تعد مهنة التدريس من أهم المهن على الاطلاق ؛ذلك لأنها أساس أي مهنة أخري فالطبيب كان طالباً والمهندس والعالم والتاجر وحتي المهن الحرفية كانوا جميعاً طلاباً تعلموا على أيدي معلمين أثروا فيهم تربوياً وسلوكياً واجتماعياً وأخيراً تعليمياً ،فالمعلم صاحب رسالة قبل أن يكون صاحب مهنة،حتي صدقت فيه مقولة الشاعر "كاد المعلم أن يكون رسولا"وهو ما يفرض على المعلم عبئاً إضافياً لأن قدوة ومثل طيب لطلابه،بل إن تصرفاته وسلوكياته الشخصية خارج المؤسسة التعليمية محسوبة عليه. ونظراً لدور المعلم في تنشئة أهم وأغلى ثروة تمتلكها أي أمة وهم شبابها فقد اهتمت جميع الأمم عبر العصور التاريخية بالمعلم وجعلته في أفضل مكانة في المجتمع وفي المقابل كان المعلمون هم صانعوا تقدم وحضارات تلك الأمم فعندما سبق الاتحاد السوفيتي الولاياتالمتحدة في الوصول للقمر بحث صانعو القرار في الولاياتالمتحدة عن النظام التعليمي بشتي دعائمه وطوروا فيه حتي عادت الريادة الفضائية للولايات المتحدة،كذلك كان تقدم اليابان وريادتها يرجع الفضل فيها لنظامها التعليمي الذي يشجع الطلاب على إتقان العمل والابداع فيه. إن المعلمين يجب أن يساهموا في نهضة بلادهم من خلال تنميتهم لشخصية طلابهم وغرس قيم المجتمع الصالحة فيهم وتأهيلهم لتبوء دورهم في نهضة ورقي وطنهم وهو ما يتطلب أن ياخذ المعلمون بأحدث الطرق التدريسية ويطوروا في ممارساتهم المهنية باستخدان تكنولوجيا العصر المتاحة في كل مؤسسة تربوية ،وهو ما يجعل المعلم يستمتع بعمله مع طلابه عندما يري أنه يؤدي رسالته كاملة ويساهم مساهمة عظيمة لا تقدر في الرقي بأمته.