علينا أن نكون متفائلين ومستبشرين خيراً، فالوطن ما شاء الله بخير ولا ينقصه شيء، فالمأكل والمشرب والدواء والملبس متوفرة، إلا شيء واحد مفقود وهو الاستقرار النفسي والمعنوي لشعبنا، وهذا أهم شيء في حياتنا، فشعبنا مل وأصيب بالإحباط واليأس نتيجة الوعودات والكلام المعسول من هذا وذاك بإنهاء ملف الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية تخرج شعبنا من هذا العذاب اليومي الذي يواجهه وتعيد الابتسامة والفرح له. إن رجال السياسة عندنا اعتمدوا في إدارتهم على صنع الأزمة وتداولها وابتداع طرق للتسويف، فهم مقدمين مصالحهم ومكاسبهم السياسية على وطننا وشعبنا، ولكي لا أكون متجني واضع اللوم والعتب على جهة دون أخرى، أقول أن الجميع واقعون تحت المسؤولية التضامنية في إدارة شعبهم ووطنهم، وليس من حق احد القول انه خارج المسؤولية، وهو ما زال لاعب مؤثر وقادر على وضع لمسه فاعلة في إنهاء هذه النكبة الكبيرة والمسماة بالانقسام الأسود اللعين، لان التهديد الحاضر لوحدة وطننا وسيادته واستقرار شعبه قائماً ولم يبتعد عنه، يضاف له المؤامرات التي ترسم في غرف الظلام ضد نسيجه الاجتماعي ويريد به تفكيك التعايش السلمي لمجتمعنا وشعبنا من خلال زرع بذور الفتنة بين أوساطه. من المعروف أن العقم وعدم القدرة على الانجذاب قد تكون لأسباب وراثية أو لأسباب طبيعية هذا رأي الطب في العقم، أما العقم السياسي الموجود في سياسة رجالنا، هو عدم القدرة على التقدم سياسيا في كل المجالات وعلى كل الأصعدة وخاصة على صعيد الخدمات الغير متوفرة للمواطن الفلسطيني، فقد فشلوا في أداء واجباتهم الوطنية، وتأزمت أمور شعبنا يوما بعد يوما وأصبح الأمر معقدا سياسياً واقتصاديا واجتماعيا، وأصبح الوضع عقيم لا يولد الا الأزمات والخيبات المتكررة يوما بعد يوم وأصبحت عجلة الزمن الفلسطيني تتراجع إلى الوراء ولم يلمس المواطن الا النكبات والأزمات المتفاقمة. جماهيرنا التي عانت الأمرين منذ سبعة أعوام وقبلها 49 عاما من الشقاء والبؤس والهموم والعدوان الذي خلفه الاحتلال الصهيوني لها فدمر بيوتها وأحرق مزارعها ورحلها من أراضيها وقراها ومدنها وجغرافيتها الأصلية، لذلك فهي ليست بمقاولين في هذا الوطن، وإنما هي صاحبة مشروع وطني، لأن المقاول يبحث عن الأرباح فقط، أما أصحاب المشروع فإنهم قد يضحون ويخسرون من اجل نجاح مشروعهم وضمان بقاءه على السكة الصحيحة فاحترموا عقوله وشعوره واعملوا على إنهاء هذه النكبة التي تواجهه. ومضة أخيرة:. "نأمل أن نعيش بأمن وأمان, نأمل أن نبني مجتمع فاعل , نأمل أن نحقق الغاية المنشودة بإقامة وطن قوي، نأمل بمستقبل زاهر لأطفالنا، نأمل ببناء دولة ديمقراطية عادلة"