منذ فترة طويلة تتعرض مصر لمؤامرة تلو الأخرى ، فتارة اتهامات بقمع الحريات وانتهاكات لحقوق الإنسان ، وتارة أخرى ضرب الأمن والإستقرار السياحي والمساس بالإقتصاد الداخلي ، وتارة التدخل في شؤونها الداخلية من أدجل فرض رؤية لبعض القوى العالمية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية . لقد عانت مصر الكثير نتيجة مواقفها المعروفة في للقضايا العربية الأساسية وعلى رأسها قضية فلسطين ، بإعتبارها من أهم الأولويات لديها ، ودورها الداعم لحقوق شعبنا واستقرار المنطقة الفلسطينية لكون استقرارها هو استقرار لكُل دول الجوار وعلى رأسها مصر . تعرضت مصر لموجة من الإرهاب تمثلت في ضرب أهم عوامل الإقتصاد لديها وهو السياحة ، فكلنا شاهد الأحداث المأساوية التي شهدتها عدة مناطق في مصر كحادث الأقصر واستهداف السياح وضرب بعض المناطق الحيوية المصرية لأهداف تتعلق بأفكار تخريبية من خلال مجموعات تحمل أفكار خاصة بها . استمر مسلسل الإستهداف لأمن مصر بشكل مباشر وغير مُباشر ، فكانت هناك مؤامرة ضرب النسيج الإجتماعي ، ونشر العداء بين أبناء الشعب الواحد من خلال نشر الفتنة الطائفية ، فشهدت الأحداث تلو الأحداث على مشاحنات ومواجهات طائفية استطاعت مصر وكُل العقلاء فيها الوقوف على مثل هذه النزعات وتطويق الفتنة واعتبار ذلك بمثابة مؤامرة خارجية يجب الإنتباه لها . اليوم تعرضت مصر لحادث إرهابي مأساوي ، استهدف ضرب النسيج الإجتماعي المصري في منطقة تُعد من أهم المناطق المصرية إزدحاماً بأبناء الطائفة المسيحية ، ونظراً لحساسية العلاقة بين أبناء الطوائف هناك استطاعت يد الإرهاب الوصول للمساس بحياة أبرياء ، هذا الإستهداف كان الهدف منه استهداف مصر بكافة أطيافها ومذاهبها وطوائفها . إن العمل الإرهابي الذي حدث في الإسكندرية ، ليس موجهاً نحو طرف مُعين ، بل هو رسالة للولايات المتحدة وللمجتمع الدولي للإستمرار في مسلسل فرض الوقائع على مصر ، وهو بمثابة رسالة لكُل الحاقدين على مصر لتعطيهم الدافع القوي للتدخل في الشأن الداخلي المصري بما يحقق أهداف بعض الدول وعلى رأسها الولاياتالمتحدة التي بدأت مشروع سايكس بيكو جديد يُعطي المنطقة شكلاً متغيراً من الجغرافيا ، حيث بدأ التقسيم الجغرافي في العراق مروراً بالسودان ، وصولاً لعدد من الدول العربية . إن مصر وشعبها العظيم وقيادتها الحكيمة تستطيع أن تقف عند هذا الحدث ، لتعمل على استمرار النسيج الإجتماعي المصري على حالة الإستقرار والمحبة والتوافق ، وبالتأكيد فإن مصر ستعمل على الوقوف من جديد أمام كُل المؤامرات والتهديدات التي من شأنها المساس بأمنها القومي واستقرارها . نتمنى لمصر السلامة ، ونتمنى أن تكف الولاياتالمتحدة وحلفائها وكُل المتربصين عن استغلال الأحداث لإعطاء المواعظ والدروس في كيفية الحفاظ على كُل المصريين دون التفريق بين جنس أو دين أو لون . &&&&&&& إعلامي وكاتب فلسطيني [email protected] 1/1/2011م