- سيظل الإنجاز الذي حققة المصريون يوم 19 مارس حدثا فارقا في تاريخ مصر, وذلك في أول استفتاء حقيقي لهم بعد الثورة , في إطار أول تجربة أجاد الشعب استغلالها, بغض النظر عن النتيجة , مصرين على فتح صفحة جديدة يحصلون فيها على حقوقهم السياسية , مؤكدين للعالم كلة أن المصريين قادرون على منافسة الدول المتحضرة وليس كما ادعى البعض سابقا. والسؤال المطروح الآن :كيف يختار المواطن حاكمة ونائبة !؟ - مما لا شك فية أن الشعب يريد برلمانا يمثل جميع فئاتة باعتبارة أول برلمان يؤسس بعد الثورة , وسوف يمثل علامة هامة في تاريخ الأمة , فالشعب يريد حسم مصير برلمانة بنفسة هذة المرة , بعيدا عن سطوة المال والرشاوى والبلطجة الانتخابية, التي ستسعى بعض القوى فرضها على الشعب , لتحسم مصير الأمة وتحولها إلى كيان معين , لذا علينا أن نسعى لخلق برلمانا ذو كفاءة يكون لة انتماءات حضارية , تؤثر على كل مناحي الحياة , ويعبر عن نبض القاعدة العريضة للشارع وليس لحزب معين أو تيار محدد ليس له أية علاقة بالثورة المصرية البيضاء !! - من وجهة نظري أن الإعلام القادم وخصوصا الإعلام الرسمي لا بد وأن يلعب دورا أساسيا في تبنى صبغة جديدة تصد زحف برامج التضليل والشائعات التي تفرزها بعض الفضائيات التي لاتهمها مصلحة الوطن , لا أعنى بالطبع أننا نحتاج إلى تخصيص قناة مثلا لهذا الشأن كقناة الكوميدي والمنوعات , لمواجهة ظواهر الانتخابات الماضية التي كانت تغلف أداء الناخبين بالاضطراب والعشوائية والخوف والتى كانت تبثها بعض المواقع الكترونية والتعليقات التحريضية التي تعبر عن اتجاهات معينة لبعض التيارات , علاوة على شراء الأصوات بسلاح المال والهيمنة على الناخبين , لكن أقصد ضرورة ايجاد خطة إعلامية لمواجهة تلك الأمور بالفكر والوعي والثقافة , لكي يتم تفجير طاقات سياسية تنويرية لشعب أعاد اكتشاف نفسة من جديد . - لقد نجحت ثورة 25 يناير ونتمنى أن ينجح الشعب في تقديم حاكم ونخبة حاكمة تغير من السلوكيات, وتنشط الثقافات وتعوضة عما عاناة من قسوة الحكم السابق , في بلد نادرا ما عرف برلمانا شعبيا يمثله طيلة القرن العشرين , وهذا هو دور الإعلام فقضية توعية المواطن في رقبة الإعلام قبل أن تكون مسؤولية الحكومة , فالمجتمع حقيقة يريد نخبة تجعلة يسترد حيويتة وابداعاتة , ويكون الحوار هو على رأس أولوياتها , وأعتقد أن هذة الصحوة لن تتم إلا من خلال أغلبية برلمانية ينجح المواطن في اختيارها, وتتسم بالقوة المعرفية والانفتاح الديمقراطي ولا تكرة التطور وعلى دراية بالنهج التربوي الحديث!! - أتمنى أن يتم تفعيل الدور إلاعلا مي في الفترة القادمة في التركيز على توعية المواطن بحقوقة الديمقراطية والسياسية والدستورية بطرق حيادية , ومناقشة القضايا السياسية والمجتمعية الهامة والملحة في مصر بعد الثورة , لأن الكثير من المواطنين في حاجة ماسة إلى برامج توعية بشؤونة السياسية في الظروف الحاضرة , بعد أن أصبح الإعلام يشكل جزءا أساسيا من وعى المجتمع وادراكة لما يحدث . - باختصار نريد برلمانا يأخذ طابعا وطنيا وليس طابعا طائفيا , نريد نوابا يمارسون لعبة السياسة بلغة واحدة وفن واحد ونغمة واحدة لنرفع من قيمة المواطنة , واحتواء الصراع داخل المجتمع ولا بد أن يكون هناك اتفاقا عاما حول القضايا الرئيسية مثل الاتفاق على مسألة علاقاتنا مع الخارج , لأن على الجميع أن يعلم أن من أولويات الديمقراطية أن يكون هناك قدر كاف من الإجماع!! ا