ذات ليلة تأملت القمر وأطلت النظر إليه وتساءلت - هل هناك أمثالنا ؟ - هل هناك أفراد ومجتمعات ودول ؟ وإن وجد كيف يتواصلون ؟ انتظرت الاجابة ولكنى لم أجدها ، تخيلت نفسى هناك ، فوق سطح القمر بغرفتى كاملة . لكنى لا أستطيع .. لا أستطيع الإتصال بأحد .. اتصل بأحد صديقاتى .. لا يوجد شبكة .. افتح الانترنت لا يوجد اتصال .. ماذا أفعل ؟؟؟ عندها شعرت بالوحدة .. الوحدة القاتلة كم تمنيت أن يتصل بى أى أحد حتى وإن لم أكن أعرفه كم تمنيت أن أرى على شاشة كلمة أقبل accept أقبل أى حاجة .. أقبل مكالمة .. أقبل محادثة .. أقبل إضافة .. ألهذه الدرجة كلمة accept تسيطر على حياتنا وتحركها وتتحكم فى الأمزجة . بالرغم من إدراكى لقيمة الكنولوجيا فى حياتنا وقدرتها على تعميق اللاقات إلا أننى أتوجه بلوم أو عتاب إلى أخواتى فمن المثير جدا ما يحدث فى هذه الأيام ؟ تقوم الفتاة المصونة الخجولة بإضافة أحد الرجال الذى غالبا يكون قد خضع لعملية تحرى لا يقوم بها ظابط أمن دولة عن أحد لهاربين وتحتفظ بكل تعليق قد قام به على مدار الأيام وكل ما كانت تعليقاته جادة ومحترمة كل ما زاد الخوف عليه من شباكها . وتبدأ القصة إضافة ف إيميلات ف صور ف ربنا يستر على الولا . أخواتى .. زهرات قلبى أعاتبك أختى .. أعاتبك فلست من تبدأى .. تخيليه أخ لك .. خافى عليه . ل أ‘نى بكلماتى الرفض لكل العلاقات التى كان منبتها الانترنت فيجب أ نعترف بأنه أصبح مجتمعاً ويحدث فيه ما يحدث فى المجتمع الحقيقى ، وأكبر دليل على ذلك ما استطاع أن يقوم به هؤلاء الشباب فى ثورة التحرير والكرامة ثورة 25 يناير . ولكنى أرفض كما يرفض الجميع الفتاة التى ظهرت فى مجتمعنا الحقيقى أو الافتراضى التى تتلذذ بتعدد علاقاتها وتعانى من جميع أنواع الفراغ العاطفى والمهنى والدين والأخلاقى وتحترف الحب . غانيتى .. إنى أرفضك من كل مجتمعاتنا ويا عزيزى فكر ملياً قبل أن تضغط قبول أو رفض إنى أخشى عليكم