السيد الفقى بطل الكاراتيه الذهبي يستعد لدورة الألعاب الافريقيه (بتسوانا مايو 2014)

السيد الفقى --- نبت طيب من ريف مصر ما أن تتطلع فى وجهه إلا وتعلن ملامحه عن أصالة وشهامة فلاحين مصر الشرفاء شاب دمث الخلق يعتز بنفسه أيما اعتزاز ولما لا وهو يعد حالة خاصة فى المجال الرياضى نظرا لأنه من الاعبين القلائل الذين قاموا باللعب فى منتخب الكبار والشباب معا لبراعته الرياضية فقد استطاع ابن قرية كمشيش بمحافظة المنوفية أن يحفر لنفسه مكانا ومكانة بين نجوم الكاراتيه الكبار ليصبح علامة بارزة فى مجال اللعب والتدريب معا.
وبعد إنجازاته فى الموسم السابق 2013 مع منتخب مصر للناشئين تحت 16 سنه تم تكليفه من الاتحاد المصري للكاراتيه بشرف تدريب منتخب مصر للشباب تحت 18 سنه موسم 2014 استعدادا لدورة الألعاب الأفريقية ( بتسوانا مايو 2014 ) فحرصنا على لقائه للاقتراب من عالمه الرياضى والانسانى وللتعرف على طموحاته المستقبلية فى مجال التدريب باعتباره نموذجا مشرفا للشباب المصري الذى أتى من أعماق ريف مصر ليصبح نجما ساطعا فى عالم الكاراتيه المصري والعالمي .
• نبدأ من البداية --- الطفل سيد الفقى كيف نشأ ومتى مارس الرياضة ؟
• قال : أبى مهنته سائق وامى ربة منزل لم يتعلما ولكنهما كانا حريصين اشد الحرص على تعليمي أنا واخو تى من بداية الكتاب عند الشيخ المحفظ وحتى الجامعة لم أمارس اى رياضة إلى أن وصل عمري عشر سنوات وحينما كنت فى الصف الرابع الابتدائي مررت أمام مدرسة محمد عبد الله الفقى الابتدائية بكمشيش وإذا بي اسمع صوتا عاليا وصيحات
• هل كان هذا الصوت هو صيحات الكاراتيه ؟
• نعم--- نظرت من الباب الحديدي لأرى شكلا جميلا للاعبين يرتدون زيا موحدا ابيضا وأحزمة ملونة ويؤدون بشكل منتظم وقوى ويقودهم قائد واحد وهو الكابتن حسان بيان رحمه الله فأنشرح صدري للمنظر وأحسست بفرحة كبيرة وسارعت بالدخول وسؤال المدرب – هل لي أن أشارك والعب هذه اللعبة ؟فرد المدرب : نعم تستطيع وادخل اليوم ومن الغد حاول أن تشترى بدلة كاراتيه --- ومن هنا فقط عرفت اسم هذه اللعبة ( كاراتيه )
• اذا ---- ماذا حقق الشاب سيد الفقى من بطولات فى البدايات ؟
• فى البدايات تدربت كاتا وحصلت على المركز الثاني تحت عشر سنوات والثاني تحت اثنى عشر والأول فى السنه الثانية تحت اثنى عشر وكان وقتها تبدأ مسابقات الكوموتيه من سن أربعة عشر وقلت للمدرب أريد أن العب كوميتيه – فقال سنك صغير فألححت عليه فادخلنى فحصلت على برونزية أربعة عشر سنه وأنا فى سن اثنى عشر – وكانت هذه البطولة بداية رحلتي فى الكوموتيه وانقطاعي عن الكاتا ثم انتقلت عند الكابتن إبراهيم البربري بعد انشغال الكابتن حسان بيان عن التدريب وواصلت معه لمدة سنتين وبعدها سافر إلى السعودية وأنا فى سن الخامسة عشر
• اذا استعدادك النفسي عجل معك فى رسم طريق البطولة ؟
• نعم --- لدرجة أن المدرب كان يشك بأنني كنت أمارس اللعبة من قبل أن اذهب إليه وكان معجبا بدرجة استيعابي
• هل مارست اى رياضات أخرى ؟
• بعد سفر مدربي انقطعت فترة كبيرة عن الكاراتيه حوالي أربع سنوات وفيها مارست كورة اليد فى نادى الحي البحري بشبين وكنت حارس مرمى مميز كنت الحارس الثاني بعد وليد عبد المقصود حارس منتخب مصر ألان ونادى الزمالك .
