إسلام عبدالمجيد الإنه إن الأزمة التى تواجهها شعوب و حكومات العالم اليوم و التمثلة فى فيروس كورونا ( كوفيد 19 ) والتى بدورها أثرت على النواحى المختلفة للحياة، تقودنا لإلقاء الضوء على التداعيات الحالية و المحتملة للأزمة الراهنة على الإقتصاد العالمى . أثر الإنتشار السريع لفيروس كورونا ( كوفيد 19 )على حاله الإستثمار بوجه عام عالميا؛ فقد تم سحب الكثير من رؤس الأموال من سوق الإستثمار و تخفيض الأنتاج و بالتالى ازدياد البطالة و الضغط على الحكومات من حيث التكفل بالعمالة التى تم الأستغناء عنها نظير التقليص فى قطاع الإستثمار ، كل هذا أدى إلى هبوط فى أسعار العملات المحوية خصوصا للدول الإنتاجية و المصدرة بالأضافة إلى ازدياد معدلات البطالة و من ثم هناك احتمالية لزياده معدلات الجريمة . و من ناحيه أخرى فقد قام الكثير من الأفراد بسحب المدخرات من البنوك و توجيه الأموال لشراء أصول لا تفقد قيمتها نسبياً مثل "معدن الذهب" ، مما يؤدى إلى انخفاض السيولة بالبنوك ، و ارتفاع فى أسعار الذهب عالمياً و تقوم البنوك آن ذاك بخفض الفائدة على القروض تدريجيا و قد تصل إلى السالب كما حدثت بعد الأزمة العالمية 2008 حيث قامت البنوك المركزية لبعض دول العالم بخفض نسبة الفائدة إلى ما دون الصفر بعد سلسلة التخفيضات المتتالية و التى لم تكن كافية لتحفيز النمو الأقتصادى مما جعلها تخفض نسبة الفائدة إلى ما دون الصفر ( فائدة سالبة ) . و من جانب آخر تهاوى أسعار النفط العالمية إلى أدنى مستوى لها منذ 18 عام جراء الأزمة الحالية و ذلك بسبب إنخفاض الطلب على النفط من المستخدمين مع زيادة العرض من قبل الدول المنتجة نتيجة لتوقف الإنتاج بالكثير من القطاعات الأنتاجية عالمياً بالإضافة إلى الأنخفاض الملحوظ فى إستخدام وسائل النقل نتيجة لأجراءات الحظر التى اتخذتها الدول لمكافحة انتشار فيروس كورونا. بالإضافة لجميع ما سبق نود أن نذكر اتجاة الحكومات إلى توجية جزء كبير من الإنفاق الآن للحفاظ على الأمن الغذائى للشعوب و أيضا تطبيق الإجراءات و التدابير الإحترازية للسيطرة على الفيروس . و نتيجة لكل ما سبق يمكننا القول أن العالم سيصاب بحالة من الركود من جراء الإغلاقات التى فرضتها الحكومات لأحتواء الفيرس و النفقات التى وجهتها الحكومات لمجابهة تداعيات الأزمه ، حيث يزداد الركود يوما تلو الأخر يصحبة تأثيرات سلبية على القطاعات المختلفة بالدول . الخلاصة : - • أن العالم الآن فى أزمة حقيقية يجب دراسة أبعادها بدقة لوضع خطة شاملة لتخفيف الآثار الناجمة عنها . • إن الإستيعاب السريع للأزمة يعفي العالم من الإنتقال لمرحلة اقتصادية صعبة . • على الشعوب أن تتبع كافة الإجرءات الوقائية التى فرضتها الحكومات لاحتواء الأزمة . • الوعى الإقتصادى للشعوب يقى العالم من الوقوع فى مصيدة الأزمات الإقتصادية . أخيرا وليس آخرا أسال الله أن يقينا شر ما يؤذينا و أن ينعم على البشرية أجمع بالأمن و الأمان و الإستقرار.