الرئيس محمود عباس قائد الشعب الفلسطيني وهو ربان السفينة الفلسطينية، شاء من شاء وأبى من أبى، يقود فلسطين وشعبه إلى بر الأمان بالرغم من العواصف الهوجاء العاتية، والمواج المتلاطمة في الساحة الفلسطينية، فكم من أزمات وعقبات ومنعطفات خطيرة عصفت في الساحة الفلسطينية، فتجاوزها بحكمتة ويقظتة وصلابتة وفطنتة السياسية القوية في أحلك الظروف وأصعبها، عندما كانت تحبس الأنفاس، وتعز الرجال، فاصبحت بصيرتة ثاقبة تؤكدها وقائع التاريخ وواقع الحال، فهو القائل دوما "وحدتنا رمز عزتنا"و"بالوحدة الوطنية نختصر الكثير من الألام والتضحيات" قائد مسيرة الشعب الفلسطيني يواصل محادثاتة مع جميع ألوان الطيف السياسي من أجل تمتين البيت الفلسطيني وتقوية أواصر المحبة والأخوة بين الكل الفلسطيني، ففلسطين التي احبها وترعرع بها حراً، فهو ينتمي إلى هذه القضية (أرضاً وإنساناً وهوية) ولديه إيمان مطلق بوجوب رص الصف الفلسطيني، وإعادة اللحمة والوحدة لها. أرض الكنانة تحتضن " الرئيس عباس" وقيادات الشعب الفلسطيني من أجل المصالحة التاريخية بين الأخوة في حركتي حماس وفتح، من أجل رص الصف الوطني وإعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية من الأخطار المحدقة بفلسطين وقضيتها المركزية. الرئيس أبو مازن وقيادة الشعب الفلسطيني يؤكدون دوما وأبدا على أن الإحتلال الإسرائيلي لا يجوز أن ينام على حرير الوقت، ولا يعقل أن يساومهمهم على ثوابتهم المقدسة بالحرية والإستقلال واقامة الدولة المستقلة. ففلسطين كلها بشعبها وقيادتها وحكومتها لابد وأن يقفوا كلهم صفا واحدا وجسدا واحدا لمواجهة هذه التحديات الجاسمة امامهم من العدو الصهيوني، والعمل سوية بروح الوطن الواحد, فهكذا هي أخلاقنا الفلسطينية وهكذا هي صفات شعب فلسطين العظيم, الشعب الذي صفحات تاريخه وحضارته منذ مئات السنين أثبتت وتثبت إنه شعب لا يقبل إلا أن يكون فوق القمة دائما, أهل الكرم والحمية والنخوة والنشامى. إن الظروف التي تشهدها المنطقة من أحداث ضبابية تهدد بالخطر والفتنة على الصعيد الإقليمي، والتي كادت بين الحين والأخر أن تعصف بنا كأسرة فلسطينة، ومن خلال قراءتنا لسيناريوهات وأجندات بدت تطفو على السطح. فعندما تبدأ الأحداث بأي شكل من أشكالها تمس واقعنا بشكل عام وبشكل سلبي وخارجة عن إرادتنا الحالية, فان فلسطين كلها بشعبها وقيادتها وحكومتها وفصائلها المناضله، لابد وأن يقفوا صفا واحدا وجسدا واحدا لمواجهة هذه التحديات والعمل سوية بروح الفريق والوطن الواحد, لحماية ثوابته وقرارة وممتلكاته وكيانه ووجوده بكل ما تحمله تلك الكلمات من معاني لتبقى ديمومته مستمرة. إن الحوارات والمكاشفات والمصارحات الداخلية الدائرة بين الأخوة الأشقاء في "فتح وحماس" والتي في جوهرها هي أمر حيوي، وضرورة لترتيب البيت الفلسطيني والوصول إلى الهدف المنشود، بمزيد من التقدم والإزدهار والنمو والرخاء, والمحافظة على الثوابت الوطنية الرئيسية لفلسطين, وهذه هي صفات الشعب العربي الفلسطيني على مر التاريخ. لذلك نرى جليا أن الإحتلال يعمل على إضعاف قوة الشعب الفلسطيني، وكسر إرادته, حتى يصبح شعبا غير قادر على المواجهة والتصدي وإقامة دولتة المستقلة. هذا الشعب الذي تعرض في السنوات الأخيرة من عمر الإنتفاضة لمختلف أنواع الضغوط والمؤامرات من أجل تمرير العديد من القضايا الجوهرية التي ستؤثر في وجه المنطقة الفلسطينية بشكل خاص والمنطقة العربية والأوسطية كلها. هذا الشعب الذي ما ننفك ونسمع بين الفينة والأخرى وبشكل مستمر منسق دعوات ممن يحاولون تعكير صفو العلاقات الفلسطينية الفلسطينية