الزمن الاصيل وحكاياته الجميله ؟ أتذكر حديثا اذاعيا سمعته . جري مع الموسيقار الكبير الراحل " رياض السنباطي " قال فيه انه عندما غنت له المطربة " شهرزاد " رائعتها – رائعته بمعني أدق – " اديني من وقتك ساعة " . وهي الأغنية التي أشعر فيها أن " شهر زاد " لا تقل عن مكانة أم كلثوم . ولا فرق سوي قليل من الضخامة تشوب صوت شهرزاد . قال رياض السنباطي . ان أم كلثوم – وكان ملحنها المفضل وتسميه بالعبقري - اتصلت به فور سماعها للأغنية وقالت له وهي غاضبة . انها المرة الاولي التي تلحن فيها اغنية تأخذ مقدمتها الموسيقية كل هذا الوقت الكبير ..! فرد عليها رياض السنباطي : هكذا جاء حظها " شهر زاد " - .. انها الغيرة الفنية ..وهناك فرق بين الغيرة التي تدعو وتدفع للتنافس المشروع لأجل الوصول للأجود والأرقي . وبين الغيرة السامة التي تدفع للحرب . وحصار المنافس وخنقه والقضاء عليه ..و من الفنانين من يفرح جدا بالجديد الرائع . وقد يساعده ويفسح له المجال . كما فعل الموسيقار محمد عبد الوهاب مع المطرب- القدير - " جلال حرب " بل وانتج له فيلما سينمائيا علي حسابه « - فيلم " الحب الأول" . قام ببطولته مع المطربة «رجاء عبده». صاحبة الأغنية الشهيرة " البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي " غني ومثل دور االبطولة فيه " جلال حرب" . وكان جلال قد ظن أن ألحان اغاني الفيلم سوف يقدمها " محمد عبد الوهاب " بصفته ملحن . وهو منتج الفيلم ايضا . ولكن محمد عبد الوهاب الذي كان معجبا بموهبته الفائقة قال له . ان الحانه جيده . وعليه أن يلحن هو اغانيه – وبالفعل طلب منه اعداد الاسطوانات وعليها الالحان المراد طبعها فى باريس وعاد محمد عبد الوهاب من فرنسا ومعه الحانه الخاصه واما الحان النجم جلال حرب فقد قال له ( اسطواناتك وقعت فى البحر) ولا عجب مما يحدث ؟ ولجلال حرب قصة حياة مشوارها غريب . اذ لم يفرغ نفسه للفن رغم موهبته العالية . فعمل محاميا ، ومديرا لاحدي الشركات فى الاسكندريه ، و " حكم دولي " لاحدي الالعاب الرياضية التي كان يحبها ويمارسها بنادى سبرتنج وايضا هناك حكايه فنيه اخرى -في يوم أول يونيه 1967 تقرر إجراء حفل غنائي في أكبر قاعدة جوية مصرية بأنشاص تحييها الفرقة الذهبية بقيادة الموسيقار صلاح عرام.. ثم فجأة وبدون إبداء الأسباب تغير موعد الحفل إلي يوم 4 يونيه أي ليلة النكسة. سهر الطيارون والضباط والجنود في الحفل حتي السادسة صباح يوم 5 يونيه، رغم أن الحفل كان مقرراً الانتهاء منه في الثالثة قبل الفجر.. وقد حدثت مفاجأة في الحفل، حيث قرر الفنان عبدالحليم حافظ الاعتذار فجأة عن المشاركة في الحفل دون إبداء الأسباب.. بينما شارك في الحفل الفنان محمد رشدي وفايدة كامل وماهر العطار وشهرزاد وقدمت الراقصة زينات علوي فقرة أسعدت الضباط والجنود.. وبعد دقائق مع انتهاء الحفل ورحيل الفنانين إلي القاهرة، كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق قاعدة أنشاص الجوية وتدك القاعدة بالقنابل الثقيلة والصواريخ! وبعد ماحدث فى الارض المصريه وعلى الفور استدعي العقيد طيار حسني مبارك - استدعي الموسيقار صلاح عرام للتحقيق معه حول أسباب إقامة الحفل الغنائي في هذا اليوم تحديداً - ليلة النكسة - ومن الذي دعا إليه، ومن شارك فيه من الفنانين. ويقول الموسيقار صلاح عرام كانت مصر في هذه الفترة في حالة تعبئة عامة، وكانت الناس تنتظر الحرب بفارغ الصبر وكانت الشوارع مليئة بإعلانات عن التبرع والجهاد وكنا نحن كفنانين نمتليء بالحماس ونقوم بالأعمال الفنية والغنائية الوطنية لبث الحماسة في نفوس الشعب والجيش،وكان رده انه في 1 يونيو اتصل به رئيس الإذاعة في ذلك الوقت عبدالحميد الحديدي، وأمرنى والفرقه الموسيقيه بأن نذهب في هذا اليوم لإقامة حفل في أكبر قاعدة حربية وهي انشاص، وبالفعل تجمعنا في اليوم نفسه وكان معه الفنان محمد رشدي وفايدة كامل وماهر العطار وشهرزاد والراقصة زينات علوي، وكانوا جميعاً متلهفين للمشاركة في هذا الحفل، ولكن للأسف في الساعة الواحدة ظهراً اجتمع بهم أحد الضباط في الإذاعة وأبلغهم أنه تم إلغاء الحفل. ولأسباب سرية. و في 4 يونيو جاءت مكالمة اليهم من رئيس الإذاعة وطلب من صلاح عرام جمع الفنانين مرة أخري لإقامة الحفل وبالفعل في الساعة الرابعة ظهراً كانوا قد اجتمعوا مرة أخري وطلب الحديدي منهم أن نضع البرنامج لهذا اليوم الذي يبدأ في التاسعة مساء، بحيث يستمر إلي الواحدة صباحاً حتي يأتي الفنان عبدالحليم حافظ ليختتم الحفل، وبالفعل اتجهوا إلي القاعدة داخل أكبر قاعدة حربية »انشاص ,ويقول وصلنا القاعدة وجدنا كماً هائلاً من الطائرات الحربية ، وقد استقبلنا قائد القاعدة وطلب منا أن يأخذنا أولاً لمشاهدة المعسكر وإمكانياته، شعرنا بثقة كبيرة ,ويقول الموسيقار صلاح عرام - كان الحفل يقام علي حمام السباحة ووجدناهم ينتظروننا وجاء إلينا أحد الضباط، وطلب منا اتباع التعليمات الأمنية قبل بدء الحفل. وبدأ الحفل بعد ذلك في التاسعة والنصف مساء يوم 4 يونيو والذي تمت إذاعته علي الهواء مباشرة بالإذاعة المصرية، حيث قمنا جميعاً بتقديم الأغاني الوطنية حتي قبل منتصف الليل. ولكن الطريف أن عبدالحليم حافظ اعتذر في آخر لحظة، عندما اتصل مدير أعماله وتساءل عن سبب وقف إذاعة الحفل في الإذاعة المصرية.,ورقصت زينات علوى وغنت شهرزاد ومحمد رشدي وماهر العطار.. ومجموعه اخرى اصحاب شهره خفيفه فى تلك الحقبه من الزمن ومنهم احمد عدويه واسامه روؤف واكرام وسماح وآخرون. وطلب منا الضباط الاستمرار معهم حتي الصباح للترفيه عنهم وبالفعل بقينا معهم حتي السادسة صباحاً، والى حكايات فنيه اخرى لكم كل التحيات \ المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى وللتواصل 0106802177 [email protected]