الأمل فى اصلاح الفساد الادارى بالدولة أو إعادة هيكلة مؤسساتها أصبح دروباً من الأوهام، لإطالة أمد الانتظار الذى تحول الى استفزاز من جراءِ تدنى الأداء، وغياب المعايير المنظومية، وازدواجياتها، وعودتنا مرةً أُخرىٌ الى وضع أسوأ من حالِ مستنقع المربع صفر الذى خُيل لنا وتوهمنا بعقولٍ سطحية أننا بدأنا فى الارتقاء الى الأعلى وإذا بنا ننجذب بملئ إرادتنا الى الهاوية الساحقة، إننا نُحاط بكل أنواع الاستفزاز، سياسى كان، أو اجتماعى، أو اقتصادى، لقد أصبح الأمر محير والكثير يتسائل غير مرجو الاجابة، هل توجد ارادة حقيقية لتغيير الأمس واليوم، أم إنها بضعة مناورات تكتيكية مرنة ومُقننة للعودة لنظام الأمس الذى لم يفارقنا بأى حال، ولكنه كان فى هدنة يختار هو توقيتها، ثم يطلُ علينا برأسهِ المشوهة بالقدر الذى يراه مناسباً للمرحلة، الآن وعلى مرآى ومسمع من الجميع يتم التمكين فى مناخ انتهازى للأذناب بعد عملية قطع الروؤس، فبدأت فى النمو والاستقرار وتكوين فريق عمليات من أذناب جديدة، يتم اختيارها بعناية فائقة، تطيشُ لها العقول من فداحة الحدث، وهول الموقف، وعِظم الظُلم، وزَيف الحقائق، وكفالة الضد الفاجر للعدل والحق والخير، إنها آليات ممنهجة للإقصاء، هذا واقع لايُؤمن له جانب، ودائماً ما تكون ردود أفعاله خارج السيطرة ونطاق أى حسابات، قد تصل آثارها الى درجة التدمير الذاتى المصاحب للتدمير المجتمعى، فأحذروا الهدم بمعاول الظلم، وأحذروا غضبة الفقر فهى كُفر، ، وكفاكم استهانة بقدرات وطاقات هذا الشعب الذى إذا ما ثار كانت سماته كالبراكين التى تغلى صخورها النارية بداخلها الى حد الفَوٌرَان فتمحوا حممها كل ما تصل اليه تعبيراً عن غضبها نتيجةً للهزات الزلزالية الحادثة من الضغوط المتغلغلة بها، الخطر الآن لم يعد فى الارهاب وحده فقد يفوقه خطراً تلك الممارسات التى تؤدى الى ضياع الهوية ففقدان الانتماء، فأحذروا......فإن البركان يغلى.