وتخريب الساحات العربية والفلسطينية من خلال المؤامرات والدسائس، ويطالب فيها بضرورة إلغاء وشطب هذا الشعب وهذا الكيان وهذه الدولة, هذا الشعب الذي يحاولون أن يركعوه وأن يجبروه على القبول بأي نوع من أنواع التسوية. هذه الأرض الطاهرة المباركة التي يحميها الله دائما ويرعاها بعين لطفه وإرادته, أبت وستأبى دائما وأبدا إلا أن تكون حرة أبية ترفض الخنوع وترفض الإستسلام، ما كان لها أن تكون على وجه الخليقة حتى يرث الله الأرض وما عليها. لا ننكر نحن معشر الفلسطينيين بأنه لا يوجد خلافات وإختلافات بوجهات النظر بيننا، فنقول نعم بيننا ما بيننا من خلافات, وبيننا ما بيننا من أحكام وللنظر وجهات, وبيننا ما نختلف عليه كثيرا, وبيننا من نتفق عليه ولكن فوق هذا والأهم أنه بينا وطن يرعانا ونرعاه, يسكننا ونسكنه, بينا وهو الأهم فيما بيننا "فلسطين" الأمل والإستقلال والدولة الفتية، فلا فوق فلسطين من نضحي من أجله إلا صاحب الأرض والخليقة خالقها, لذلك لن نرمي شيئا وراء ظهورنا ولن نقصي من أفكارنا ما أختلفنا فيها, ولكننا ساعة الجد نشمر عن سواعدنا ونطلق للشمس جباهنا، وبساعة الجد يبرز معدنك الحقيقي أيها الشعب الفلسطيني، بشهدائك وجرحاك واسراك، بمدنك وقراكي وحواريكي وازقتك التي عانت الويلات من بني صهيون. لذلك لا نبالغ إن قلنا إننا نعول على رئيسنا وقيادتنا الفلسطينية وعلى رأسهما الرئيس "ابو مازن" ونقول يا "أبو مازن" إعقل وتوكل وإمضي بشعبك وقضيتك نحو بر الأمان, ولن تجد من أحرار الوطن وشجعانه ومناضليه إلا كل دعم ومساندة بقول وعمل. كن واضحا جليا وأرفض الظل وأشباه الرجال الذين يسكنوه دائما, هذه ساعة يظهر فيها معدن الرجال الحقيقي, هذه الساعة التي حين آتت سابقا سطرت أسماءا خُلدت إلى الأبد, فلا تترك هذه الساعة تمر عليك يا أبو مازن دون أن تُخلد فيها عملا وفعلا, فالأرض التي أنجبت "أبو عمار والشقاقي وياسين وأبو على مصطفى والنجاب وأبو العباس وحيدر عبد الشافي" أمثلة لا حصر لها, هي أرض فلسطينية ولادة لن تكون عقيمة أبدا, ما إعتادت إلا ان تنجب أبطالا. لذلك فمن الأساس هنا التركيز على التكامل والتنسيق فيما بيننا في نطاق دوائر الوضع الذاتي جميعها، ومنها الإتفاق التاريخي للقوى الوطنية والإسلامية، حيث يجب أن لا تتضارب المجهودات أو تتناقض أو يكون بعضها على حساب البعض الآخر، فليس من حق أحد هنا أن يقع في الخلل، وليس من حق أحد هنا وهناك أن يضعف وتائر الصمود والتحدي ورص الصف الوطني الفلسطيني، وليس من حق أحد أن يخل بمسيرة الوصول إلى هدف أقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة الاجئين المسحوقين هنا وهناك. فإن الوحدة الوطنية هي الأساس كما يقول قائد مسيرتنا"ابو مازن"، وينبغي أن تبقى الأساس وخندق صمودنا. فنحن نثق أن صمودنا وتضحياتنا ستنتصر، ولكن بوحدتنا الوطنية سنختصر الكثير من التضحيات وستساهم في اختصار الوقت وتعزيز النتائج. وإنطلاقا من ذلك ولأهمية عامل الزمن في صراعنا مع الكيان الاسرائيلي الذي يرفض إرجاع حقوقنا الوطنية، فمن الأهمية بمكان الحفاظ دوما وأبدا على جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية وهذا لن يتحقق الا من خلال الإدارة السليمة والايمان المطلق بالهدف بين جميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني كتفا بكتف مع الجماهير، في اطار التمسك بالنظام والقانون وتحت رعاية قائد مسيرتنا الاخ الرئيس ابو مازن الذي يستحق منا كل الاحترام والتقدير والدعم المطلق والمستمر. كاتب وصحفي فلسطيني عضو نقابة الصحفيين والكتاب الفلسطينيين [email protected]