في برنامج "انا والعسل" الدي يعرض خلال شهر رمضان ويقدمه الاعلامي "نشان", قالت الممثلة الهام شاهين انه خلال احدى زيارتها للقديس المسيحي الماروني "مارشربل" في ديره ومحبسته بلبنان, شعرت انها قريبة من الله, فصلت من اجل شفاء والدتها التي كانت طريحة الفراش, وفوجئت في الصباح التالي بالمعجزة كما وصفتها الهام شاهين, بحيث نهضت امها واخبرتها بانها رات السيدة مريم العدراء تجري عليها عملية جراحية, وان اثر الحقن لايزال ظاهرا على جسدها مع اختفاء الورم الدي كانت تعاني منه في وجهها. واضافت هده الممثلة, انه مند تلك الحادثة اصبحت تدعو الله في كنيسة "مارشربل" كلما زارت لبنان, وافتت الى ان المؤمن هو من امن بالله وبكتبه ورسله وليس برسول واحد وكتاب واحد ليكتمل الايمان. من الناحية العلمية لايمكن تفسير حكاية شاهين وشفاء امها -ان كانت هده الحكاية صحيحة- الا بالصدفة, اي صادف وقت شفاء الام وقت زيارة ابنتها شاهين للقديس المسيحي. انني احترم طريقة تفكير الممثلة شاهين وتحليلها لامورها, ولكن كمسلم وجب علي الرد على حكايتها, حتى لايتاثر العوام من المسلمين بادعاءاتها, وحتى لاتستغل هده الادعاءات في التمسيح. فما يتعلق بتصريح شاهين بانها اصبحت تدعو الله في كنيسة "مارشربل" كلما زارت لبنان, فانه يجب ان تعرف هده الممثلة ان الدعاء في الاسلام غير مرتبط باي مكان او زمان, وانما الدعاء مرتبط بالاخلاص والاعتقاد بان الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة الداعي ادا دعاه, كما ان الاسلام حرم الوساطة بين العبد وخالقه اثناء القيام بالشعائر الدينية واثناء دعاء العبد لخالقه, كما جاء في الآية 3 من سورة الزمر " ... مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ". اما فتواها المتعلقة بان المؤمن هو من امن بالله وكتبه ورسله وليس برسول واحد وكتاب واحد, فيجب ان تعرف هده الممثلة, بان الكتب التي يجب على المؤمن ان يؤمن بها هي الكتب التي نزلت على الرسل كما ارسلها الله سبحانه وتعالى والمبشرة بخاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم, وليست الكتب المحرفة لتساير اهواء ومصالح محرفيها, فالكتب والرسالات السماوية لاتناقض بعضها, كما جاء في الاية الكريمة "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ...سورة الصف - الآية 6 . كما ان القران ناسخ لجميع الكتب والرسالات التي سبقته, وان هدي محمد صلى الله عليه وسلم هو الهدي وهو الامام لمن قبله وبعده, كما ان المرء لايمكنه ان يدين بالاسلام وفي نفس الوقت يدين بعقيدة اخرى, كما انه لايجب على المسلم ان يساير او يركن عقائديا الى من لايعترف بنبوءة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم. اما مايرتبط بادعاءات الهام شاهين حول شفاء امها بسبب دعائها اثناء زيارتها لدير ومحبسة القديس الماروني "مارشربل", فهده الحالة كما اسلفنا, لاعلاقة لها بالطب والعلوم التجريبية وانما هي حالة يمكن ان تكون مقترنة بمس من الشيطان, ولاتعالج الا بالتوكل على الله وقراءة القران. وكدلك فصلاتها ودعائها اثناء وجودها بدير القديس الماروني, شبيهة بزيارة بعض العوام عندنا للاضرحة والزوايا والقبور التي لاتنفع ولاتضر, وانما تخفف هده الشياطين رهقها ومسها عن هؤلاء المرضى من الزائرين لهدا النوع من الاوثان, ليبتعدوا -اي هؤلاء المرضى- عن التوكل على الله خالق كل شيء والقادر عاى كل شيء, ويحتمون بمن لايزيدونهم الا رهقا, كما حاء في الاية 6 من سورة الجن "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا