اليوم تتدافع التساؤلات هل أنت مع الضربة العربية أم ضد؟! هل أنت مع الوطن أم مع الأميركان؟! تتدافع التساؤلات والاستهجانات على الوضع الحالي, ولكن هل سألت نفسك قبل, بعض الأسئلة؟! هل أنت مع القتل اليومي؟! هل أنت مع المجازر اليومية لتحقيق مكاسب شخصية؟! هل أنت مع اغتصاب النساء والمتاجرة بنساء سوريا بالخارج؟! هل أنت مع التطهير العرقي والطائفي والقتل على الهوية, الذي يحصل؟! ثم لماذا لا نستهجن جميعنا، مؤيدين كنا أو معارضين, مجزرة الغوطة بالقدر الذي نستهجن اليوم الضربات الغربية. ألم يقتل فيها أطفال, والأطفال أصغر من أي توجه سياسي, وأكبر من الأحقاد الإنسانية.. لماذا لم نستهجن المجازر الطائفية والقتل اليومي بغض النظر عن الفاعل؟!... لماذا نكون في بعض المواقف قمة في الإنسانية, وفي أخرى نؤيد القتل؟ وهل هناك سبب في العالم كله يجعلك تؤيد القتل؟ أم يتغير رأيك وتتبدل أخلاقك بحسب الاعتبارات الشخصية والمصالح فقط؟ وهل القتل أصبح أمراً عادياً لكي تؤيده؟ وهل الأخلاق تحدد وفق المصالح؟ ... ثم لماذا تتجاهل القتل وبعض المجازر إذا كنت تؤيد الطرف الذي قام بالمجزرة أو القتل؟ علينا قبل كل شيء أن نعقلن موقفنا حسب الموقف وحسب الأخلاق وحسب الضمير الإنساني, وليس حسب المصالح... فلماذا لا نستنكر القتل من جميع الأطراف بغض النظر عن المصلحة الشخصية؟ الكل تحت سقف الوطن... وسقف الوطن هو أن لا تقتل أحداً بسبب اختلاف فكري أو مذهبي أو سياسي، لأن الوطن يتسع للجميع باختلاف المذاهب والأفكار والتيارات. ولكل من لا يعرف سقف الوطن، فالوطن ليس هو نظام محدد, بل هو أن تحترم حياة الآخرين وهذا أضعف الإيمان... المشكلة فينا بالثقافة : المشكلة في ثقافة المواطنة غير الموجودة أصلاً, وهل كنا في الأصل نعرف معنا المواطنة وهل كنا نعرف حقوقنا كاملة. الأكيد الأكيد أنه لم يأتِ كل ذلك العنف والقتل والإرهاب من فراغ, ولم يأتِ بين ليلة وضحاها, فهو مخزن باللاوعي عند الإنسان العربي, ومجرد أن فُتح له الباب خرج على شكل مارد أكل الأخضر واليابس والإنسان وكل شيء. كل شيء زرعنا في الماضي بعيد عن الإعلام, ظهر الآن بشكل فظيع. فعندما نزرع ورد نحصد ورد, وعندما نزرع العنف والخوف والشوك سنحصد موتاً بالمطلق.. والآن بعد كل هذه التساؤلات, وكل هذا الدم, وكل هذا العذاب الذي نمر به نتساءل مع من يجب أن نقف؟؟ يجب أن نقف ضد القتل بجميع الأشكال ليعود إلينا شيء من الإنسانية المفقودة. يجب أن نقف ضد القتل من الأخ قبل القتل من العدو.. فالكل ضد الضربات الغربية على سوريا, وفي نفس الوقت, وبنفس الشدة, ضد القتل الجاري في سوريا من جميع الأطراف - لأنو سوريا مو لحدا, ولا لمجموعة, ولا لدين, ولا لتيار, سوريا إلنا كلنا, وكل شي عم يدمر بداية من الإنسان إلى كل شيء ثانوي نحنا إلي عم نخسره ما لحدا ثاني- ...