من الجميل أننا نعتز بالتعليم العالي الذي نحصل عليه، بالرغم من وضعنا مع الاحتلال القذر إلا أننا نجحنا وخضنا التجارب بهجرتنا ونزاحنا وإبعادنا بأن نواكب جميع العصور والتطورات، وأن نطور من أنفسنا علماً وعملاً، والحمد لله فهو فخر وعز لنا بفلسطيننا الأبية وعاصمتها القدس النقية.. أجل نحن منكوبون باحتلال مقيت، ونعيش في حالات تعسف كبيرة من قبلهم، فكل يوم أسير وأكثر، ولكن يولد كل يوم بدلاً منه ألف بطل.. في سجون الاحتلال تسجن حريتنا، إلا أننا مازلنا نحتفظ بكياننا بأننا الشعب الجبار الذي لا يلين في أي حال من الأحوال.. فجعلنا من مأساة أرضنا وسجننا العز والفخر، بل وصنعنا مجداً لا يخطر على بال شياطين الاحتلال.. حوّلنا سجونهم إلى قلاع فكرية ومدارس لمحو الأمية، وأكاديميات ثورية تخرج أعظم الرجال.. وعلى مدار سنوات الاحتلال منذ النكبة الأولي، كان توفيق زياد وأمل حبيبي وسميح القاسم ومحمود درويش قد أبدعوا من قعر محيط المعتقلات في الداخل الفلسطيني.. واليوم وفي هذه الأيام ومنذ النكسة بعد هزيمة 1967م، أبدع المبدعون وتخرجت آلاف الأدمغة الفلسطينية من غياهب السجون، بل وأنتجت فكراً مقاوماً ساعدنا كشعب على الصمود.. إن أغلب قياداتنا العريقة دخلوا تلك السجون وتخرجوا عظماء، فأنارت دروبهم العلوم، ومن هناك علموا أجيال تقود العمل والمقاومة من داخل الأكاديميات الثورية والنضالية.. النضال تفوح رائحته من قلب السجون، وخلف القضبان يقبع داخلها قادة نفتخر بهم، قادة بحق هم أصحاب قوة وحضور.. فهناك قائدنا الثوري مروان البرغوثي الذي تغيب عنا جسدياً، لكن مازالت روحه ترفرف بأجنحة الحرية.. صاحب الثورة وصاحب الفكر حيث شارك بكل مراحل النضال، بل وأنشأ جيل الانتفاضة القديرة، وأدار العمل المقاوم من داخل عرينه.. هكذا هم القادة يولدون عظماء ويبقون عظماء، فمهما فعل العدو بنا سنبقي نحاربهم بأفكارنا وقدراتنا بمقاومينا وبأسرانا، بشهدائنا وجرحانا.. فكل التحية لمن هم عظماء تحت تراب الأرض، وكل التحية للقادة العظماء القابعون خلف قضبان الاحتلال العفن..