قد يكون مقبولا أن يصرح بعض مرشحى الرئاسة بأن لديهم مشروعات اقتصادية واجتماعية طموحة تتصف أحيانا بكثير من التفاؤل وببعض المبالغة فى أحيان أخرى ، فهم لايشرحون لنا كيف سيتم تنفيذ هذه المشروعات الضخمة فى ظل الامكانيات والموارد المتاحة حاليا ، ولم يوضحوا لنا الأسس العلمية والعملية لكيفية تدبير المصادر التى سيتم من خلالها تنفيذ هذه المشروعات . هذه التصريحات يمكن أن يقبلها المواطن باعتبارها وسيلة من وسائل جذب الناخبين بهدف الحصول على أصواتهم الانتخابية . لكن من غير المقبول أن يصرح أحد المرشحين للرئاسة أنه سيسعى فى حال فوزه الى اقامة الولاياتالمتحدة الاسلامية وعاصمتها القدس .. فهذا التصريح يعبر عن استهانة هذا المرشح بعقول الناخبين وابتزاز لعواطفهم وأمانيهم بتحرير القدس الشريف من أيدى الاسرائيليين الغاصبين . لم يذكر لنا هذا المرشح كيف يتم تنفيذ هذا الحلم الكبير الذى يتمنى شعب مصر تحقيقه اليوم قبل الغد لكنه أيضا يدرك أن هذا الحلم لن يتحقق فى ظل الظروف المأساوية التى يمر بها وطننا العربى ، وفى ظل التمزق والصراعات التى تعانى منها الشعوب العربية فى عصرنا الحالى ، وسيظل حلما يصعب تحقيقه وقد يستحيل تحقيقه على ايدى الجيل الحالى من الحكام والمحكومين العرب لأسباب يعلمها كل من لديه خبرة ومعرفة بالواقع المرير الذى تعيشه الأمة العربية الآن . لم يشرح لنا هذا المرشح كيف سيؤسس الولاياتالمتحدة الاسلامية .. وماهى الدول العربية التى ستضمها هذه الدولة الحلم .. هل تضم ليبيا الجريحة وسوريا الذبيحة وتونس المتوترة .. هل تضم العراق الممزق واليمن المشتت والسودان المنقسم .. هل تضم قطر حليفة أمريكا واسرائيل .. هل تضم دول الخليج العربى بطبيعتها الخاصة التى نقدر ونحترم خصوصية نظم الحكم فيها . لا ياسيدى المرشح .. لا تمتهن عقولنا .. ولا تهزأ بعواطفنا .. ولا تتاجر بأحلامنا .. فنحن نعرف كيف نختار رئيسا لنا يحترم عقولنا ويسمو بعواطفنا ويسعى لتحقيق أحلامنا الممكنه . عاطف على عبد الحافظ كاتب وشاعر مصرى [email protected]