كشفت 400000 وثيقة سرية حصل عليها موقع ويكيليكس التي اعلنت عنها ليلة اول من امس قناة الجزيرة عن فضائح وجرائم يندى لها الجبين ارتكبت ضد مئات الالاف من المواطنين العراقيين الابرياء وتعرضهم لاشد انواع التعذيب بعد اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال او قوات المالكي، ثم تصفيتهم جسديا بوسائل وادوات بشعة لم يسبق لاي نظام في العالم مهما كانت درجة وحشيته وقسوته استعمالها. من قلع عيون المعتقل قبل قتله بمفكات البراغي (الدريل) الى تقطيع اجزاء مختلفة من جسمه الى استعمال الكابلات الكهربائية الى الاعتداء الجنسي الى شتى فنون التعذيب التي قد تخطر باذهان من اعتاد من عتاة المجرمين على استعمالها او ممن لم يعتد على استعمالها. واذا كانت تلك الكمية من المعلومات الخطيرة التي كشف عنها هذا الموقع لا تظيف شيئا الى ما يتم تداوله بين المواطنين العراقيين من قصص الرعب التي يعيشها ابناء العراق منذ ما يزيد عن سبعة اعوام حتى الان، لانهم -------------------------------------------------------------------------------- يملكون من تلك القصص الموثقة بالصورة الحية وبالصوت وببقايا شهود من الضحايا الذين ما زالوا على قيد الحياة اضعاف ما كشفته تلك الوثائق حتى الان فانما تكتسب هذه الوثائق اهميتها البالغة من كونها صادرة عن جهة اجنبية ليس لها علاقة بالمقاومة العراقية ولا باي تشكيل سياسي عراقي مناهض للاحتلال، كما انها لم تصدر عن مصدر اعلامي عراقي او عربي متعاطف مع معاناة شعبنا العراقي. اننا على يقين بان اي وثيقة من تلك الوثائق ال 400000 ستكون كافية من الوجهة القانونية لادانة كل من جورج بوش وتوني بلير وطاقمهما الحربي ورئيس حكومة المنطقة الجرباء القاتل الدموي نوري المالكي الى جانب عدد من كبار القادة الامنيين والعسكريين الايرانيين لو جرت محاكمات أصولية عادلة وقانونية وشفافة وبدون تدخل من هذا الطرف الدولي او ذاك. الامر الذي يرتب على كل الاحرار في العالم وفي طليعتهم مناهضي الحرب على العراق وعلى العراقيين في المقام الاول العمل على تشكيل آلية نشطة من مجموعة متخصصة بمثل هذه الجرائم تاخذ على عاتقها مهمة متابعة هذا الموضوع على جميع المستويات وفي مختلف المحافل الدولية وعلى الاخص في مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية للدول الموقعة على اتفاقية منع الابادة او الموقعة على اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها او الموقعة على الاتفاقية الدولية ضد التعذيب ومحكمة لاهاي ومع منظمات حقوق الانسان، تمهيدا لاحالة كل من ورد اسمه في تلك الوثائق، الى المحاكمة ومحاكمتهم وفق القوانين الدولية المعترف بها والمقرة شرعا بتوجيه تهم ابادة الجنس البشري والابادة الجماعية والاعتداء على حقوق الانسان لتاخذ العدالة الدولية طريقها الصحيح في وضع الامور في نصابها القانوني الذي يضمن العدالة والمساواة بين البشر كما يضمن لمنظمة الاممالمتحدة ومجلس الامن الدولي وباقي المنظمات الدولية المختلفة دورها الايجابي في ضمان المساواة في الجرم وفي الغرم وفي التاكيد على عدم وجود من هو فوق العدالة والقانون من بين المتهمين مهما عظم شانه. وما دام الحديد حارا والعديد من الدول العربية والاجنبية والمنظمات الدولية الانسانية منشغلة بتفاصيل وتداعيات هذه الفضيحة الانسانية التي لا سابق لها في تاريخ العالم، يستوجب على المعنيين بهذا الشأن من العراقيين والعرب والاجانب اتخاذ المبادرات اينما كانوا وتوحيد الجهود و الاسراع في الطرق على الحديد قبل ان يبرد فعندئذ سوف تزيد المهة صعوبة، نحن في غنى عنها. ان الادانة الاخلاقية والاعلامية لهذه الجرائم لم تعد كافية فكل مجرم ينبغي ان ينال عقابه في المحاكم وان ينال كل عراقي حقه من العدالة إن الوقت يجب ان يكون وقت العمل الجاد والمثمر والمنافسة بين من يمكنه تقديم الجهد الاكبر لصالح الدفاع عن شعبنا العراقي الذي يعيش منذ عام 2003 داخل مفرمة للحم البشري التي صممتها وصنعتها عقول اليمين الامريكي المتصهين وادارة توني بلير ونفذ الكثير مما خططت له على ايدي أجهزة السلطة التي اقاموها في العراق على انقاض الدولة العراقية التي دمروها في تلك الحرب القذرة، وتقديم الافضل وليس التباري بتدبيج المقالات والبيانات الرنانة ولا بالتصريحات عند هذه القناة الفضائية او تلك * عبد الاله البياتي * صلاح عمر العلي