• ماذا درست ؟
• جاءني التنسيق للقبول بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية ولكن لم أتحمل بعدى عن الرياضة وحولت اوراقى إلى كلية التربية الرياضية مسرعا وكان الداعم لهذه الفكرة هو الدكتور إبراهيم الابيارى الذى كان له بعد الله الفضل فى دخولي التربية الرياضية واقناعى بها وتوجيهي إلى طريقة التفوق فيها ومن هنا رجعت مشتاقا إلى هوايتي المفضلة الكاراتيه حيث وجدت البطولات والمنافسات القوية كبطولة الجامعة التي حصلت فيها على الميدالية الذهبية وبطولة الجمهورية للجامعات وكانت بداية الانطلاق .
• ماهى أهم البطولات التي شاركت فيها ؟
• تم ترشيحي لتمثيل مصر فى بطولة العالم للكاراتيه التقليدي سنة 1998 ضمن أربعة فقط وكانت فى بولندا وهى أول مشاركة دولية لي وبالرغم من عدم تحقيقي لمركز بها إلا أنها كانت سببا كبيرا فى اصرارى على المواصلة وبعدها التحقت بمركز شباب الحي البحري وسط نخبة قوية من الأبطال بقيادة الكابتن حمدي الشعار وشاركت معهم فى الدوري الممتاز ولعبت مباريات قوية جدا مع أبطال دوليين وفزت عليهم ومن هنا عرف اسم سيد الفقى ثم شاركت فى تصفيات المنتخب الأول وحصلت على المركز الثالث فى الوزن المفتوح وكان عمري وقتها 17 سنه وتم انضمامي إلى صفوف المنتخب الأول وسط وحوش مصر ولم أرى نفسي يوما اقل من احد حتى قبل حصولي على اى ميدالية .
• من أين جاءت لك كل هذه الثقة وأنت ما زلت فى سن صغيرة ؟
• لقد حدث معي ما لم يحدث إلا نادرا وهو اننى دخلت المنتخب الأول ثم وجدوا عمري صغيرا فأنزلوني إلى منتخب الشباب أيضا فأصبحت فى المنتخبين معا .
• كيف كان شعورك وأنت تلعب فى منتخبين فى وقت واحد ؟ وهل كان وراءك مدرب واعي ام هي طبيعتك الشخصية التي أهلتك لهذه السابقة الرياضية ؟
• قال : هذه الثقة من الله كما أراها طبيعة شخصية واثق فى قدراتي التي منحها الله لي فشعوري بالعزة والقوة والفخر عندما امثل بلدي فى المحافل الرياضية لا يضاهيها شيء عندي فقد مثلت مصر فى بطولة فرنسا الدولية عام 2000 وكان عمري 18 سنه وكانت بطولة قوية جدا وكان أول تحقيق لي على المستوى الدولي فى البطولة العربية بالمغرب 2001 حيث حصلت فى هذا العام على ذهبية مصر فى وزن 75 ك وسافرت إلى المغرب وحصلت على ذهبية وبرونزية وفى عام 2002 حصلت أيضا على ذهبية مصر 75 ك وسافرت إلى كرواتيا لبطولة البحر المتوسط وحصلت على برونزية وفى نفس العام سافرت إلى معسكر بفرنسا ومعسكر بألمانيا وأقيمت لقاءات بين منتخب مصر ومنتخب أوروبا وكنت متميزا وبعدها برونزية فى ابوجا نيجيريا 2003 وذهبية أفريقيا 2004 وبرونزية العالم 2006 فردى وجماعي واعتزلت اللعب فى أواخر 2006.
