مع إعلان نبأ حبس جمال وعلاء مبارك ومباشرة التحقيق مع مبارك، اتجهت أنظار المصريين وجهة أخرى ألا وهي مناقشة بعض المشروعات القومية التي يمكن أن تسهم في حل بعض المشكلات الكبرى التي يعاني منها الشعب المصري، وبدأت تطرح بعض الرؤى المتنوعة من أصحاب الخبرة والعلماء الأجلاء والباحثين المتميزين، وكان أهمها مشروع العالم المصري فاروق الباز وهو ممر التنمية الذي شغل كثير من اهتمامات الناس ووضح ذلك من خلال مناقشة المشروع عبر وسائل الإعلام والفضائيات، إلى جانب مشروع آخر طرحه ثلاثون عالما مصريا وهو في جنوب مصر حول بحيرة السد العالي مع ربطه بتوشكى. مما لا شك فيه أن هذا الأمر يعكس التوجه الجديد للرأي العام المصري الذي ما أن تأكد أن رؤوس الأفاعي قد تم احتوائها والتحقيق معها وحبسها اتجه إلى التعمير،وفي هذا الصدد ينبغي ألا نتعجل وتفرض أحلامنا وأمنياتنا أمر قبل دراسته دراسة علمية محققة ومؤكدة مستعينين بجميع العلماء والباحثين المصريين وغير المصريين لنتأكد من جدوى المشروعات التي تطرح، ونقارن بين الإيجابيات والسلبيات، ولا يكون الأمر مرتبط بحزب سياسي أو رغبة سياسية في الاستمرار في منصب أو انتصار أيدلوجية سياسية على أخرى. فمصر بشبابها لن يتسامح مع من يهدر جنيها واحد بعد الآن، فليكن مشروع توشكى الذي كلف ميزانية مصر المليارات التي تحملها الشعب على أمل بثتها أبواق إعلام السلطة حينذاك، وانتظر الشعب وصبر الشعب حتى يجني ثمار توشكى، ولكن فشل كغيره من المشروعات الفاشلة التي أدارها الطغاة المستبدون الذين أهملوا العلم واتبعوا الهوى، لم يقدروا العلماء وقدروا الجهلاء، فكان مصيرهم مزبلة التاريخ. نعم هذا قدر كل من لا يحترم العلم والعلماء ويقدر قيمة البحث العلمي والباحثين العظماء، لذلك بعد الحرب العالمية الثانية أراد نهرو رئيس وزار الهند أن يتشفى في رئيس وزار اليابان، وقال له: ماذا تفعلون وأنتم لا تملكون أرضا خضرا شاسعة ولا أنهار جارية... فرفع رئيس وزار اليابان قبعته وحيّا بها رئيس وزار الهند، وقال: شكرا يا أخي الحل ها هنا وأشار إلى عقله.