مؤلم أن نعود للذاكرة لتلك الاحداث المتراكمة في ظلامية المواقف والمؤلم اكثر اننا نبحث عن الحلقة المفقودة في ألاثني عشر رصاصة التي قتل فيها الاعلامي الفلسطيني المناضل خليل الزبن .. غزة تفتقد ابنها البطل خليل الزبن الذي استشهد غيلة، فجر يوم 2/3/2004 ، في مدينة غزة، أثناء تأديته لواجبه الوطني، لحظة خروجه من مكتبه.. يعتبر خليل الزبن، 59 عاما، أحد الكتاب المعروفين بانتقاداته اللاذعة وتناوله فى كتاباته للقضايا والمواضيع الساخنة للوضع الداخلى الفلسطينى والزبن رئيس تحرير"مجلة" النشرة ، التى تعنى بمناقشة القضايا الفلسطينية الداخلية. وقتل الزبن الكاتب فجر الثلاثاء 2 آذار 2004 بينما كان يتجه نحو سيارته في الساعة الواحدة والنصف فجراً، إثر مغادرته لمكتبه الكائن في حي الصبرة بغزة. وقد ترجل مسلحون ملثمون من سيارة مدنية، وأطلقوا النار من أسلحة أوتوماتيكية باتجاه الزبن فأصابوه في رأسه، فيما تمكن المهاجمون من الفرار. ما اصعبها من لحظه قاسية علينا جميعا يوم ودعناك .. يوم بكيناك.. يوم أن فارقتنا وتركتنا وحدنا نواجه هذا الظلام والظلاميين .. خليل الزبن ابو فادي قتل في ليله الظلماء .. في خفيه الليل وبعد خروجه من مكتبه تمكن ملثمون في وسط مدينة غزة من اغتياله وفروا الي جحورهم هاربين .. متسترين بقناع اسود ظالم حاقد .. بين قتل خليل الزبن وتلك الايام السوداء التي تعيشها غزة تكمن حكاية القتل .. ويقف خلف القتل اناس متخفين بقناع اسود وبظلام دامس استمر الي يومنا حيث ومن بعد قتل خليل الزبن لم تعرف غزة النور واستمرت مسلسل التآمر علي الوطن وسرقت غزة ونهب كل شيء منها .. في غزة يكون القتل لمجرد القتل .. لا معني للحياة هناك .. اصبح الانسان سلعة رخيصة يتاجرون بها في سوق عكاظ .. غزة تعيش عصر الظلام فهي بالحقيقة بدون كهرباء ولا يتمكن الناس هناك من رؤية بعضهم البعض سوى بإنارة الشموع .. فهي تعيش ظلام دامس .. فالصورة اصبحت ضبابية ولا تفسير للحلم الذي لم يولد بعد سوى انك مجرد من انسانيتك .. يتم تصنيفك علي حسب المسجد الذي تصلي فيه ويفتح لك ملف في اقبية الحقد الاسود وتكون مجرد رقم خارج نطاق التكوين .. وما اصعب أن تعيش في زنزانة الموت وتقف تنتظر في طابور الحقد الاسود وان تعيش خارج الجاذبية وتكون حياتك لا معني لها سوى انك مجرد رقم ..!!! خليل الزبن الاب والابن والأخ الحنون والإنسان الذي احبته غزة وعشقته لأنه كان حاضر في كل تفاصيل الحياة فيها .. فكل شوارع غزة وأزقتها تعرف هذا البطل الذي عاد الي ارض الوطن ليعمل بصمت .. كل المظلومين في غزة يعرفون خليل الزبن ويتذكرون حكايته .. لأنه عاش بكل تفاصيل الحياة فيها ووقف مدافعا عن كرامتها وعزتها .. كل شوارع تونس ومقاهي شارع الحبيب بورقبه تعرف خليل الزبن .. وكل شوارع مخيم اليرموك وأزقته في دمشق الشام تعرف خليل الزبن .. وكا شوارع بيروت تنتظرك كما كانت دوما يا خليل .. كل شوارع حيفا تذكر طفولتك وتحفظ خطواتك الاولي نحو الحياة .. وكل شوارع عمان تعرف خليل الزبن .. كل المطارات والعواصم العربية تعرف خليل الزبن .. كل مناضل قومي عربي وأممي يعرف خليل الزبن .. كل مشرد ومعذب ومنفي من دمشق الشام يعرف خليل الزبن .. كل المطاردين في العواصم الاوروبية يعرفون خليل الزبن .. كل فلسطيني اعتقل في السجون ودخل زنازين الحقد الاسود يعرف خليل الزبن .. كل فلسطين تعرفك يا خليل لأنك كنت انت لها وعملت من اجلها وسهرت الليالي وأنت تدافع عنها وكم كانت كلماتك الاخيرة ومحبتك لنا الاثر في الاستمرار علي نهجك ووعدا لك بأننا لن نتخلى عن مبادئك ورسالتك مهما ابتعدنا عنك ومهما طالت الايام .. ومهما كانت الظروف .. كل الحب والوفاء لك