لم يأت فوز فيلم 12 عاما من العبودية للمخرج ستيف ماكوين بجائزة أفضل فيلم فى الجولدن جلوب من فراغ، فهو واحد من أهم الإنتاجات السينمائية فى عام 2013، والذى عرض ضمن أهم عروض سينما العالم فى مهرجان دبى السينمائى بدورته ال10. جمال الفيلم لا يتعلق فقط بأنه مأخوذ عن قصة إنسانية حقيقية تعكس حجم الظلم الذى كان يتعرض له أصحاب البشرة السوداء فى أمريكا، فبالتأكيد هناك الكثير من الأفلام التى ناقشت العبودية، وما كان يرتكب ضد السود فى أمريكا من اضطهاد وعنصرية، والتعامل معهم على أنهم حيوانات، لا حق لهم فى الحياة، ولكن نحن أمام فيلم شديد الخصوصية عن رجل أسود، كان من أمهر عازفى الكمان، ورجل حر، تم اختطافه، وبيعه كعبد فى واشنطن عام 1841، وظل يعمل لمدة 12 عاما، فى إحدى المزارع، وعند نبلاء وأسياد مختلفين، سولومون البطل جسده الممثل تشيتويل جيتوفور وهو بريطانى من أصول نيجيرية، جسد الشخصية ببراعة ينافس بها الكبار من نجوم هوليوود، حيث قدم الشخصية بكل تحولاتها النفسية والاجتماعية، منذ اللقطة الأولى أنت تراه يتصرف كسيد نبيل وعازف كمان ماهر، وصولا إلى رحلة عذابه مع العبودية وسنوات القهر، وكيف تحولت النظرات إلى انكسار ورغبة عميقة فى التحرر، خصوصا أنه كان يرفض أن يستسلم لواقع عبوديته، أو يفقد الأمل فى أن يعود لحياته كما كانت، ويحصل على حريته، رافضا أن يستسلم لواقعه المرير، مثل الآلاف غيره من العبيد. الفيلم يروى أيضاً قصة حب عظيمة ونبيلة بين هذا الرجل وزوجته، التى لم يفكر فى سواها طوال هذه السنوات. قصة الفيلم تستند إلى وقائع حقيقية جرت فى منتصف القرن التاسع عشر، وتم تدوينها فى مذكرات ألفها السيد سولومان ونشرها بنفس اسم الفيلم، وحكى فيها رحلته فى جحيم العبودية منذ أن تم اختطافه وحتى عودته إلى وطنه، وهى الرحلة التى جعلته فيما بعد ناشطاً فاعلاً ومؤثراً فى حركة تحرير العبيد التى أشعلت شرارة الحرب الأهلية بين شمال وجنوب أمريكا. ويبدو الفيلم للبعض فيلما دراميا كلاسيكيا، ولكن جماليات الفيلم تكمن فى الطريقة التى صور بها ستيف ماكوين تلك الرحلة، بقسوتها وعدم إنسانيتها، ومشاهد التعذيب التى كان ينتزع فيها لحم العبيد من كثرة الضرب بالسياط، وكيف كان يتم اغتصاب بعض نسائهن واعتبارهن مستباحات، وبرع بطل الفيلم فى تجسيد كل هذه المعانى من خلال عينيه، وكيف كان يرى عذابات زملائه من العبيد، فهناك المرأة التى يختطف ابنها والفتاة التى تغتصب وتنتهك يوميا من سيدها الأبيض البغيض، ببساطة نحن أمام فيلم ملحمى درامى وسيناريو يضم تفاصيل كثيرة، وصورة بصرية شديدة الثراء تعكس كل الأجواء النفسية للعمل الملىء بالعذابات الإنسانية، وديكور وأزياء ومونتاج ناعم وحاد فى آن واحد يعكس تلك القسوة إضافة إلى الظهور المؤثر للنجم الكبير براد بت، الذى ظهر فى 3 مشاهد لا أكثر ولا أقل، ولكن قدمها ببراعة شديدة بحضور طاغ.. الفيلم من إخراج Steve McQueen وسيناريو John Ridley وChiwetel Ejiofor وبطولة Dwight Henry وDickie Gravois وBryan Batt. لمزيد من أخبار الفن .. بالصور.. شعبان ورمزى وإلهام شاهين يواسون أميرة فتحى فى وفاة والدها عرض فيلم "تردد" الجمعة بالإسكندرية قناة CBC EXTRA تنقل الاستفتاء عبر 30 شاشة على الهواء