إن الشتات العربي ما هو إلا انعكاس للشتات الفكري، ومع احترامي للقدرات الفكرية لمفكري العالم العربي الذين يعملون في ظروف لا أريد إن أشخصها بمفردي ولكن يجب تشخيصها ضمن كيان يضم نخبة من المثقفين والأدباء والكتاب والفنانين والعلماء والمترجمين والباحثين في علم الهويات والطامحين إلى تحرير الإرادة وانطلاق الملكات والمقاربة التاريخية لوحدة الكيان العربي. وفكرة إنشاء "الجامعة الثقافية العربية " ترمي إلى استنهاض العقل الكامن وتجميعه في كيان واحد كورشة عمل واحدة تنتج وهجا فكريا تتطلع إليه كل العقول في أي مكان دون النظر إلى رفض الفكرة أو التصدي لها، ولكن من أجل طرحها للنقاش والتداول والتفاعل ومن ثم القبول أو الرفض مع الأخذ في الاعتبار بأن سمة العصر هي دخول الأفكار من مختلف أركان الخريطة الكونية إلى كل "مكان في العالم المفتوح ". ومع وجود المنظمات الثقافية المنبثقة من الحكومات أو المؤسسة بمعرفة منظمات بعيده عن الحكومات ومع ما يشوبها من توجه معين لخدمة أغراض معينة أو انحياز لثقافة بعينها أو لانتهاجها سبيل الأحادية، قد دفعني أن أفكر في تأسيس هذا الإطار الجمعي المتمثل في الجامعة الثقافية العربية بلا أدنى خصوصية في احتكار الفكرة أو الموطن أو الرياسة لأن الرائد هو من يتوجه بنا نحو إبراز الكيان الثقافي العربي الإسلامي، نحو الريادة التي تجعل من هذا الكيان المرجع والأرشيف. وإذا كنا الآن نتحدث بصيغة العالم أو العصر لمحاولة الاندراج في المنظومة العالمية ككيان هش لا يرقى إلى مستوى وضع القدم بالمثل في المسيرة العالمية التي تقودنا إلى الطريق لسنا مؤهلين بالدخول فيه اقتصاديا أو علميا أو سياسيا، كان لزاما علي أن أطرح الفكرة وأن أطرح الخطوط العريضة للصيغة التي تقوم عليها فكرة الإنشاء والتأسيس للجامعة لندخل هذا العصر بقدم ثابتة. ----- الموقع: http://www.newsofworld.info/luniversita/Page_1.htm الجروب على الفيس بوك للمشاركة http://www.facebook.com/group.php?gid=103626433011972