يا خليل لأنك انت الوفاء .. وكل الحب لك يا خليل .. لأنك انت الحب .. وكل محبتنا ووفائنا لك في يوم رحيلك عنا يوم أن اغتالوك حقدا وظلما ونالوا من صوتك الحر وموقفك الوطني.. يوم أن قلت الحق والحقيقة.. يوم أن وقفت منتصرا لأهلك وأصدقائك وتبنيت معاناة ابناء شعبك ودافعت عن حقوق المشردين والمعذبين وكنت صوت من لا صوت لهم .. وناصرت الضعفاء والمقهورين وطالبت بحماية المستضعفين ووقفت تدافع عن كرامة شعبك بكل رجولة.. فكنت الرجل والأب والإنسان والقائد الوطني الكبير .. كتبت عن هموم شعبك ومعاناة اهلك فكانت كلماتك نبراسا للأجيال ورسالتك تحمي شعبك وتسانده في حقوقه ونضاله .. في ذكراك السابعة كانت تلك المرأة العظيمة الصابرة والتي سعدت عندما سمعت صوتها دافئا يأتيني من العاصمة الاردينة عمان مكان اقامتها الي هنا حيث العاصمة الجزائرية حيث اقامتي .. متسارعه أن تسألني عن اخباري وأخبار اولادي وعائلتي انها الاخت ام فادي تلك الزوجه الوفية التي تقاسمت مع ابو فادي مرارة الحياة ورحلت معه في كل تفاصيل حياته وراحت تذكر لي اخر مكالمة كنت قد تحدثت فيها مع خليل قبل استشهاده بساعة ونصف الساعة حيث قال لي سعدت جدا بتطور ( الصباح ) وخطها الجميل وإخراجها الرائع .. وتحدثنا في المكالمة بأشياء اخرى .. وفي ذكري رحيلك التاسعة كل الوفاء للأخت المناضلة ام فادي .. كل المحبة والتقدير لصبرها وإنها من الصابرين .. كل التحية الي الصديق والأخ فادي خليل الزبن إليك التحية في يوم رحيل والدنا وقائدنا والى الأخوات زينب وأسماء وفاطمة ... لن ننسي خليل لأنه حي في قلوبنا .. صوته ما ذال يخترقنا وكلماته تعيش في اعماقنا وإنسانيته نتلمسها رغم ظلام اليل وحلكة سواده .. ملحق لا بد منه: نعت منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، الشهيد البطل خليل محمد خليل الزبن، الذي استشهد غيلة، فجر يوم 2/3/2004 ، في مدينة غزة، أثناء تأديته لواجبه الوطني، لحظة خروجه من مكتبه. وفيما يلي نص بيان النعي:. بسم الله الرحمن الرحيم. "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون". صدق الله العظيم. منظمة التحرير الفلسطينية. السلطة الوطنية الفلسطينية. حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" . تنعي الشهيد البطل "خليل محمد خليل الزبن. " - ولد الشهيد في حيفا بتاريخ 31-12-1944م. - التحق في صفوف الثورة، منتمياً لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" منذ انطلاقتها. - خاض كافة معارك الثورة في الكرامة وبيروت وطرابلس والبقاع، دفاعاً عن شعبه والقرار الفلسطيني المستقل. - التحق بإعلام حركة "فتح" منذ عام 1968، وشغل سكرتير تحرير نشرة "فتح" في دمشق 1971، ونائب مدير عام وكالة الأنباء الفلسطينية 1973، ونائب مسؤول الإعلام الموحد، ثم مديراً للمكتب الصحفي في مكتب السيد الرئيس عام 1983 في تونس، فمديراً عاماً في مكتب السيد الرئيس، مكلفاً بملف حقوق الإنسان. - عاد إلى أرض الوطن بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994. - رأس تحرير مجلة النشرة حتى ساعة استشهاده. - متزوج وله أربعة أبناء. - تميز الشهيد بعمق انتمائه وأصالته ومثابرته والتزامه ونشاطه الفعال، وعطائه المستمر، خاصة في المجالين التنظيمي والإعلامي. - استشهد في غزة فجر الثلاثاء الموافق 2-3-2004، أثناء تأديته لواجبه الوطني لحظة خروجه من مكتبه. عهداً لشهيدنا البطل أن تستمر الثورة حتى النصر و"إنا لله وإنا إليه راجعون". الجزائر في 2-3-2012 في ذكرى رحيل الشهيد خليل الزبن الثامنة . رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين http://www.alsbah.net [email protected]