أوفارتير.. اعتلى خشبة المسرح في رشاقة معتادة، في تساؤل دار حول ذاته منتشياً بمذاق التجربة. على هذا المسرح هناك بداية ما.. حياة ما.. فكرة تجسدت كمُحارب ينافسه في ملعبه.. وهناك هوى ما! الفصل الأول فوق المسرح لم يكن فرحاً كما تصور، كان متوجساً. أقنعة قميئة معلقة فوق المشاهد.. من سيشاهد مهزلة؟!.. نص عقيم لم يرضه من البداية وهي ذات وجود باهت خُدع به، لم تفلح في الأداء غير في لحظات اللقاء - هي أيسر ألوان الأداء - وأنكرها حين تمسكت بكل ألوان القناع!.. زيفاً كان الأداء إذ برعت في لغة الجسد!.. اعتلي فرس الخيال وارتجل نصاً محبباً للفؤاد.. وارتحل فوق مسرح الحياة محاولاً تصديق الأمل. الفصل الثاني حاربه النص.. حاربته هي.. حاربه كل زيف اقتُلع تحت وطآت فرسه النبيل.. تلونت، تبدلت وجوهُها وأتقنت لحظة الخيانة المحكمة. ربما يضحي الغدر أبرع أدوارها وله.. كان الهوان. الفصل الثالث وسد هواه بيديه نعش الملحمة، سرادق العزاء الكبير أدمت حبائله والوتد منه الأنامل، فقد بين عذاباته ذكرى شفاه خادعة.. عيون راودته.. غادرة.. أنثى عنكبوت رسمت فخاخاً محكمة.. سقطت بها.. واكتمل المشهد دونها.. واستشهد الهوى. فينال رقص تحية للجمهور.. لم يدرك أيهم أنه يرقص بروح ذُبحت!. رسم السعادة في العيون.. نزف أحلام اللقاء.. نزف الوفاء.. سقطت الديكورات وتطايرت أحرف النص في انفجار أليم. دفعته ليسقط.. سقطت.. لم يسقط ستار..