التسامح يعرف بضده التعصب ومصدر التعصب فى التاريخ الإنسانى وهو عصب الفكرة الشمولية الاحادية سواء كانت دينية أو وضعية ونجد التسامح بمعناها العالمى استناداً إلى الإعلان العالمى لمبادئ التسامح فى الاحترام والقبول بالآخر، وتقدير ثراء التنوع الحضارى فى الثقافة الحضارية والمحلية والعالمية، وهو يعزز بالمعرفة واختلاف الآراء وكثافة الاتصال وتأصل حرية التفكير والمعتقد. والتسامح فى اللغة يعنى أن تتغاضى على خطأ ارتكبه آخر، أو التساهل فى حق، أو الصبر على إساءة ما. بيد أن المصطلح اتخذ أبعاداً غير الأبعاد اللغوية وصار يعبر عن موقف ثقافى/ اجتماعى. وفكرة "التسامح" نفسها تبدو نابعة من ثقافة "غير متسامحة" فى جوهرها. كيف؟! والناظر فى تراث الثقافة العربية والإسلامية بوجه عام، وفى الأدبيات السياسية والاجتماعية بوجه خاص، لم يجد هذا المصطلح مستخدماً، وإنما سيجد حديثاً عن الحقوق والواجبات. وفى الإدارة المالية والضرائبية سنجد مصطلحاً مشابهاً هو "المسامحة" بمعنى إسقاط الضرائب المستحقة للدولة نتيجة ظروف طارئة. ولم يدخل المصطلح حياتنا الثقافية سوى فى العقود الأخيرة متسرباً من ترجمات الأعمال الأوربية والأمريكية لينضم إلى قائمة المصطلحات والمفاهيم التى تنتجها الثقافة الغربية ونستهلكها دونما وعى! وبترسخ مفهوم التسامح يعنى أن المرء حر فى أن يتمسك ويتقيد بقناعاته مع قبوله قناعات الآخرين ومع الحق فى الاختلاف الطبيعى فى قيمهم وسلوكهم ومواقفهم وأن لا يفرض الرأى الواحد على الآخر! ومن هنا تكمن أهمية الدعوة إلى تأصيل سياسة التسامح فى قوانين وثقافة المجتمع لمكافحة مظاهر التعصب الدينى والقومى والوطنى ورفض الإقصاء والابعاد والتهميش والتمييز بكل أنواعه وألوانه الذى كان نتيجه حتميه لسياسة النظام السابق الذى شعر الشب فى عهده بالاهانه تفوق الاهانه التى تعرض لها فى عهد الاحتلال من خلال اعتماده على جهاز امن الدوله الذى ورثه عن الاحتل اليرسخ مفهوم الدوله البوليسيه ثم جأت ثورة 25 يناير لتزيل كل اثار التراكمات التى شوهت صورة الشعب المصرى فى الداخل والخارج إن التسامح واللاعنف فى علاقتنا البسيطة بما حولنا ومع غيرنا تصنع خطواتنا بكثير من النجاح والنزاهة والعدل وتتسع دائرة مداركنا فتتقلص مساحة الجهل بالآخر وتزيد تعميق تجاربنا بما تحقق الكثير من النجاح ولن يتم ذالك الا من خلال ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتعاون وهي القيم الأساسية في الدولة المصرية القادمة لا محالة ان شاء الله . اعداد / محمود خالد عبدربه الجزايرلى باحث فى التاريخ الحديث والمعاصر