د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري ليت الأم: لا تحزن، ولا تشيب، ولا تمرض، ولا تموت، وآه من الأخيرة فبموتها: تقل البركة، وينعدم العطاء، وينقطع الدعاء، ويتلاشى الحب الصافي، وتتبلد المشاعر والأحاسيس، ويزداد البعد، وتنطفئ مصابيح النور، وتقل الروابط الأسرية، وينعزل الإخوة، ويندر الاجتماع، وينفرد الجميع بخصوصيته، وأدهى من ذلك وأمر تأثر والدك وتغير أحواله، فلا تدري أتبكي على حاله أم تعزي حالك، فإذا ماتت من تجتمع القلوب والأبدان عليها، فأي مصاب وهم يصيبك حينما يقع هذا الأمر الجلل، وإن كأس الهم يصيبك منذ وفاتها. أسأل الله أن يسكن أمهاتنا فسيح جنانه، فبموتهن مات كل شيء جميل، وأي هم مثل هم من ماتت أمه! -------------------------- الشريف د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري باحث وكاتب أزهري وعضو نقابة السادة الأشراف بمصر