مسلسل هدر الكرامة المصرية على عتبات العروبة إلى أين سينتهي به المطاف ؟؟سؤال يطرح نفسه بنفسه على ساحة الأحداث وبالكاد نبحث له عن إجابة شافية لنجد أنفسنا وقد أصبنا بمقتل في صميم كرامتنا المذبوحة حتى النخاع لتراق الدماء وتبرد وتتجفف ويوارى المقتول الثرى في حين تطارد لعنات الكرامة المهدورة الشعب المصري الذي بعد كل حادثة تقتص من كرامته ويبتر منها لدرجة أنه بدأ يساوره الشك وإنتابه شعور بفقدها دون حراك من قبل المسئولين عن صونها والحفاظ عليها وبالذات السفارات خارج مصر والتي ساعدت من خلال اللهجة الناعمة التي تطمع الأخرون بالمواطن المصري والعين الناعسة التي ترى الأمور التي تتعلق في قضايا الجالية المصرية نظرة إستخفاف وإهمال وبالذات القضايا التي تخص كرامتهم المهدورة في الخارج ففي الساحة الرياضية غدا المصريون كرة بيد الجزائرين !! وفي لبنان غدا المصري خروف العيد معلق على أعمدة الكهرباء والفرجة ببلاش !! وعلى حدود رفح غدا المصري عصفور منكسر الجناح ومستهدف من قبل القناصة الفلسطيني وليس الإسرائيلي !! وفي بعض الدول الأخرى غدا المصري مغضوب عليه ولا الضالين آمين .وأخيرا غدا بالأردن عدو إسرائيلي يقتل ويحل دمه !! ومع كل جريمة قتل تحدث للمواطن المصري يخيم السكون والصمت من قبل السفارات المصرية بالخارج لتعلن الحداد على روحه فقط .أين ردة الفعل القوية .والنبرة الحادة الحارة التي تدل على وجود كرامة للمصرين ؟؟ بالطبع لايوجد شيء من هذا القبيل وإلا لما تكررت تلك الجرائم بحق المواطن المصري بالخارج ولو كان ردة فعلها كرد فعل السفارات الأخرى التي تحافظ على رعاياها من التعرض للإهانة من قبل الغير كالسفارات الأسيوية وبالذات الفلبينية قدوتنا الحسنة في حفاظها على كرامة جالياتها من خلال التدخل السريع لقمع المشكلة التي تتعرض لها رعاياها وهم من غالبية ناس مستضعفين من الخدم .ولكن للأسف الشديد باتت الشعوب تنظر للوافد المصري نظرة إستخفاف وإحتقار لانهم يعون تماما أن من تمثلهم بالخارج رفعت أيديهم عنهم ساعة الضرورة القسوى ولحظات الحرج التي تعلو المصالح الشخصية على مصلحة المواطن وعلى حساب كرامته الجريحة فهل غدا المواطن المصري رخيص لهذه الدرجة خارج وطنه من قبل القائمين على مصالحه وقضاياه ؟؟ فها هو السفير محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية المصرية لشئوون القنصليات يصرح في برنامج 48ساعة يوم الجمعة الموافق 21يناير بقناة المحور ويكذب خال القتيل محمد عبد السلام وينفي تعرض القتيل للإهانة من قبل القتلة قبل قتله !!! وإن سبب الجريمة هي مشاجرة فقط !! لأول مرة أسمع ياسعادة السفير محمد أن مشاجرات من هذا النوع بين مواطنين مختلفين في الجنسية لا قذف بها ولاسباب ولاإهانات قد وصلت بالفعل إلى الإهانة والتي بالتأكيد ودون جدال تكون قد دخلت كذلك في صميم الجنسية والوطن .ومن المقتول بالله عليك غير ذاك الخروف المسحوب دوما أمام مرى من يمثلون به إلى مسلخ الأحداث ليكر كر النعاج وفي النهاية لاشيء سوى مصري ومات .فهل كان القتلة يتراشقون المزاح معه ويسمعونه تغريد البلابل الصداحة سيدي ومن ثم إنهالوا عليه ليلاقي حتفه على أيديهم ؟؟؟. في مثل تلك الجرائم التي يتعرض لها المواطن المصري بالخارج من تعذيب وتنكيل وسياسة ذبح النعاج لالشيء سوى حظه العاثر الذي جعله أن يكون ضيفا عندهم من أشقاء له في العروبة بحثا عن لقمة العيش .