البيت الأبيض يصرح قبل قليل "من صوّت ضد القرار (قرار مجلس الأمن) لا يقف الى جانب الشعب السوري" ونحن نسأل: هل من صوت مع القرار (مثل أميركا) يقف الى جانب الشعب السوري؟بالتأكيد لا.أميركا صوّتت مع القرار ولكنها تقف ضد الشعب السوري. فالنظام السوري يُعتبر من أهم أدواتها وهي من حافظ على تماسكه حتى الآن, وهي التي توعز لدول مثل ايران والعراق وحكومة حزب الله في لبنان أن يقفوا مع النظام, وكان آخر مسؤول أميركي يثني على موقف الحكومة اللبنانية من الوضع في سوريا هو المبعوث الأميركي وليام بيرنز في آخر زيارة له الى لبنان منذ أيام, بل ويؤكد على موقف بلاده من ضرورة إستمرار حكومة حزب الله خلافا لمطالبة جماعة المعارضة باسقاط الحكومة. أميركا المنافقة لا تستطيع أن تقف علانية في دفاعها عن نظام القاتل بشار, لذلك هي تلجىء الى التلطي وراء مواقف الآخرين.نقول حتى لو تم التصويت لصالح القرار, فلن تكون نتائجه لصالح الشعب السوري, بل سيوظف في إطار العملية السياسية التي تخدم الدول الكبرى في صراعها على النفوذ داخل سوريا وسوف يكون مدخلا لفرض الوصاية على الثورة السورية وبالتالي تدجين الثورة وترويضها وأخذها الى حيث يريدون. الثورات الحقيقية لا تستعين بأجنبي, فكيف إذا كان الأجنبي هو أس الداء والدُّ الأعداء؟قبل أن نعلنها ثورة يجب أن نحدد ماذا نريد, ماذا نريد يا أمة محمد, ماذا نريد يا أهل الشام؟ هل نريد أن يُحَسن الغرب شروط تبعيّتنا له؟ أم هل نريد أن تبقى التبعية ولكن من خلال وكيل جديد أقل بطشاً وأكثر نفاقا؟ هل تعوّدنا وأستمرأنا حياة العبودية لغير الله؟ هل فقدنا الأمل في أن نعيش أحرار كأمة مسلمة؟ ماذا نريد؟ لماذا كل هذه التضحيات؟ هل هي من أجل (مرسي) جديد في سوريا يرضى أن يكون رأساً لدولة فاسدة تتحكم فيها أميركا بكل مفاصلها, من جيشها الى قضائها؟ ويرضى أن يَحرُس بنفسه آثام مبارك ونظامه بحق فلسطين إرضاءً لأميركا؟ ويرضى بنظام علماني يَفرضُ علينا أن نَعيش بِحسب ما يرتضيه الآخرون لنا من طريقة عيش تشقينا وتغضب ربنا وتُلبثنا ثوب الذلة والخزي في الدنيا والآخرة؟ لا يا قوم...والله لا يستأهل ذلك نقطة دم واحدة من دماء أطفالنا فالتكن ثورتنا ثورة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة, ثورة أمة مسلمة, أخضعها الغرب لنفوذه منذ أسقط دولتها بعد الحرب العالمية الأولى (الخلافة العثمانية)ثورة لأمة مُزقت بلادها وهُدمت دولتها وسُلبت إرادتها وفُرضت عليها التبعية بكل أشكالها الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية. ثورة أمة سئمت حكم الكفر وعيشة الجاهلية, ثورة لا تبقي للكفر سلطاناً أو نفوذا في بلاد الاسلام, ثورة تؤدي الى تحرير حقيقي, تستعيد الأمة معه سلطانها وإرادتها, ثم وإيماناً منها بالاسلام تقيم نظامه متمثلا بالخلافة كنظام حكم اسلامي يجسد الاسلام ويُوحدُ الأمة ويُعيد لها دَورها ومركزها في العالم. حين تكون الثورة من أجل ذلك فانها تكون ثورة حقيقية كاملة تستحق كل التضحيات حتى لو فني نصف الأمة.(لميتة في طاعة الله خير من حياة في معصيته) صدق رسول الله ص يا رجال الشام وشبابها الأبطال... مَن غيرُكم يَتولى هكذا مهمة, من غيركم يا أحفاد الصحابة وقد سميتم معظم كتائبكم بأسمائهم يتصدر لهكذا واجب وفرض عظيم؟ بلى وربي هي الشام أرضكم التي بارك الله بها وجعلها عقر دار الاسلام وحفتها ملائكتة الرحمن, وقال سيد الأنام "لا خير فيكم أن فسد أهل الشام".صيا أهل الشام:لا تحسبوا فشل صدور القرار من مجلس الأمن شراً لكم بل هو وربي خير, صراعهم وخلافهم على النفوذ هو حكمة الهية ليكون ذلك ثغرة لكم لتَنفُذوا منها الى التحرر الحقيقي والثورة النقية التقية البعيدة عن المستعمرين بينما هم منشغلون بصراعهم.دعوهم في صراعهم وألاعيبهم بين حاقد عليكم وطامع بكم يتنافسون, لا تلتفتوا الى شيء سوى الله, هو وحده ناصركم لو أخلصتم له, يمدكم بثبات وصبر ورجال ينصرونكم من كل حدب وصوب.كونوا مع الله يجعل كل شيء يقف معكم, تطلعوا الى ما عند الله ولا تلتفتوا الى من عند مجلس الأمن, فما عندهم هو خطة عنان التي تهدف الى تجديد النظام وانقاذه, بينما ما عند الله هو عز الدنيا والآخرة, الله يريد لكم خطة سيد الأنام محمد ص...بتحقيق بُشراه باقامة الخلافة على أيديكم في أرض الشام تنزل من السماء على أرض يحبها الله وأناس طهرهم وهيأهم لدور تاريخي.حينها لن تحتاجوا الى مجلس الظلم الذي ذبح فلسطين وكشمير وأفغانستان والبوسنة والعراق والصومال واليمن... بل ستدفنونه وتعلنون نظاما عالميا جديدا لا ظلم فيه ولا فساد وإستعمار. (ونريد أن نَمُنَ على الذين إستضعفوا في الأرض, ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين...)