دائما يكون الغروب هو موعد الهجر والوداع عندما يسدل الليل ستائره فيخيم مع ظلامه الموحش المخيف مزيج من الأحاسيس المرعبة القاسية على جدران القلوب اليائسة لفظة الوداع ذاتها لفظة مرتبطة في الذهن بمنظر الغروب عندما تغرب الشمس بوضحها ودفئها الحاني انها الشمس التي غذت بلاد النيل الافا من الأعوام وبعثت في نفوس أبنائها القوة التي أعانتهم على تحمل الصعاب انها مغذى الصلابة التي اتسمت بها مصر قرونا وجعلتها تكسر شوكة المعتدي أين كان وكيفما كان لست محبا للماضي ورثائه دون النظر الى المستقبل ولكن المستقبل امتداد للماضي مازلت اتسائل أين الشمس أين الشمس التي اشرق معها مجد العرب وبطولاتهم أين الشمس التي وهجت في قلوبهم العزة والحماسة والقوة لقد غربت الشمس مخلفة ورائها ليلا غادرا ماكرا لا يحوي الا الوحوش الفاتكة القاتله لقد غربت معها مبادئنا و كرامتنا واصبحنا بدايات بلا نهايات اصبحنا وحوشا يأكل كبيرنا الصغير ووقفت بلادنا الحزينة في شرفتها العالية تشاهد العرض الانساني الدامي على ضوء القنديل الخافت الذي يحفظ لليل ستره ووحشته ولا يتعدى على قيمه العدوانيه وسرنا في خطوط متهدجه لسنا نحيط بالغد أدنى فكرة لا نحمل الا الماضي العظيم الزاخر بالمعاني والأمجاد ناسين أو متناسيين ذلك الغد الضائع الذي حالت بيننا وبينه أمواج الزمان العاتيه تاركين الامر للزمن بمراحله واضطراباطه اذا أراد لنا العزة اعزنا واذا اراد الذلة اهاننا لسنا مبالين الا بسفاهات الامور قدمنا رؤوسنا هدية الى عدونا مرفقة بالسيوف البتارة وما عليه الا ان يحرك ساعده ويقطع باسم العرف نعم انه العرف عرف الغابة الذي اباح للغني مال الفقير واباح للقوي دم الضعيف انها قوانين الليل التي لا تعرف الرحمة ولا الهواده ظهرت وترسخت عندما ذهب النور تائها بين السحب العالية مودعا دنيانا بدموع الحسرة والألم تاركا ظلاما دامسا لعينا عندما تغرب الشمس يحين الوداع وداع الاحبه وداع القيم وداع الحياة ذاتها حين ذلك نرفع اكفنا لبلادنا مودعين بلا امل في العوده وبلا سأم من الانتظار قائلين في الم المقهور ويأس العاجز وداعا أيتها الجميله