أقول في لحظة هدر كرامة المصري خارج وطنه يجب أن تخرج النبرة الحادة وتكشر الجهات المسئولة عنه بالخارج عن أنيابها وتعكر صفو وجها ولو لمرة واحدة تشعر الدول الأخرى بمواطنيها أن للمواطن المصري كيان وكرامة أكبر وهو خارج وطنه .فلو هدرت كرامته بالداخل لكان وقع الهدر أخف حدة لأنه ليس غريبا وحيدا .إذا فما فائدة وضع السفارات في الخارج ؟؟ هل للإحتفالات والمناسبات وأحياء ذكريات أكتوبر وغيرها من أمجاد ذهب قطارها حاملا معه كرامة المصريين بعيدا كيانهم ؟؟ إن تكذيب خال القتيل بعدم إهانة القتيل قبل مقتله أمر لا يقبله كل ذي عاقل .فإذا كان التكذيب من أجل تهدئة الرأي العام فعلا ما أظن أنه بهذه الطريقة سيشفي غليل الحاقدين على المصرين بالخارج ويفتح المجال أكثر لجرائم أكبر لترتكب بحق المصريون .ولعمري أن مثل هذا التكذيب ليثير قريحة ويهيج جروح كرامة الشعب المصري بالداخل والخارج على حد السواء عندما يتأكد أن من يمثلونه في الداخل والخارج يكذّبون أقرب الناس للمجني عليه الذين لاغاية لهم في خلق الأكاذيب بعد مقتل قريبهم .فهل يهم سلخ الشاة ياسيدي بعد ذبحها ؟؟؟ وهل معظم النار إلا من مستصغر الشرر ؟؟ والسباب والإهانات والتجريح وقذف الإنسان بشخصه وعرضه وهويته ووطنه كذلك لهي الشرارات الحارقة التي لا يختلف عليها إثنان أنها السبب الرئيسي والدافع القوي لوقوع معظم الجرائم ياسيدي . نحن نعيش في دروب الغربة ونرى بام أعيننا كيف تهدر كرامة المصريين بالخارج في معظم الدول العربية كونه مصري فقط .ونرى ماذا يقال له وماذا يكيل له وماذا يحاك له وماذا يكون مصيره إذا ماحاول أن يدافع عن نفسه ولو بالقول .السجن أمامه والإبعاد خلفه والقتل بين عيونه .أما من ناحية إهانته بالقول الذي تنفي حدوثه ياسيدي فما أسهل وصوله إلى المسامع وحين تثور كرامة المصري ليسترجع حقه فالطرق الثلاثة التي ذكرتها مفتوحة له على الآخر .وإذا آثر الصمت حفاظا على مستقبله وحياته فاليبتلع خناجرا من ألعن السباب وليقل خيرا بعدها أو فاليصمت !! هكذا أوصانا ديننا الحنيف .ولكن بالمقابل يجب أن يتذكر المسئولون عن الجاليات المصرية في الخارج أننا رعّية مثلنا مثل الذين بالداخل ويجب أن نشعر بوجود الراعي الذي يحمي تللك الخراف السائبة الجرباء في خارج مصر الا وهم نحن ياسيدي ...سؤال كم أود أن أجد له إجابة صادقة وشافية مقنعة الا وهو ..ما موقف الجهات الرسمية المسئولة عن المصريين في الخارج لو قتل أحد المصرين مواطنا في البلد التي يقيم بها هذا المصري ؟؟ كون القاتل مصري سيحقد الشعب في تلك البلد على كل المصرين في الداخل والخارج وده أقل واجب من طرفهم لنا . ستستنفر السفارة المصرية في تلك البلد من اجل نصرة المظلوم أو القتيل وتسارع بتضميد الجراح .وهذا شيء جميل بحق مصر ..عذرا إذا كنت أجبت على السؤال .لأنني متأكدة أن الكرامة المصرية أمامها ليس المرة العشرة بل المائة من المجال لتظل تطرح السؤال ذاته الا وهو إلى أين تسير الكرامة المصرية بالخارج ...بالتاكيد لو إستمر عرض هذا المسلسل دون تفاعل من المشاهدين الإعزاء السفارات المصرية بالخارج .فليشعل المصريون بأنفسهم بالخارج هذه المرة .ونستبدل مسلسل هدر الكرامات ..بمسلسل آخر إسمه حرق وقتل الكرامات المصرية بالخارج ...