هل ثمه رجل إستخباراتي على وجه هالبسيطة، لديه تقدير دقيق عن النوايا المستقبلية الخبيثه لأركان قيادة إسرائيل وعلى رأسهم بيبي نتياهو؟ وخاصة بعد التحدي الذي بادرت به القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوجه إلى الأممالمتحدة لإعلان دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس، نعتقد أن نتنياهو وغيره من القادة السياسيين والعسكريين وحتى الخبراء الأمنيين الإسرائيليين، لا يعرفون إلى أين يتجهون بكيانهم الإسرائيلي الغير متجانس بعد كل هذه المناورات والمؤامرات والمناكفات والمراوحات في المكان، وإستمرار التعنت بصلافة تجار الحروب والتمسك بسياسة الدمار والخراب والأراضي المحروقة والمجازر التي لم تتوقف أبدا ضد الجماهير العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص. هذه السياسة الخبيثة ليست سوى فلسفة القوى الإستعمارية الظلامية الإسرائيلية التي ما زالت تؤمن بتلك النظرية السوداوية متعددة الألوان القاتمة،"تخريب وتدمير وفسادا". فالفلسطيني سيبقى هو الفلسطيني والعربي سيبقى عربيا والمسلم هو المسلم والقضية ستبقى هي القضية والبحر هو البحر والأرض هي الأرض، بمعنى آخر أن العربي والفلسطيني لا يفهم إلا شعار واحد "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" ولا تنازل أو خنوع أو إستسلام إالا بإرجاع الحق الى أصحابة فالتصور الإسرائيلي الأرعن ما زال يعشعش في الزوايا المظلمة في عقلية مقاولي الحروب والتكتيكات التدميرية العمياء لنتياهو وأركان جيشة بكل تاريخهم الأسود الملطخ بدماء الأبرياء هنا وهناك، فمن خلال هذا الفهم المقيت يصمم نتياهو بتصوراتة المستقبلية، وبالرغم من خبرته الميدانية الطويلة، إلا أن مسيرته وخبرتة السياسية تبدو قصيرة، ولكن التحليل الأولي لسيرة الرجل العسكرية يثبت إنه من أبرز مقاولي التكتيكات العسكرية العمياء في تاريخ الكيان الإسرائيلي الذي يجيد الدخول في مستنقعات تدميرية بلا قدرة على الخروج منها. فالبرنامج الذي يتبناه نتياهو، والذي بدأ يقتحم الساحة الدولية مؤخرا للتعاطف والوقوف بجانب كيانة، حيث إنتقل من مرحلة المفاوضات مع الذات الى مرحلة المفاوضات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا متطلعا وطامعا إلى الإنتقال ببرنامجة الأسود إلى دائرة التبني الدولي لتأييدة بقتل الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والذي ينوي الفلسطينيين إقامتها رغم قناعتهم بأن الكثيرين في المجتمعات الدولية لا يرغبون بذلك. لذلك فإن الجوهر في برنامج نتياهو هو خطته للحلول الإنتقالية طويلة الأمد والتي قد تستغرق وقتا طويلا للوصول إلى الحلول النهائية بكل علامات الإستفهام المحيطة بهذا الوصول، وبحيث يكون الوقت ممهدا لإرساء الحقائق على الأرض، والأمر الواقع لإعطاء الحلول النهائية الصورة والملامح التي تتفق وأفكاره السوداوية ورؤيتة المتعارضة كليا حتى الوصول إلى المراحل النهائية من خارطة الطريق التي داستها دباباتة ودمرتها طائراتة وجرفتها بلدوزاراته. لذلك فإن النضال الفلسطيني حاليا مع أجرم حكومة بالتاريخ "حكومة نتياهو وإحتلاله"، هو ما يتركز حول محاولتة كسر الإرادة الفلسطينية والإستحقاق السياسي للشعب الفلسطيني، ليقع هذا الإستحقاق في شباك الحلول الإسرائيلية الطويلة الأمد، والتي تنطوي على شطب القضايا المركزية للفلسطينيين، الأمر الذي يرفضه الشعب والقيادة الوطنية الفلسطينية دوما، سواء بالأفكار التي وردت لدى" شامير وباراك مرورا ببيرس وأولمرت" أو بالأفكار الأكثر تعنتا وصلفا والتي ترد الأن في عقلية نتياهو. لذلك لا يخفى على أحد، الثبات والحزم الذي أظهره الشعب والقيادة الفلسطينية، إزاء حقوقهم الوطنية المقدسة التي تخصهم وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولة المؤسسات بعاصمتها الأبدية القدس الشريف، وما زال الموقف الأسطوري موجودا لدى قيادتهم والمستمرة في ثباتها في إعلان دولتهم الفلسطينية المستقلة، في أحلك الظروف والأوقات، لأن القيادة الفلسطينية تعي جيدا أن المطلوب الآن " إسرائيليا وأمريكيا" ينفي الحقوق الوطنية الفلسطينية. فصمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في وجه أعتى ترسانة عسكرية إسرائيلية على وجه البسيطة، يجب أن يتجسد في نيل الحرية والكرامة والإستقلال، وفي إنجاز أهداف هذا الصمود المتمثل بحقوقهم، فمن الطبيعي أن تتم مواجهة هذا الصلف والتعنت الإسرائيلي بصلابة وعنفوان. لقد راهنت القيادة والشعب الفلسطيني على منظور القوة الشاملة، القوة الروحية والتاريخية والإنسانية، لأنها الباقية في منطق الحقائق الكبرى، وهي الأساس لمجيء وذهاب أنواع التعنات الأخرى، لذلك فإن القياده الفلسطينية تنظر إلى الأمور بصبر ولكن بدون وجل، فهم يؤكدون دوما أن رهانهم الأساسي على قواهم الذاتية، لا يلتفتون إلى التفجيرات النفسية وحرب الأشاعات من هنا وهناك، ولا يلتفتون إلى منطق الغطرسة، ولا إلى كل محاولات الدس أو الفت في عضدهم، ولكنهم يستمدون منها مزيدا من العزيمة والإصرار من أجل صلابتهم وصحتهم الذاتية ومن أجل الإستمرار وعدم الرضوخ في لبعة عض الأصابع. وطالما أن مرحلة تحقيق الإستحقاقات تعتبر من أدق وأخطر المراحل فمن الواجب في مثل هذه الحالة التحلى بالصبر وسبر غور ما يجري من حولهم، خاصة وأن العالم أصبح الآن في مهب الرياح الأمريكية الإسرائيلية والتي تتغير فيها الأشياء تغير الرمال في الصحراء، فلا ثوابت إلا المتغير، الأمر الذي يستدعي منهم المرونة وسرعة الحركة، ليس على الصعيد التفاوضي فحسب بل على صعيد ترتيب الأولويات ومواصلة المواجهة الدبلوماسية علىى كافة الساحات مع الأخذ بعين الإعتبار متطلبات الواقع الإداري والمعيشي لشعبهم، خاصة وإنه الرقم الصعب في المعادلة واليد التي تمتلك كافة الإمكانيات المؤثرة. ---------------------------------- [email protected]