة وفرض الراي بالقوة واخذ ما للغير بدون وجه حق , ما هي الا سحابة سوداء وستذهب وتمضي في سلام , وسيسود العدل والاحب والاخاء بيننا , وسنتساوي جميعا" في كل شيئ لا فرق بين احد واخر . وعلي القائمين علي ادارة هذا الوطن الواحد الكبير , ان ياخذوا في الاعتبار وبكل قوة محاولة المغرضين من تقسيم هذا الوطن الواحد الكبير . وان يتصدوا وبكل قوة الي الذين من مصلحتهم تحويل هذا الوطن الكبير الي عدة اوطان لكي تتحقق مصالحهم الشخصية ولكي يفرضوا قوانينهم الخاصة ولكي يسعوا في الارض فسادا" وتخريبا" , سواء اكانت مصالحهم طائفية ام سياسية ام مادية , والا نعطي لاحد منهم فرصة لتحويلنا الي وطن مسخ يدار بمبدأ انا ومن بعدي الطوفان .,,,