لقد كان للثورة في مصر هدفها الأساسي الا وهي .. تحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد والغلاء والبطالة وسوء الأحوال الإقتصادية لتنتهي من ثم بوقف فكرة تجديد فترة الحكم وقتل هاجس التوريث ونيل بعض مطالب الشعب السياسية لتصل الأمور بعد أن فلتت زمام الأمور من يد الشعب ليطالب في النهاية التي لانهاية لها على ما يبدو بصاعقة الرحيل التي حلّت على رأس النظام المصري الذي كم حاول جاهدا أن يهدأ من حدّة الأمور ويوقف من تدحرج لة الأحداث والتداعيات بكل ما أوتي من خبرة عسكرية وحنكة سياسية وذكاء مشهود له في مواجهات الصعاب ولكن كانت كلمة الشعب أكبر وأقوى وأصلد من كل ما يملكه نظام مصر من كفاءات عالية وإن كانت تدير من خلالها الشئؤون والقضايا العربية إلا أنها عجزت أمام هذا الطوفان الشعبي سواء كان على حق وإنتهى على مطامع في جني أكبر قدر من الإنتصارات على السلطة والنظام وجّر وسحب أكثر مطالب شعبية من فم السلطة وهي في حالة خضوع وخنوع وإنحناء للشعب كإنحناء السنابل عند هبوب العواصف أو كانت هذه الإنتفاضة على إيمان ويقين بأن ما تقوم به هو الحق المشروع لها والتمادي بعد تنفيذ المطالب ما هو إلا الخوف من نتائج التراجع وعواقبه الوخيمة فآثرت المواصلة في الثورة وبصورة مستمية لإسقاط النظام بأي طريقة ما ليقّرب ويفّعل فكرة( وجع ساعة ولا كل ساعة وإقطع عرق وسّيح دم ) ورغم السلبيات الكثيرة التي ظهرت بعد تنحي رئيس مصر محمد حسني مبارك وأعمال البلطجة والتسيب وفوضى عارمة تحتاج لوقت كبير لأعادة تهذيبها وتوظيبها من جديد نظرا لظهور فروع المطالب من شجرة مطالب الثورة الأساسية التي تسببت في إستمرار حالات التظاهرات ضد معظم الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات والبنوك كل مطالب بحقوقه ويركب الموجة الخاصة به قبل توقف الطوفان وهدوء العاصفة التي حينها لايجدي التظاهر ولا يسمع الكلام ولاتلبى المطالب متيمنين بمقولة ( دّق الحديد وهو حار ) مما ساعد على الإنفلات في كل المجالات في مصر لتثبت الأحداث أن بقاء السلطة لحين إنتهاء فترة الرئاسة لتظل مصر متماسكة ومنضبطة بعض الشيء لحين حلول الإنتخابات الرئاسية الجديدة حيث تسلم مصر وتزف لقائدها الجديد وهي في أبهى صورتها وكامل قواها الصحية والنفسية .ولكن الشعب لم يكن أمامه خيار سوى صم آذانه لمناشدة النظام بعد أن غدا يفقد ثقته به كلما لبى له مطلب أصر على إسقاطه أكثر من ذي قبل لأنه رآى بأم عينه أن النظام والسلطة قادرة على إخراج الشعب من عنق الزجاجة الذي زجّت بطانته به وألقى الفساد بالشعب في النصف الفارغ من كوب الماء لتغرق أحلامه في غذ مشرق في النصف الآخر منه .ومع هذا لم يفعل ذلك وآثر الصمت النظام مما آثره الشعب سنوات وأكبر دليل أن الثورة عندما إشتعلت وخرج الشعب للشارع مطالبا بحقوقه لم يعود أدراجها إلا وهو ممسكا بها بل ومبعدا النظام من منصبه وكرسيه سواء كان بإرادة النظام أم رغما عنه حبا كان هذا التنحي أم كرها .ولعل الفرحة العارمة التي صاحبت عملية غياب النظام المصري وتنحيه لهو أكبر دليل على أن الشعب المصري قد شعر ان القيد الذي كان يدمي معصميه قد تكسّر للابد ونال حريته أخيرا وتنفس الصعداء وغدا يشعر بطعم الحياة من وجهة نظره التي جعلته يغض بصيرته عن كل ما يجري داخل مصر من تداعيات ما هي إلا مخلفات بغيضة للثورة ها هو الشعب يبتلعها ويهضمها دون ان تتسبب في خدشه او تجريحه أو شعوره بالألم الذي كان يشعر فيه بالسابق ربما لأن يتعايش قرارا من صنع يديه قرار هو الذي إختاره بعد أن فقد الحلول عن قناعة تامة بانه هو الحل الامثل والاجدى كمستقبل لمصر الجديدة . ولكن هل فكر الشعب بالخطوات التالية التي يجب ان يتخذها عن دراسة عميقة ووافية لتكملة هذا المشوار الذي بدأه بمفرده وتوجه لميدان التحرير بكل عفوية لاتحركه يد احزاب او قوى سياسية مخضرمة ؟؟ هل نظر بعين الجدية إلى ما آلت إليه الأوضاع جراء ثورته هذه وحاول إعادة كل شيء لنصابه وأفضل ومثلما دمر يعمر ؟؟ هل فكر بكل عقلانية بأن مصر أمانة لطالما أوصلناها بأن تنتقل وتتحول إلى هذا المنعطف التاريخي يجب ان لا تسهى عنها عيوننا ولو لثانية أو تغفل ؟؟ هل حددنا أهدافنا القادمة لتّشد أمنا عودها لتقوم وتنفض غبار الأحداث ونبني معها ونمر ؟؟ أم غننا مازلنا نجوب الميادين في يوم الجمعة نتباهى بالإنتصارات التي حققناها ونجلس هناك نشم عبق ذكريات ال25 من يناير وننظر إلى عجلة الأيام وهي تسير وترحل فنغدو ننظر للآتي بتعثر ؟؟ أرجو أن لا تأخذنا الفرحة بما حققناه من إنتصارات ونظل ننظر إليها دون الآتي الذي سوف يحقق النصر الأكيد فالنصر الحقيقي أن نرى الشعوب الأخرى تقول أن هذه الثورة ليست ثورة شباب مراهقة .أو أنها التقليد الاعمى للثورات الأخرى