• كيف اتجهت لمجال التدريب ؟
• بدأ التدريب معي منذ عام 1999 وأنا ما زلت فى بداية مشواري كلاعب حيث وجهني لذلك الدكتور إبراهيم الابيارى الذى بدأ التجديد فى مدرسة كمشيش للكاراتيه التي كانت قد توقفت فترة كبيرة بعد سفر الكابتن إبراهيم وانشغال الكابتن حسان وبدأت التدريب من الصفر إلى أن أصبح لي تلاميذ بالمنتخب القومي وأنا ما زلت العب ثم بدأت رحلة التدريب فى القاهرة من عام 2006 وأنا لاعب وبفضل الله حققت نتائج ممتازة وفى كمشيش بلدي أصبح فيها فريق بطل دوري ممتاز ناشئين وفريق بطل دوري درجة أولى كبار وفريق بالدوري الممتاز كبار كل ذلك وأنا بالعب وبعد انتهائي من اللعب زاد تركيزي فى التدريب .
• كيف بدأت رحلتك مع المنتخب الوطني ؟
• بدايتي مع المنتخب الوطني بدأت فى عام 2007 بعد العودة من بطولة العالم نوفمبر 2006 وحصولي على برونزيتين عالم فردى وجماعي فقرر الاتحاد الاستعانة بالمدربين حديثي الاعتزال وصغار السن وكنت أنا والكابتن محمد إبراهيم وكان عمري وقتها 27 عاما .
• تتعامل مع شباب صغير السن --- فما هي أهم ميزة يجب توافرها فى المدرب الرياضى ؟
• أهم ميزة فى المدرب هي تمتعه بشخصية قوية مؤثرة جذابة كذلك تمتعه بالإخلاص والتفاني بالإضافة لإطلاعه الدائم على كل ما هو جديد فى علم التدريب .
• كان لك تجربة مثمرة فى التدريب فى الكويت --- كيف جاءت هذه الخطوة ؟
• سافرت إلى الكويت عام 2009 ومكثت هناك أربع سنوات مدربا لنادى الشباب بطل الدوري الكويتي وكانت تجربة جيدة للغاية وقد أعلن الاتحاد المصري عن قبول أوراق المدربين الراغبين فى تدريب المنتخب والمؤهلين فقدمت اوراقى وسيرتي الذاتية كأحد المدربين المصريين وتم اختياري ضمن ثلاثة مدربين للكوموتيه مدربا لمرحلة الناشئين 16 سنه .
• بعد رحلة طويلة من العطاء المتميز كلاعب وكمدرب --- ماذا يأمل المدرب سيد الفقى فى مجال التدريب الرياضى ؟
• أهم أمل لي فى المرحلة القادمة فى مجال التدريب هي الانتهاء أولا من مناقشة رسالة الماجستير فى تدريب الكاراتيه ثم ابدأ فى مرحلة الدكتوراه وان يوفقني ربى إلى تطبيق هذا العلم والارتقاء به إلى أعلى الدرجات فى التدريب مع الجمع بين الخبرة والعلم .
• ما الذى تطلبه من الدولة فى مجال رعاية الكاراتيه فى مصر ؟
• أطلب من الدولة دعم كل الألعاب الفردية وعلى رأسها الكاراتيه وتكريم الأبطال ماديا ومعنويا كما اطلب بتحفيز مراكز الشباب خاصة على الممارسة وصناعة الأبطال لان معظم الأبطال الدوليين من مراكز شباب مغمورة .
• أنهيت حواري مع البطل الخلوق السيد الفقى وأنا على يقين أن هذه الموهبة الرياضية التي نمت وترعرعت فى حضن ريف مصر الغنى بالمواهب مثلها الكثير الذى ينتظر ربما فرصة حقيقية أو يد مدرب وجد عند الصبي الاستعداد الطيب فرحب به ولم ينهره فكان هذا البطل الذى أصبح مدربا لمنتخب مصر للشباب ونعقد عليه الآمال كي يرفرف علم مصر فى فى دورة الألعاب الأفريقية القادمة بإذن الله .